(صحيفة يومية يصدرها شعب مصر .. ثمنها الحرية) هذه الجملة تصدرت ترويسة جريدة ميدان التحرير والتي توزع يوميا بالمجان في الميدان لنقل أخبار الثورة والثوار وفي السطور القادمة حكاية الجريدة علي لسان شريف عارف رئيس التحرير. كيف اشتركت في ثورة 25 يناير ؟ أنا مساعد رئيس تحرير جريدة الأحرار وعضو الهيئة العليا لشباب حزب الوفد وأنا كنت ضمن المجموعة التي خرجت يوم 25 يناير بناء علي الدعوات التي جائتني عن طريق الفيس بوك ولكن خروجي كان خروجا اعتراضيا مثل معظم المتظاهرين ولم يكن يتخيل أي شخص أن هذه المظاهرات ستتطور لتغيير نظام الحكم في مصر وأنا كنت من الصحفيين الذين تم اعتقالهم يوم الأربعاء26 يناير من أمام النقابة. قصة اعتقالك مع محمد عبدالقدوس وكارم يحيي غير مفهومة حتي الآن فما الذي حدث ؟ في هذا اليوم وبعد نجاح مظاهرة 25 يناير قررنا عمل مظاهرة كبيرة أمام نقابة الصحفيين للتنديد بأفعال بجهاز أمن الدولة وقلة الحرية وكالعادة حاصرنا عساكر الأمن المركزي، ولكن أنا هتفت ومعي الأستاذ محمد عبد القدوس والأستاذ كارم يحيي في وسط الشارع فاعتبروا أن هذه مخالفة كبيرة واعتقلونا وهذه كانت أول مرة أركب فيها سيارة ترحيلات الي معسكر الدرب الأحمر ولكن عندما تدخل الأستاذ مكرم محمد أحمد وبمجرد وصولنا إلي المعسكر قرروا الأفراج عنا ولكننا رفضنا الخروج إلا ومعنا كل المعتقلين في سيارات الترحيلات التي جاءت معنا الي المعسكر وبالضغط فعلا استجابوا لطلبنا وأفرجوا عنا ومعنا حوالي 100 من المعتقلين. متي قررت إصدار الجريدة ؟ أثناء مظاهرة يوم الثلاثاء 25 يناير مررت أنا وعدد من المتظاهرين أمام كافيه ريش والذي تم فيه كتابة تاريخ ثورة 1919 ودخلت إلي صاحبه وقلت له من الواضح أننا سنعود ونكتب تاريخ مصر الحديث من عندك أيضا، فرد أنا في انتظاركم وبعد الإفراج عني ويوم جمعة الغضب قررت أنا ومجموعة من الزملاء في النقابة أن نشكل لجنة إعلامية من أمام شركة بنها للصناعات الالكترونية في شارع طلعت حرب وكانت عبير سعدي مقررة اللجنة، وهنا بدأت الفكرة تنضج مع محمد صلاح الشيخ من الجمعية الوطنية للتغيير وقررنا إصدار جريدة اسمها ميدان التحرير وكلمت مصطفي شردي وتحمس للفكرة ولكن قال كيف سنصدر جريدة بدون ترخيص قلتله مفيش أحسن من كده هنطلع الجريدة من غير ترخيص واتفقنا علي تحمل نفقات الجريدة ونزلنا أول عدد يوم 1 فبراير وأنا مش محمد حسنين هيكل ولكن الجريدة هي مبادرة الشخصية تشرفت بوجود اسمي عليها. وكيف تمت طباعة الجريدة مع حظر التجوال ؟ هذه كانت أكبر مشكلة لأنه لو طلبنا من الأهرام طباعتها سترفض بالطبع لأنها بدون ترخيص وكانت البلد كلها متوقفه في هذا الوقت، وقد ساعدني على طباعتها صاحب مطبعة في طريق مصر الاسماعيلية وحملناها إلي القاهرة في سيارات الخضار حتي لا يشك فينا أحد لأن هذا الطريق كان به دوريات جيش كثيرة جدا، وكنا كل يوم نتعرض لهذا الخطر وتحملنا مسئولية كبيرة جدا بوضع اسمي وإسم مصطفي شردي علي الجريدة حتي لا يؤذي فيها أي شاب وكنت أنشر الموضوعات بدون أسماء المحررين حتي لا يتعرضوا للايذاء في أي وقت. الجريدة استعان بها عدد كبير من القنوات التلفزيونية في التغطية فلماذا لم تكن توزع إلا في الميدان ؟ أولا هدف الجريدة هو توثيق كل ما يحدث بالصورة وحتي تكون مرجعية للجميع عندما تنتهي المظاهرات لأننا وقتها لم نكن نعلم أنها ثورة واحنا كنا بنعمل فكرة الاعلام البديل داخل الميدان حتي نخفف من أثر التناول الاعلامي السيء الذي كان يفعله التلفزيون المصري وشاركت فيها معظم الصحف القومية ولذلك قررت أن أوزعها في الميدان حتي يعلم كل المتظاهرين أن هناك من يمثلهم ويشعر بهم فعلا ولا يقلل مما يفعلوه. وكيف تم اختيار نوعية الأخبار والتقارير المنشورة في الجريدة ؟ أهم معيار هو الالتزام بالدقة والتعبير عن كل طوائف الميدان فالثورة ليست ملك لأي شخص الثورة ملك المصريين وبالرغم من أني لي انتماء وفدي إلا أنني كنت أعرض أخبار شباب الوفد مثلهم مثل شباب الأحزاب الأخري والاتجاهات السياسية المختلفة، كما أننا استخدمنا الجريدة في الرد علي الادعاءات بأن شباب الميدان يحملون أجندات أجنبية ويحصلون علي أموال ووجبات كنتاكي وكل هذه التخاريف وأيضا قمنا بعمل مجموعة من الملفات المهمة التي كانت تعبر عن مطالب الثورة منها ملف عن جهاز أمن الدولة وضرورة أن يلغى. وكيف تري تغطية الصحف المختلفة للثورة ؟ طبعا الصحف القومية كانت للأسف ضد الثورة فيما عدا جريدة الأخبار والتي أعتقد أنها قدمت أفضل تغطية بين الصحف القومية لأن ياسر رزق رئيس التحرير قيم الموقف بشكل حقيقي وصريح وواضح ولكن الاعلام التلفزيوني الكل اعترف أنه كان سيئا حتي الوزير السابق نفسه وقال أن كاميرات التلفزيون منعت من دخول الميدان وأنا أشك في ذلك فهم من الأساس لم يحاولوا دخول الميدان. وماذا عن الجريدة بعد توقف مظاهرات التحرير ؟ الجريدة تصدر بشكل يومي مجانا وتوزع في الميدان حتي الآن وأنا أتوقع أن تكون الجريدة أهم جريدة في مصر في أقل من سنة والمشكلة الآن أنه لا يوجد مجلس أعلي للصحافة حتي نحصل منه علي تصاريح ولكن العمل مستمر حتي يتغير الدستور ويكون هناك حرية في اصدار الصحف مثل كل دول العالم.