بعد 3 أيام من التظاهر والاحتجاجات أمام مبني محافظة بورسعيد .. تصاعدت أزمة إسكان منطقة زرزارة العشوائية إلي أن وصل الأمر لإحراق جزء من مبني المحافظة وسيارة المحافظ في صباح اليوم .. وحتي هذه اللحظات مازال الاعتصام والتظاهرات مستمرة من جانب أهالي منطقة زرارزة ببورسعيد للحصول علي وحدات سكنية ، وقال محمد نبيل أحد الشباب من سكان منطقة زرزارة أن المحافظ يخدعهم ولا يستقر معهم علي اتفاق واحد ، وأضاف " نعيش في عشش والمياة المالحة تسبب لنا أمراضاً كثيرة ، وقد طلب المحافظ أمس من أهالي المنطقة والمستحقين للشقق بأن يقوموا بتسليم صور بطاقاتهم الشخصية وعقود الزواج إلا أن موظفي التضامن الاجتماعي قد رفضوا استلام أوراقنا وقالوا لا توجد لدينا أي تعليمات باستلام أوراق منكم ، ونحن قمنا بذلك بعد أن فاض بنا الكيل من المحافظ وسياسته ، وقد وسطنا الشيخ منعم عبدالهادي إمام مسجد رياض الصالحين للتفاهم مع المحافظ وذلك لضمان كلمته وهو من طلب منه أن نقوم اليوم بتسليم الأوراق الرسمية .. والآن هو يقول أنه سوف يسلم لنا 800 وحدة سكنية خلال يومين والباقي علي مراحل ، وبصراحة نحن لا نثق فيه ولن نفض اعتصامنا إلا بعد الحصول علي حقنا في السكن " . ومن جانبه أوضح الشيخ عبدالمنعم عبدالهادي الوسيط بين المحافظة والمعتصمين أن مسألة حرق مبني المحافظة وسيارة المحافظ كانت خطأ كبيراً لأنها أضاعت حق بعضهم ، وأضاف : بالأمس وعدني المحافظ بأن يقوم بحل مشكلة المحتجين وتسليم كل الوحدات خلال شهر مارس علي أقصي تقدير ، وطلب مني أن يقوم المحتجون بتسليم أهالي زرزارة أوراقهم اليوم بمديرة الشئون الاجتماعية ولكنهم فوجئوا حسب قولهم برفض المديرية التعاون معهم فكانت النتيجة اشعال النيران في المحافظة ، والمحافظ يحاول السيطرة علي الوضع قدر الامكان حيث أنه قام عام 2005 بتسليم عدد من أهالي زرزارة شقق سكنية وللأسف قاموا بالاتجار فيها وبيعها وعادوا للعشش مرة أخري مما شكل عبئا علي المحافظة . وعلي الجانب الأخر ,.. يباشر اللواء مصطفي عبداللطيف محافظ بورسعيد عمله من مكان أمن بعيد عن المحتجين ، وفي تصريح خاص لبوابة الشباب يقول محافظ بورسعيد : ما حدث اليوم هو خروج عن القانون نتيجة مشكلة تسليم شقق أهالي منطقة زرزارة والذين يحتجون منذ أول أمس أمام المحافظة ، وقد قمت بمقابلة بعضهم أمس وأيضا وعدت الشيخ منعم الوسيط بيننا بأن يتم حل المشكلة ، ولكنهم اليوم قاموا بحرق مبني الدفاع المدني المجاور للمحافظة احتجاجا علي رفض موظفي التضامن الاجتماعي قبول أوراقهم بالرغم من أنني طلبت منهم أن يقدموا أوراقهم في حي الزهور ، وعدد الوحدات السكنية المطلوبة الآن هي 2320 وحدة سكنية سأقوم بتسليم 800 وحدة منهم - ولكنها غير مكتملة المرافق - اليوم وغدا وذلك لأنهم لا يريدون الانتظار حتي يتم الانتهاء من أعمال البناء ، والمظاهرات أصبحت موضة وأحاول أن أقنع المحتجين بأن ينتظروا شهراً واحداً فقط وهم مصممون علي أن يحصلوا علي الشقق الآن وهذا الكلام غير معقول وأدي إلي ماحدث اليوم والذي كبد المحافظة خسائر مادية ، وأنا هنا أود أن أشير الي أن هذه المنطقة عشوائية ويسكنها بعض البلطجية وتجار المخدرات والمرشدون وقد استغلوا الموقف الذي تمر به الدولة وحاولوا تقليد المعتصمين في ميدان التحرير ولم تتدخل الداخلية ولا الجيش حتي لا تقع خسائر بشرية بين المحتجين ، ولكني شعرت بأن الحكومة فقدت هيبتها .. فسكان هذه المنطقة روعوا أمن بورسعيد بكاملها اليوم ولكن الحمد لله الآن تمت السيطرة علي الوضع .