منذ أحداث ثورة يناير وتعد مدينة العريش إحدى المدن التي نال منها عدم الاستقرار الأمني بشكل كبير، حيث تحولت من مدينة ساحلية تستقبل المصطافين إلى مدينة مهجورة تنعدم فيها ملامح الحياة بشكل ملحوظ خشية من العمليات الإرهابية التي تنفذ من الحين للآخر بالمدينة بحكم وقوعها في محافظة شمال سيناء.. يقول أيوب محمد: أنا من العرايشة الذين أصبحوا بعد الثورة تحديدا ليس لديهم أي شعور بالأمان بسبب العمليات الإرهابية التي تنفذ بالمدينة، وعند أبسط مشكلة تجد ضرب النار أصبح هو التصرف الأوحد، وهو الأمر الذي تسبب في خراب بيوت العديد من أصحاب الأعمال التجارية بالمدينة بسبب انقطاع أفواج المصيفين عن زيارة المكان بسبب حظر التجوال والأوضاع الأمنية المتردية، وهو الأمر الذي أنعكس بشكل كبير على الأنشطة التجارية سواء كانت محلات عادية أو مطاعم وغيرها، فتجد أغلب المحال تغلق أبوابها من الساعة الثالثة عصرا، في حين كان الوضع قبل ذلك أن المدينة تعمل طوال ال 24 ساعة خصوصا في فصل الصيف، وكنا في بادئ الأمر نتخيل أن تلك الأوضاع سوف تتغير مع رجوع الاستقرار للبلاد بشكل عام مثل كل محافظات مصر، والدليل على ذلك أن بعد عام واحد من الثورة كانت كل الأنشطة التجارية تعمل في ظل ظروف المدينة الصعبة، وكان هناك بعض المصطافين الذين يأتون برغم التفجيرات التي تحدث في شمال سيناء سواء في رفح أو الشيخ زويد والعريش نفسها، ولكن مع استمرار هذه الأوضاع المضطربة، ولكن مع استمرارها أصبح فقدان الأمل في عودة الاستقرار إلى العريش مرة أخرى يزيد تدريجيا، وهو الأمر الذي جعل البعض يقررون إغلاق مشاريعهم التجارية بشكل نهائي لتتحول المدينة إلى مدينة أشباح تخلو من أي معالم الحياة إلا من بعض أهل المدينة الذين قدر لهم أن يعيشوا فيها وليس لهم ملجأ آخر يذهبون إليه.