عد قضية استخدام المنشطات المحظورة من قبل اللاعبين من أهم وأخطر الملفات الرياضية على المستوى المحلى والعالمى ، بعدما انتشر تناولها فى المجال الرياضى منذ نهاية القرن التاسع عشر، وباتت بمرور الوقت آفة رياضية تفتك بصحة اللاعبين فى كل بلدان العالم، وهناك العديد من حالات الوفاة لرياضيين محترفين فقدوا حياتهم نتيجة تناولهم لتلك المواد المحظورة ، وهنا يكمن السؤال الأهم .. لماذا يقبل هؤلاء الرياضيون على تناول مثل هذه المواد المحظورة رغم علمهم بخطورتها ؟ تحقيق – أحمد النبراوى: فى البداية يقول مليح عليوان- نائب رئيس الاتحاد الدولى لكمال الأجسام واللياقة البدنية-: تستخدم العقاقير المنشطة من قبل بعض الرياضيين، وكثيرا ما يستخدمها العدائون والسباحون والرباعون ولاعبو كمال الأجسام وحتى بين لاعبى كرة القدم ،وذلك لأنها تؤجل شعور اللاعب بالتعب وتزيد من لياقته البدنية ، وتسمح لأجهزة الجسم الحيوية بالعمل بكفاءة أعلى من كفاءتها الطبيعية . وهناك الكثير من المواد الممنوعة تصل إلى أكثر من 600 عقار تزداد نسبتها سنويا، تنقسم رياضيا إلى خمس مجموعات مختلفة فى التأثير على النحو التالى -: 1 – عقاقير منبهة للجهاز العصبى، ومن أنواعها الكوكايين – الإيفدرين – اللامفيتامين ، وتستخدم بهدف تقليل الشعور بالإجهاد والاستمرار فى العمل لفترة طويلة . 2 – عقاقير مهدئة للجهاز العصبى ، ومن أنواعها الفاليوم – الكودايين – الأفيون – وغيرها الكثير، وتستخدم هذه الأنواع من المهدئات فى الأنشطة الرياضية التى تتطلب الدقة وهدوء الجهاز العصبى مثل الرماية, حتى يستطيع اللاعب التحكم فى عضلاته وعدم ارتعاش يديه أثناء التصويب على الهدف ، كما يستخدمها الملاكمون لتقليل الشعور بالألم . 3 – عقاقير ابتنائية ( anabolic agents ) وسميت بهذا الاسم لأنها تساعد على نمو الأنسجة العضلية؛ مما يؤدى إلى زيادة حجم العضلات؛ وبالتالى زيادة قوتها، لذلك نجد أن بعض لاعبى رفع الأثقال وكمال الأجسام يستخدمونها ومن أمثلتها – ناندرولون – كلوستيبول – ستانازولول – تستوستيرون . 4 – عقاقير مدرة للبول ، ومن أمثلتها – فوروزيميد – ميرساليل – بيرينولكتون – ماينتول – لازكس، وتستخدم هذه الأنواع لإنقاص الوزن وإخفاء المنشطات فى العينات عن طريق زيادة كمياته . 5 – العقاقير الببتيدية والجليكوبروتينية ، ومن أمثلتها ( hcg ) الذى يزيد من حجم العضلات والقوة البدنية ( lh ) ومصدره فى الجسم الغدة النخامية – ( acta ) ومصدره أيضا الغدة النخامية والذى يزيد من نسبة الكورتيزون فى الجسم – ( hgh ) ومصدره الغدة النخامية – ( ge-1 ) ومصدره الكبد – ( epo ) ومصدره الكليتان – ( bela ) ويستخدم هذا النوع للتخفيف من القلق والتوتر . ويضيف عليوان : وتكمن خطورة تناول هذه الأنواع من المواد المنشطة فى ظهور عدد من الأخطار الصحية والنفسية أهمها ،الشعور بالاكتئاب وتضخيم الأمور التافهة ، التردد وعدم القدرة على اتخاذ قرار ، الإصابة بالسلوك العدوانى ،ازدياد مخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الكولسترول ، تورم وتضخم الكبد ، مرض الكليتين وظهور حصوات الكلى ، تضخم بالبروستاتا ، انكماش الخصيتين ، قصور فى مهام الغدة الدرقية والغدة النخامية ، زيادة الفرصة لحدوث الأورام السرطانية . خلى بالك رجولتك فى خطر من أهم الظواهر السلبية لانتشار الصالات الخاصة هو الاتجار فى المواد المنشطة التى تضر بصحة شبابنا بشكل يتساوى مع تجارة المخدرات وخطورة تعاطيها، وذلك تحت ما يسمى بعمل " كورسات " من قبل بعض المدربين غير المؤهلين ، مستخدمين عقاقير منشطة مصنعة تعمل على بناء وضخامة العضلات . وعن ذلك يقول د.أحمد مجدى – أخصائي أمراض الذكورة والعقم- : يستخدم بعض المدربين مجموعة من المواد البناءة للعضلات على شكل " حقن " تعمل على زيادة مستوى إفراز هرمون " التستوستيرون " وهو الهرمون المسئول عن الوظائف الجنسية والجسدية الأخرى لدى الذكور ، منها بناء العضلات . ومن الأضرار العديدة الناتجة عن تناول هرمونات الذكورة فى غير الأغراض الطبية ، النقص فى الإفراز المنوى وضمور فى الخصيتين ، كما أنه فى كثير من الأحيان يحدث نقص فى المستوى الطبيعى لإفراز الهرمون الذكرى " تستوستيرون " ويمكن أن ينتج عن ذلك عجز جنسى تام ، وهناك العديد من الحالات التى تؤكد ذلك . عشان كده لو مدربك فى الجيم نصحك بعمل كورس من هرمونات الذكورة ، خلى بالك عشان رجولتك هتكون فى خطر . أكد أحد المصادر - رفض ذكر اسمه -: انه يتم استيراد كميات كبيرة من هذه العقاقير المحظورة دوليا بطرق غير مشروعة مثلها مثل المخدرات، وتعد أشهر الدول المنتجة لتلك المواد المنشطة " تايلاند " وهى بالطبع اقل جودة من الصناعة الأوروبية والأكثر خطرا عند استخدامها . وتدخل هذه المواد الممنوعة إلى مصر وعدد من البلدان العربية مهربة، ليتم توزيعها على التجار، ثم يتم تداولها بعد ذلك داخل صالات الجيم ، والأخطر من ذلك هو عشوائية الاستخدام والجهل بأعراضها الجانبية ، فكثير من المدربين داخل بعض الصالات الخاصة غير مؤهلين للتعامل مع هذه المواد ، وهذه مصيبة أكبر من تعاطى المنشطات نفسها ، لأنه فى العادى لو تم استخدام أى أدوية بغرض طبى بدون إشراف طبيب متخصص ، فيمكنها من أن تسبب الوفاة .