تتلعثم كلماتي.. تتعثر أناملى عن الكتابة.. تعج نفسي بالغيظ رغما عن رحيل القيظ استقبالا للموسم الشتوي البارد، ولكن نخوتى مازالت في أوج عنفوانها بعدما شاهدت تلك الجرائم اللانسانية التي ترتكبها تلك الشخصية غير السوية تحت لقب إعلامية من خلال منبرها الفضائي "الخصوصي" فتهين من تهين وتسب من تسب وتخترق كل الأعراف الاجتماعية والقوانين الدستورية والتشريعات الإعلامية بلا رادع! ونتاجا لهويتي الأنثوية وهوايا الإعلامي لم أستطع هذه المرة وأد نيران الغضب التى اشتعلت بداخلي من فرط فجاجة تلك المدعية ريهام سعيد، وأزعم أنني لا أشاهد برنامجها "صبايا الخير" على قناة النهار لتعثري من زمن فات رؤية هذا الخير المزعوم أو حتى طاقة نور من ذاك النهار، لكن الشاب مارك زوكربرج بتكنولوجيته المعاصرة أفقدنا حتى متعة العزلة عن هذا "الطفح" الإعلامي فإذا بمواقع التواصل الاجتماعي تتناقل فيديوهات تلك الشخصية اللآدمية في حلقتها الخاصة ب "فتاة المول" التى تحرش بها حيوان برتبة انسان وحين امتعضت من فعلته صفعها على وجهها في حضور رجال أمن المول التجاري وبعض المارة الذين لولا وجودهم لكان أفقدها حياتها غالبا من فرط بشاعته!! وهرعت الضحية المكلومة الى احضان "صبايا الخير" لاسترداد حقها المسلوب على ارض بلدها ووقعت في شباك تلك الاعلامية العنكبوتية واثناء التصوير طلبت من احد العاملين في البرنامج أن يضعوا لها موبايلها على الشاحن لحين الانتهاء من التسجيل، فأخذوا "كارت" الذاكرة من الهاتف ونسخوا 600 صورة خاصة بالفتاة، ولم تخجل الست ريهام ملكة الأوهام من عرض بعض تلك الصور الخاصة جدا على سبيل الفضيحة المكبلة بالاثارة والتشويق بعدما رفضت الفتاة استكمال الحلقة ليس فقط بل وهددوها بنشر بقية الصور لو لجأت للقضاء!! وحاولت بحسي الصحفى ايجاد تفسير لمثل تلك الفعلة المشينة..ووقفت عاجزة! وتذكرت بحثا لي أثناء دراستي بالجامعة عن "الرأي العام والخصوصية" الذي تزامن مع قضية حسام أبوالفتوح ودينا، ووفقا لميثاق الشرف الصحفي وللتشريعات الإعلامية حصلت على درجة الامتياز في هذه الورقة البحثية، ولكن ما فائدة ما درسناه من قيم وتشريعات اذا كان محلها تلك الأوراق الصفراء التى تحملها أرفف الجامعة! وعلى الصعيد الإنساني فكيف لأنثى أن تهاجم مثيلتها في واقعة تحرش لتتحول المجنى عليها لجانية، إذن فلم أخطئ حين تناولت في كتابي "التحرش الجنسي بالمرأة " 2009 أهم اسباب انتشار ظاهرة التحرش في مجتمعنا وهو نظرة المجتمع للضحية على انها جانية وغياب تفعيل القانون من المشهد، وهنا تذكرت المثل الشعبي "جبتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبدالمعين ريهاااااااام "! أما الدين.. فلعن الله المجاهرين بالفسق والرذيلة، كيف يستر الله عبدا ويفضحه بشر؟! وبما أن إعلامنا ينتهج مبدأ "مصائب قوم عند قوم فوائد" تبارت الفضائيات غير مشكورة في نهش عرض الفتاة فتناقلتها واحدة تلو الأخرى بزعم مؤازرتها ضد فضائح "الخير" المزعوم! ولا أدري أي خير تحمله بنت سعيد وهي تقتحم بيوتنا بالمرأة "الممسوسة" خزعبليا بالجان أوالشاذات جنسيا، أوانتهاك الأعراض! وكأن تحرر الفتاة مبررا للتحرش بها بل وضربها على قارعة الطريق، فتبا لهذا الفكر المبتور، ودستورنا يحمل قوانينا تمنح المرأة الحق في رفع دعوى قضائية ضد أي شخص حتى لو كان الزوج حين يمارس ضدها العنف في أية صورة.. أم أن ريهام تشرع لقانون ساكسونيا! إنني لا ألوم تلك "الحيزبونة" الإعلامية بل أعاتب المسئولين الذين تركونا فريسة لهذا النزح الفضائي بلا ضوابط أو معايير دون ثواب أوعقاب مطالبة إياهم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال محاكمة عاجلة ل"ريهام سعيد".