إسلام حسن احمد .. قبل يوم 25 يناير كان مجرد شاب عادى تخرج فى كلية الصيدلة ويعيش حياته بشكل طبيعي .. لكن بعد الثورة استطاع إسلام ان يحصل على لقب "بالونست الثورة " خصوصا فى ظل احتفالات ميدان التحرير المستمرة حتى وقتنا هذا . تصوير :اميرة عبدالمنعم حيث استطاع ان يجد لنفسه سكة مختلفة عن غيره من باعة الميدان الذين اقتصروا على الأعلام أو المأكولات والمشروبات ، حيث يبيع بالونات .. وفى نفس الوقت كان مصراً على ان يذكر كل من يشتري منه إنه "خريج كلية صيدلة " ...تعالوا نعرف حكايته. نحب نتعرف بك؟ عندى 22 سنة تخرجت فى كلية صيدلة من جامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية حيث كان والدى يعمل هناك ، وفى سنوات الجامعة الاخيرة قررت انا وزملائي اننا لازم نرجع مصر بعد التخرج لنفيد بلادنا لان مستوى الصيادلة هناك لا يقارن بمستوى الصيادلة المصريين ، ولذلك انا درست الصيدلة كمهنة وليس كمحاضرات .. و ساعدنى على ذلك والدى لأنه طبيب صيدلى أيضا فتعلمت من خبرته والتى افادتنى كثيرا فى الشق التجارى من المهنة . يعنى انت خريج صيدلة .. فما حكاية بيع البالونات ؟ والدى كان يملك 4 صيدليات بالمملكة السعودية وانا عملت بهم كنوع من التدريب ، لكن بعد التخرج رجعت إلي مصر وقدمت فى كل شركات ومصانع الادوية وكنت أتوقع انى سأعمل فى أقل من اسبوع ، لكن الوضع تطور إلى أكثر من سنة بسبب الوساطة والمحسوبية , لذلك بدأت البحث عن شىء مميز فوقع اختيارى على البالونات. ولماذا البالونات بالذات؟ انا طول عمرى أحب التصميمات الفنية والتى تتم من مواد غريبة ..فمثلا فى الجامعة كنا نعمل لوجوهات وافيشات من قشر البندق والرمان وعلب الصفيح ، وايضا البالونات ..وفى يوم عيد ميلاد اختى الصغيرة صممت عدة اشكال من البالونات فرح الجميع بها جدا ومن هنا جاءتني فكرة تصميم أشكال غريبة ومعقدة من البالونات ولم اجد مانعاً انى اقف بنفسى وابيع هذه الاشكال . وهل استوعب اهلك واصدقائك هذا القرار؟ اطلاقا واهلى طلبوا منى الذهاب الى طبيب نفسى ولكنى ثبت على موقفى .. فأنا من عائلة ميسورة الحال ماديا بل ومرفهة جدا .. ولكن فى نفس الوقت انا تربيت على مبدأ الاعتماد على الذات والحمد لله انا مش معقد وهذا ما جعلنى لم اقف فى محلى منتظر الوظيفة .. فالذى يجعلنى أقبل أي وظيفة يجعلنى أقبل الوقوف فى الشارع وأيع البالونات و أكسب 200 جنيه فى اليوم . 200 جنيه فى اليوم .. كيف ذلك؟ لانى أقف لابيع البالونات فى المناطق المرموقة والمرفهة مثل شارع جامعة الدول العربية والمهندسين ، ولان اشكال البالونات ملفت للنظر فيقبل عليها الزبائن وأبيع البالونة الواحدة ب15 جنيهاً . وما سبب تواجدك فى ميدان التحرير؟ فى بادىء الامر انا تواجدت من اجل التظاهر .. ولما وجدت ان الموضوع طول وتواجد فى الميدان الباعة من اعلام وماكولات ثم بدأ الاهالى اصطحاب ابناءهم فرجعت لنشاطى مرة اخرى وبدات اصمم بالونات على شكل علم مصر وكلمة مصر وغيرها من الاشكال المعبرة عن الثورة وبعتها للاطفال ولكن طبعا باسعار رمزية جدا وفى اخر اليوم كنت أوزع باقى البلونات على الاطفال مجانا وكنت أشعر إنى صاحب الميدان كله لما أشوف فرحة طفل. وفى ظل حالة التغير التى تعيشها مصر هلى سترجع الى مهتنك الأساسية؟ لا لم أرجع لها ابدا .. فأنا أعشق مجال البالونات جدا وسأحرص فى الايام القادمة انى اتطور فى هذا المجال حيث افكر أن انظم معرضاً للبالونات أقدم فيه كل التصميمات الغربية التى بذلت فيها مجهوداً مثل حمامات السباحة من البالون.