الحكاية بدأت بصفحة على الفيس بوك صاحبها هو أحد الهنود المقيمين في مصر اسمه "صاني إيند" ، كان هدفه تعريف العالم بالثقافة والحضارة الهندية من خلال بعض الحفلات المختلفة ، ثم تطورت الفكرة إلى مهرجان الألوان الهندي تصوير: عمرو يسري الذي شارك فيه مجموعة من المصريين والذين تعرفنا منهم على تفاصيل الحكاية كلها. يقول عمرو يسري- مصمم جرافيك وأحد المشاركين بالمهرجان-: تعرفت على مؤسس الصفحة من خلال إحدى صديقاتي، حيث كان يقام بعض الأنشطة التي لها علاقة بعرض الأفلام الهندية لتشاهدها الجالية الهندية بالقاهرة وأصدقائهم المصريين، بخلاف دورات تعليم الرقص الهندي، واحتفالاتهم بالأعياد الهندية التي تنقل الفلكلور الهندي إلى مصر، حتى تعرفت على النشاط الذي يقيمونه بعنوان مهرجان الألوان الهندي، والذي يقام بدولة الهند سنويا، ولكنه يقام في مصر على أكثر من مرحلة كتمهيد لإقامته في موعده في الهند ومصر معا، ويحضر في كل هذه المراحل الكثير من الجنسيات المختلفة بخلاف الهنود والمصريين، وقد تجسد هذا المهرجان في أكثر من فيلم هندي شهير، ولكن إذا تحدثنا عن تطبيقه في مصر فيقوم صاني إيند باختيار مكان مفتوح لإقامة المهرجان، وفي لحظة الدخول يتم توزيع كيسين من الألوان البودرة غير الضارة صحيا على كل زائر، وتكون مهمته طوال الاحتفال هي تفريغ هذه الألوان على الحاضرين، وكلما تفرغ الأكياس التي في يده يجلب أكياسا أخرى، ويتم كل هذا على ألحان الموسيقى الهندية التي تكون مسيطرة على المكان، وقد يكون الموضوع غريب علينا كمصريين وقد يراه البعض لا فائدة منه، ولكن الحقيقة أنك أثناء الاحتفال بهذه الطريقة تجد نفسك تتصرف بشكل غير معتاد، حيث أن فكرة المهرجان هي قيام كل الحاضرين بالتجمع حول عمل واحد فيه نوع من البهجة ويقوموا بتلطيخ بعضهم بالألوان، سواء كانوا أصدقاء أو لا يعرفون بعضهم البعض، وقد يكون هذا بدوافع نفسية لها علاقة بالبهجة التي تصنعها الألوان في الحضور، ولكن ما لاحظته أن هذا النوع من الحفلات يقوم بتفريغ طاقة الكبت التي بداخلنا كمصريين من ظروف العمل وطبيعته اليومية والروتينية. وتضيف نسمة الشرقاوي- طالبة بكلية فنون جميلة - قائلة: كان أمرا عجيبا جدا بالنسبة لي أثناء حضوري لأول مرة لهذا المهرجان، فبمجرد دخولي من البوابة استلمت أكياس الألوان الخاصة بي، ووجدت أحد الحاضرين الذي لم أكن أعرفه من قبل يطلب مني تغميض عيني وبمجرد أن فعلت ذلك وجدته يقذفني بالألوان في وجهي وحينما مر عليّ وقت أطول وجدت أن الصفة الرسمية في المهرجان أنه لابد على الجميع أن يتلطخ بالألوان الهندية المختلفة وكل ساعة تقريبا يتم إضافة لون جديد على بوابة الدخول مما يجعلك دائما في حالة ترقب لما هو جديد ويتم الإعلان عنه في مكبرات الصوت فتجد جميع الحضور يهرولون إلى البوابة للحصول عليه، وبسبب أن الجميع بعد انتهاء الحفل يكونوا ملطخين بالألوان لدرجة كبيرة يقوم منظمو الاحتفال بالتنويه عن جلب ملابس أخرى يرتدونها بعد انتهاء الاحتفال، ولكن بخلاف هذا الأمر توجد عدة فقرات في المهرجان من ضمنها إذاعة الأغاني الهندية وفقرات لها علاقة بالفلكلور المصري مثل فرقة عزف المزمار البلدي فهو باختصار فرصة لالتحام الثقافة الهندية بنظيرتها المصرية، بخلاف أنك تجد إحدى الهنديات التي تقوم برسم الحناء على الطريقة الهندية للحضور.