قديمًا كان حلم الفتاة المصرية هو فارس الأحلام الذى يأتى ليأخذها على حصانه الأبيض إلى مكان جميل ويعيشا معًا السعادة الأبدية , ولم تكن مواصفاته بالشىء المهم لديهم بقدر ما هى الآن.. حيث تطورت تلك الفكرة ، فكان فى وقت ما العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ هو حلم كل فتاة مصرية, ولم تكن الوسامة تشغل حيزا كبيرا من تفكير كل فتاه بقدر ما تشغلها رومانسيته معها, ولكن الآن تغيرت نظرة الفتيات لفتي الأحلام , وتأرجحت الصورة لدى الكثيرات بين أبطال الروايات والأفلام الأبيض والإسود.. ووصلت إلي أبطال المسلسلات التركي ونجوم الفضائيات, ومن الشخصيات المشهورة التى تحظى بإعجاب الجمهور والتى تمثلت فيهم المواصفات التى تتمناها كل مراهقة مصرية في فتى أحلامها هى شخصية "كريم " بطل مسلسل " فاطمة " التركي الذى يتميز بالجاذبية والطلة الساحرة بالإضافة إلى رومانسيته وتحمله العديد من الصعاب من أجل محبوبته، وتقول زينة أحمد الطالبة بجامعة عين شمس: إن افتقاد الفتيات إلى الرومانسية فى الدراما المصرية هي سبب توجههم إلى متابعة المسلسلات التركى، بالإضافة إلى أنها أكثر واقعية من الدراما المصرية ، كما أن الدراما التركي تبرز أجمل ما فيهم بداية من الممثلين وحتى الملابس و الطبيعة الساحرة ، بينما الدراما المصريه تبرز أسوأ ما في المصريين. وأضافت سهيلة محمد الطالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس : مشاكل الحياة وصعوبة المعيشة وما نواجهه من أزمات كبيرة فى المجتمع حاليًا هو السبب فى افتقاد الرجال المصريين للرومانسية التى نراها فى المسلسلات التركي والأفلام والتي تتمناها كل فتاة ، وتمنت لو كان الرجال فى مصر مثل أبطال المسلسلات التركي. بينما قالت سارة فتحى الطالبة بكلية الحقوق جامعة عين شمس: إن الرجال في المسلسلات التركى دائما يساعدون الناس ويعاونونهم فى حياتهم وعندما يتشاجرون مع حبيباتهم لا يستخدمون أى ألفاظ جارحة ، كما أنهم إذا ارتكبوا خطأ ما يعترفون به على عكس الرجل المصرى الذى يرفض أن يعتذر، كما أنهم دائما ما يدافعون عن الحب للنهاية بالإضافة إلى الجاذبية والوسامة و"الجنتلة" التى يمتازون بها. ومن جانبها قالت أميرة سامح الطالبة بكلية الهندسة جامعة عين شمس إنها تعشق شخصية كريم بطل مسلسل فاطمة التركى لأنه وسيم ورجل يتحمل المسئولية ويمتاز بالحب الزائد لحبيبته ، كما أنه غيور عليها ، وهذا ما تحبه الفتاة فى أى رجل. وتري الدكتورة مها شاهين أستاذة الطب النفسي أننا نفتقد هذا النوع من الفن وهذا النوع من المشاعر، حيث أصبح تفكير معظم الناس فى التحضر والتقدم الحضارى والتكنولوجيا والتطلعات المادية والمطالب الحياتية وكل هذا أبعدنا عن الجوانب الروحية والرومانسية وخاصة بالنسبة لجيلنا، ولهذا يتابعون المسلسلات التركى لتعويض هذا الحرمان , وأضافت: أن البنات عندما يجدن شخصية ممثل معين أو مذيع أو فنان مشهور يمتلك الصفات التى تحلم بها مثل الحنان والأمان والجاذبية ، وعندما تكتمل تلك المواصفات فى شخص مشهور وخاصة فى جميع الشخصيات التى تظهر لنا فى المسلسلات التركية والتى حازت على اهتمام العديد من الفتيات بأن فتى أحلامهن يشبه ذلك الشخص الذى يشاهدونه من على الشاشة , ولا يرتبط ذلك بسن معينة بل يختلف من فتاة لأخرى. وتقول الدكتورة مى حمزة أستاذة الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس: إن هذه الظاهرة موجودة منذ القدم منذ بداية ظهور السينما والتليفزيون فدائما ما تربط الفتاة بين مواصفات فتى أحلامها والسينما والتليفزيون والشخصيات التى تظهر على شاشة التليفزيون بشكل عام وهذا يرجع الى أن تحقيق البطولات لا يحدث إلا فى السينما حيث لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع، وأضافت أنه لكوننا مجتمعا يعانى كثرة الضغوط الاجتماعية والنفسية والاقتصادية أدى ذلك الى افتقادنا للجانب الرومانسى فى حياتنا ولذلك ترى الفتاة حياتها فى السينما ودائما ما تحلم بالشخصية التى تجذبها على الشاشة سواء لوسامتها أو لحنانها أو رومانسيتها بالإضافة إلى أن نموذج الرجل التركى الذى تقدمه المسلسلات يختلف كثيرا عن مواصفات الرجل الشرقى التقليدى ، وأضافت: أنه كلما كثرت الضغوط فى المجتمع وجدنا الفتاة تجنح إلى الجانب الرومانسي الشديد ، وتلك هى الحالة التى حققها " مهند " التركى و من بعده " كريم " .