الكاتب الصحفى عمرو خفاجى رئيس تحرير جريدة الشروق كان ضيف ندوة " فى بيتنا إعلامى" بساقية الصاوى والتى أدارها المهندس محمد عبد المنعم الصاوى وسط حضور كبير من الشباب .. تصوير : محمد لطفى تحدث خفاجى عن القضية المنظورة الآن أمام محكمة جنايات الجيزة والمتهم فيها هو والزميل هشام الميانى والدكتورة مؤمنة كامل بالسب والقذف فى حق القاضى وليد الشافعى أحد أعضاء اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات حيث قال : أهم وظائف الصحفى أن ينقل ما يحدث للرأى العام وأهم حاجة مراعاة الدقة والأمانة المهنية وألا يستهدف الصحفى من النشر المصلحة الشخصية وإنما يركز على المصلحة العامة ونحن فى الشروق نعمل بالمبدأ الذى يقضى بأن نقول ما ينبغى أن يعرفه الرأى العام وليس ما يحب أن يسمعه وهذا ما فعلناه فى تغطيتنا للانتخابات فلم نكن مع أحد ولا ضد أحد وقمنا بتغطية جميع الأحزاب المتنافسة على قدر المساواة وهو ما يسمى بالتوازن فى التغطية وبالنسبة للقضية المرفوعة على الشروق حالياً أحب أن أقول أن الشروق عمرها ما قالت حاجة رفض المصدر نشرها أو قالت حاجة لم يقلها فى الأساس كما أننا نفرق بين ما قاله المصدر نصاً ونقوسه أى نضعه بين قوسين وبين ما قاله ضمنياً أو ما يمكن أن نفهمه من الكلام وهنا نكتبه على النحو الذى قاله حتى أحمل هذا المصدر مسئولية ما قاله نصاً، والمجتمع يطلب من الصحفى الكثير ومن هنا لازم يتصف الصحفى بصفة النقل الأمين . ولكننا بشكل عام القوانين فى حاجة لمراجعة وبلدنا مليئة بالكبار فى مختلف المجالات . وعلى كل حال اللى الأنظمة مش هتسمح به التكنولوجيا هتسمح به . وأضاف قائلاً : فى الشروق نحاول أن نوازن ما بين الأخبار السعيدة والأخبار غير السعيدة بالعكس فعندما يكون هناك خبر سار نقوم بفرده ونكبر الصور والعناوين وأنا فى كل الأحوال أنقل واقعاً معيناً ولا يصح أن أبتعد عنه ، فإما أن أكون قابضاً على مهنتى وأتكلم وإما أن أسكت وهنا تكون خيانة للرأى العام ..ويجب أن نعلم أن أى قضية عندما تتحول لقضية رأى عام تقل سيطرة وسائل الإعلام عليها، فتنتشر أكثر وأكثر ، والقراء أذكى من صناع المحتوى الإعلامى .. الصحفيون داخل صندوق أسود مغلق ومحكوم بضغوط عمل ونظام معين وقاسى أما القارىء فهو رجل حر وطليق زى الفلاح الفصيح يعنى فاهم كل حاجة ، وأنا عندما كنت رئيس قناة دريم كنت باستمرار أقول عايزين نقدم عربون محبة للمشاهد فى خبر حلو أو تصريح جميل أو حكاية لطيفة وبعدها ندخل فى الجد. وتلقى الأستاذ عمرو خفاجى عدة تعليقات حول جريدة الشروق منها ما يرى أنها جريدة نخبوية وغير شعبية فقال خفاجى : هذا الكلام غير دقيق .. الشروق ليست صحيفة نخبوية وإنما نحن نهتم بالرأى العام وبكل قضاياه ويكفى أننا نخصص 4 صفحات للرياضة وصفحة للحوادث ونستكتب عدداً من نجوم الرياضة مثل حسن المستكاوى وطاهر أبو زيد كما ننشر باستمرار تقارير إنسانية وقضايا تهم الناس ، ولكن الاختلاف الذى نتميز به هو أن الشروق جريدة تهتم بما يحدث فى العالم من أحداث وما يدور فيه من أفكار ، نحن كان هدفنا أن ننتقل بالصحافة من مرحلة الانغلاق والمحلية إلى مرحلة العالمية والانفتاح ومن هنا ننشر ترجمات لكتاب عالميين من النيويورك تايمز والواشنطن بوست والجارديان والفايننشيال تايمز .. نحن رأينا أن من حق الناس أن يعرفوا كيف يفكر العالم من حولنا كما أن من أهم أدوارنا أن نقوم بالتعليق على الأخبار وتحليلها بشكل عميق بأقلام كبار الكتاب مثل الأستاذ سلامة أحمد سلامة والأستاذ فهمى هويدى والدكتور محمد يوسف والدكتور محمد المخزنجى .. وكانت ساقية الصاوى قد أجرت دراسة حول مدى التزام الصحف باللغة العربية فكانت الشروق من الصحف الأكثر اهتماماً باللغة ، ومن هنا وجه المهندس محمد عبد المنعم الصاوى التحية للشروق ..فقال خفاجى : اللغة هوية و طريقة تفكير واستخدام اللغة العربية فى وسائل الإعلام هو أمن ثقافى فهذه مسألة أمنية بحتة وتجربة تركيا ماثلة أمامنا يعنى بعدما غيروا فى طريقة الكتابة من الأحرف العربية إلى الأحرف اللاتينية الآن هم فى حالة لخبطة ويجدون صعوبة كبيرة فى تحديد هويتهم وانتماءهم هل للشرق الإسلامى أم للغرب الأوروبى المسيحى ، إذن اللغة هى جزء من الكيان وليست مسألة أن الفاعل مرفوع بالضمة فالأمر يتعدى الرفع والجر والنصب ، وهناك خطر حقيقى على الفكر والهوية والأمن لو ابتعدنا عن اللغة العربية .