كان العمل في مجالي الصحافة وإعداد البرامج التليفزيونية هو السبب الرئيسي الذي دفع سالي أسامة إلي إنشاء حضانة تمتد ساعات العمل بها حتي منتصف الليل، حيث تتطلب ظروف مهنتها العودة للمنزل في أوقات متأخرة ، وتحكي سالي تجربتها قائلة: كنت أذهب من جاردن سيتي إلي والدتي في حلمية الزتون لأترك معاذ ابني ثم أذهب لعملي في 6 أكتوبر، لذلك كان يظل معاذ أحياناً عند والدتي لمدة تصل إلي 3 أيام، ففكرت في عمل حضانة تصل ساعات العمل بها إلي أوقات متأخرة لتناسب الإعلاميات و صاحبات "الشفت" الليلي مثل الممرضات والطبيبات ، والحضانة تعتمد علي مناهج دولية في تعليم الأطفال، كما يًمنع الحديث في السياسة و الدين، فلا نقول ابداً "هذا حلال وهذا حرام" ونسبتدلها "بهذا صحيح وهذا خاطئ"، وذلك لأسباب عديدة منها أن الطفل كائن خيالي لا يستطيع إدراك الواقع حتي سن 7 سنوات، فكيف أكلمه عن ثوابت دينية وغيبيات ، فأنا لا أعرف كيف سيتخيلهم ولن أتمكن من التحكم في خياله، كما أنه يوجد لدينا أطفال مختلفون في العقيدة بين مسلم ومسيحي ، وشعرت بنجاح فكرتي عندما انضم العديد من الأطفال إلينا، فضلاً عن رسائل ومكالمات الشكر، فلن أنسي المكالمة التي جاءتني من صحفية قالت فيها :إنها تشعر بأن ابنها سيكون عائقا في حياتها العملية وسيقيد حركتها رغم أنها ما زالت في أشهر الحمل ، وبعدما عرفت بفكرة الحضانة أصبحت تنتظر مجيئ طفلها بفارق الصبر، ولن أنسي أيضاً الرسائل والتعليقات السخيفة علي الصفحة الخاصة بالحضانة علي "الفيس بوك" مثل "هو فيه أم ترمي ابنها لنص الليل؟!"، فهؤلاء لن يفهموا معاناة السيدات صاحبات الحلم والهدف اللاتى يتعرضن لضغوط داخل المنزل وخارجه يدفعهن " للقعدة في البيت"، فما المشكلة أن تترك السيدة ابنها في حضانة بمنطقة راقية في وسط المدينة لكي يتعلم ويلعب في أثناء قيامها بعملها أو الذهاب للدكتور أو حتي للتسوق ؟.