فى مشهد الثورة هؤلاء الذين شاركوا النظام الراحل كل أنواع الفساد والقمع من الذين باعوا ضمائرهم من أجل فتات من منصب أو ثروة وبدأوا من اليوم الأول للثورة فى توجيه التهم للشباب بالخيانة والعمالة وهؤلاء أيضا معروفون بالاسم لأنهم قبل الثورة زينوا للفرعون أن يستعبد الناس وتجرأوا فوصفوه بما لا يجوز أن يوصف به إلا الله سبحانه وتعالى وقدموا خدماتهم كالعبيد للوريث وللمشروع ولم يترددوا فى إحراق الوطن من أجل إنقاذ مشروع التوريث للحفاظ على هذا الفتات من منصب أو ثروة ولم يخجلوا وهم يهاجمون شباب مصر ويتهمونهم ب ومع هؤلاء بعض الذين لا يرون ولا يعنيهم فى الوطن سوى منافعهم الخاصة ومصالحهم الشخصية ولم يرووا فى الثورة ما يمكن أن تحققه من كرامة ومستقبل للإنسان المصرى واقتصرت نظرتهم الضيقة والمحدودة على خسارة شخصية لا تزيد على دراهم معدودة كانت تلقى إليهم من فضلات النظام الراحل.. وكل هؤلاء لا يجوز ولو أخلاقيا أو حتى بمقولة " اللى اختشوا ماتوا " أن يتحولوا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ويصبحون اليوم الأعلى صوتا بالغناء والتهليل لشباب الثورة وهم الذين لعنوهم بالأمس.. ولا أن يصبحوا هم الأكثر كشفا للفساد بعد الثورة وقد كانوا قبلها أحد أضلاعه والمتسترين عليه، ولا يصح أن ينتقلوا من صوت يبشر للتوريث وروعته إلى أن يلعنوا التوريث والوريث والمورث نفسه حتى أصبحت صحف النظام السابق أشد هجوما على هذا النظام من المعارضة وصحفها ولو استمر الحال على ما هو عليه فى صحف الحكومة المسماة بالقومية فسوف ينتهى الأمر إلى اختفاء الصحف المعارضة والمستقلة خجلا من صوت المعارضة القادم من صحف الحكومة!! ولا أن يهللوا كالأرجوزات للثورة وشبابها وهم الذين بدأوا أيامها بتخوين الثورة وكل من شارك فيها وكل ذلك لن يشفع لهم الآن فكل واحد قد اختار الصفحة التى يكتب فيها اسمه ولا مجال لتبديلها اليوم وما يرفعونه من شعارات " لا لتصفية الحسابات ولا للتخوين " وأن البناء الذى ينتظر أهم من حساب ما فات وأن الديمقراطية والحرية للجميع.. وكلها شعارات باطلة وفاسدة. وهم الذين بدأوا برفع شعارات التخوين فالحرية لا تكون أبدا لأعداء الشعب.. وهؤلاء ليس أمامهم سوى أن يختفوا بعيدا حتى لا يسيئوا بوجودهم إلى المشهد المصرى العظيم.. فهم الذين أضاعوا كل الماضى وأضاعوا نصف الحاضر ولا يجوز أن يؤتمنوا بالمشاركة فى رسم صورة المستقبل.. وأخيرا فإن الوقت مازال مبكرا على الاحتفال بالنصر.. فالإفراج عن معتقلى الرأى أو حتى إلغاء قانون الطوارئ أو إسقاط الحكومة أو الكشف عن أسرار الهروب الكبير للشرطة وفتح السجون وترويع المواطنين ومحاسبة من أمر وأطلق الرصاص الحى على شباب مصر ومن نهب ثروات الوطن ومن أفسد الحياة السياسية والحزبية ومن سخر من شباب مصر وهو يؤكد حسب تعبيره شموخ قيادات الحزب التى لا تهرب وأن مصر ليست تونس. كل ذلك – لو تحقق – لا يعنى انتصار الثورة لأن ما بعد إسقاط النظام بكل رموزه وأشخاصه هو تغيير النظام بالكامل.. وساعتها فقط يمكن أن نحتفل بالنصر.. ويصبح ما بعد 25 يناير ليس أبدا هو ما قبل 25 يناير. لبيب السباعى وأقرأ أيضاً : حتى لا يحكم مصر مبارك جديد! حكام مصر هل هم أسياد لشعب من العبيد ... وهل يعود مبارك لحكم مصر؟ هل يجوز غلق ملفات الحساب بحجة بناء المستقبل؟