فريال خليل الشهيرة ب "أم خالد" تحدت كل الظروف وقررت مسح كلمة عادات وتقاليد من قاموسها بأستيكة وكما يقولون :" داست على الرابع " رافعة شعار"بطلنا اللى يعطلنا"، وقررت أن تقود شاحنات النقل الثقيلة منذ ثلاثين عاما، ولم تهتم بالمواقف والصعوبات الكثيرة التى واجهتها خلال فترة عملها والتى تمثل بعضها فى تشكيك زملائها من السائقين الرجال فى قدراتها وخبراتها كسائقة محترفة وقيادتها لشاحنتها وحدها ليلا وقطعها لمسافات طويلة فى رحلة مرهقة ومجهدة بالإضافة إلى تعاملها مع نظرات الرجال المليئة بالتعجب مرة وبالسخرية مرة أخرى، وغيرها من الظروف التى لم تعطها اهتماما لحبها لوظيفتها التى تقتات من خلالها لقمة العيش ، تقول أم خالد :" عمري 62 عاما، تزوجت فى سن مبكرة، ولم أحسن اختيار شريك حياتى، فكانت حياتى أشبه بالجحيم، وكان يهيننى ويضربنى يوميا، ولم أكن أتحمله إلا من أجل ابنى خالد، وتحملت كثيرا حتى تمكنت من الطلاق، وبعدها قررت البحث عن مصدر رزق، فقمت بتعلم القراءة والكتابة، وحصلت على رخصة القيادة بعد أن تعرفت على عدد من سائقي النقل الثقيل، وقررت بالفعل قيادة شاحنة نقل، وآمنت أنى قادرة على فعل ذلك، ولم أعط لكلام الناس أكبر من حجمه". وروت أم خالد كيف أن أحد السائقين قد تراهن ذات مرة مع زميل له على أنه لو كانت أم خالد تحمل فعلا رخصة قيادة فإنه سيقوم بتمزيق رخصته فطلب زميله من أم خالد إظهار رخصتها التى تحمل سائقا من الدرجة الأولى التى تؤهلها لقيادة الشاحنات الثقيلة فاحمر وجه ذلك السائق المراهن خجلا. وأشارت إلى أمر آخر جعل من مهمة قيادتها للشاحنة - التى تطلق عليها "ابنتى" والتى يصل وزن الحمولة فيها إلى أكثر من 30 طنا - أكثر صعوبة وهو أنه ليس معها مرافق (تباع) يساعدها ويعاونها فى حالة حدوث أعطال وكان معها قديم مساعد وكان ينام أسفل الشاحنة، بينما تنام هى داخل كابينة القيادة التى تقضى فيها أغلب وقتها، إنطلاقا من الوقت المستغرق فى السفر بين المحافظات وهو ما يضطرها إلى المبيت فى الكابينة أحيانا، ولكنها تتذكر تلك المرة التى جاء إليها ذلك المساعد مسرعا، مستغيثا من ذئب كاد أن يفترسه ومنذ ذلك الحين لم تستعن بمساعد. وفى ختام حديثها حثت أم خالد سيدات مصر على الجرأة قائلة:" لا تكترثى بكلام الناس، وافعلى كل ماتؤمنين به، طالما أنه ليس عيبا ولا حراما، فنحن لانقل عن الرجال فى شئ "