كثيرون قد لا يعجبهم أداء ميريل ستريب فى فيلم افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى "ريكى أند ذا فلاش" كونها فى هذا الفيلم تكسر كل الحواجز والقاعدة .. بأدائها لدور لم يسبق أن قدمته ، وهو مغاير جدا لكل أعمالها السابقة والتى كانت تبدو فيها أكثر اهتماما بالأداء التمثيلى. فالممثل عندما يتجاوز مرحلة من العمر وهى الستين مثلا، وهو عمر ميريل ستريب التى تجاوزت ال 66 عاما ، إذ إنها من مواليد 22 يونيو عام 1949.. يصبح لديه هاجسا فى لعب شخصيات أكثر شبابا ، وهو ما فعلته ستريب بأدائها لشخصية مغنية الروك أند رول "ريكى " التى يطاردها حلم الشهرة والاستمتاع بأصوات الجماهير ورقصاتهم فى الحفلات.. لكنها طوال أحداث الفيلم تحاول أن تكشف للمشاهد عن مأساتها النفسية ، فهى أم تركت أولادها وزوجها وسافرت بعيدا حيث المجد .. لكنها رويدا رويدا تكتشف أنه وهم ..وعندما تعود الى بيتها لإنقاذ ابنتها التى هددت بالانتحار، وباتصال من زوجها تفشل فى التأقلم مع عائلتها؛ لأنها فقدت الاتصال الإنسانى والنفسى معها ..وهنا يؤكد الفيلم أن الإنسان عندما يفتقد الاستقرار قد لا ينجح فى تحقيق أى شىء. هنا تكمن قضية الفيلم، بل قضية ميريل ستريب التى رأت فى الفكرة ما يبدو رائعا لتقدمه، حتى وإن كان بعيدا كل البعد عن أعمالها وشخصياتها التى أهلتها للحصول على أهم الجوائز العالمية، ومنها الترشح للأوسكار مرات عديدة.. ومنها ثلاثة أفلام حصلت على الأوسكار.. ومن هنا يغفر لها تقديرها لعمل أقل بكثير من حيث الأداء التمثيلى من أعمالها السابقة ، يغفر لها لأسباب كثيرة، منها: أنها أرادت أن تقدم ابنتها الحقيقية فى فيلم تكون هى موجودة بجانبها مع أنها سبق وشاركتها فيلما منذ سنوات.. وأنها أيضا كأى ممثل يبحث عن التغيير ..ففى شخصية "ريكى" عنفوانية وحيوية وقدرة على التفاعل مع الجمهور، وكأنها تقدم عملا مسرحيا أو غنائيا بالفعل .. هى تقف على المسرح وتعزف وتغنى بصوتها بالفعل؛ لأنها تدربت على الجيتار كثيرا.. غيرت من ملامحها وماكياجها، فهى ليست ميريل ستريب التى نعرفها ، إن رأيتها أدهشتك تسريحة شعرها وخصلاتها وضفائرها الثلاث المترامية على جانب شعرها ، وملامحها الحادة، كملامح مغنيات الروك أند رول .. هناك الكثير الذى يغرى أى ممثل لأن يقدم هذا الدور، لكنه قد لا يكون متوافقا مع شخصية ميريل ستريب تماما ، لأننا اعتدناها فى أداء آخر وملامح أخرى ، بلون آخر من السينما ومن ثم هى نجحت فى أن تتركنا نتساءل ونقارن، ونقول: إنها هنا ليست ميريل ستريب لأنها تفرض علينا أن نستعيد أدوارها السابقة .. الفيلم الذى يحمل عنوان "ريكى أند ذا فلاش" أو "ريكى والوميض" هو تجربة خاصة بميريل ستريب ، ليس مهما أنها أبدعت ، أو لم تبدع ، ولكن المهم أنها قدمت شخصية وخرجت بها إلى عالم آخر من الأداء التمثيلى ،عالم مختلف شكلا وأداء، فالفيلم يصنف على أنه كوميديا، وهومن إخراج جوناثان ديم، وتأليف ديابلو كودي. وحتى لا يقال إن ميريل ستريب قدمت فيلما ساعدت فيه ابنتها مامى جومر؛لأنها فى الفيلم لم تقدم أداءً رائعا، فى شخصية ابنتها فى الفيلم .. ومامي جومر، ممثلة أمريكية من مواليد عام 1983، شهرتها الأساسية مبنية على أنها ابنة النجمة المخضرمة الحائزة على الأوسكار ميريل ستريب. قدمت أعمالا مسرحية وفازت عنها بجوائز ..بعدها قامت جومر بالالتحاق بعالم السينما، وظهرت في مجموعة كبيرة من الأفلام . أما كيفين كلاين فكان فى هذا الفيلم عاديا، قام بدور الزوج الذى يحاول رأب صدع الأسرة لكنه أيضا يفشل.. وكلاين ممثل مخضرم حاصل على الأوسكار كأفضل ممثل مساعد عن فيلم "السمكة واندا"1988. وحتى إن كان الفيلم قد أخفق فى إبهار محبى سينما ميريل ستريب، فهناك ما يمكن أن يحسب لها، وهو أنها نجحت فى أن تقدم نفسها كمطربة، وعازفة، وأنها فى سن الستين تهتز وترقص على المسرح ، ويبدو أنه فيلم لإرضاء غرورها هى فقط .