رغم مرور 38 سنة على حرب اكتوبر إلا انه مازالت هناك اسرار وتفاصيل كثيرة التى لم يزح الزمن الستار عنها ، و من هذه الأسرار التى لم تظهر إلا بعد ثورة 25 يناير ما حدث مع الفريق سعد الدين الشاذلى .. فهو كان له دور كبير في نصر اكتوبر .. ومع ذلك تعرض للهجوم الشديد من الرئيس الراحل انور السادات والرئيس السابق حسنى مبارك ووصل الأمر لمحاكمته عسكرياً والحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات ، وبعد دفاع جيهان السادات عن قرار زوجها الراحل ومبارك فيما يخص الفريق الشاذلى .. كان لابد وأن نتكلم مع السيدة شهدان الشاذلى ابنة الفريق الراحل . ما رأيك فيما ذكرته السيدة جيهان السادات من ان الفريق الشاذلى كاد يتسبب فى كارثة عندما طلب من الجيش الإنسحاب فى اثناء الثغرة ؟ هذا الكلام غير حقيقى بالمرة ولم يذكره سوى الرئيس السادات و زوجته ، وكلام جيهان السادات مع معتز الدمرداش ليس اكثر من كلام تليفزيون وبروباجندا اعلامية ، خاصة انها تعلم ان الحقيقة مختلفة تماما عن ما ذكرته ، و الدليل على ذلك شهادة اللواء الجمسى و عبد المنعم واصل و حسنى مبارك نفسه فى المحكمة بأن هذا الكلام لم يحدث و ان الفريق الشاذلى لم يطلب من الجيش الإنسحاب في اثناء وقعة الثغرة لأنه كان يعلم تماما الكارثة التى يمكن ان تترتب على هذا القرار ، و قد حكمت محكمة أمن الدولية العليا وقتها ببطلان هذا الإتهام و براءة الشاذلى منه . اذن ما هى الأسباب التى دفعت السادات لإتهام الشاذلى ؟ لأن السادات نفسه كان السبب فيما حدث فى " الثغرة " و ما تعرض له الجيش الثالث فى تلك الفترة من مشاكل كثيرة بناء على قرارات السادات وحده و لكنه رفض تحمل مسئولية تلك القرارات و لم يجد امامه مفراً سوى ان يلصق هذه القرارات للفريق الشاذلى خاصة بعد ان كاد الأمر يصل الى حد الكارثة التى كانت يمكن ان تودى بإنتصار اكتوبر نفسه عندما اختلف الشاذلى مع السادات على كيفية القضاء على الثغرة ، فالشاذلى كان يرى انه لابد من المناورة بنفس الجيش الذى عبر به إلا ان السادات كان يفضل الإنسحاب و كان هذا القرار خاطئاً 100% و هذا ما اتضح مع الوقت ، و الحقيقة ان السادات لم يكن شجاعا بالقدر الكافى للإعتراف بخطئه مثلما فعل عبد الناصر بعد نكسة 67 و اعترف امام الشعب كله انه المسئول الأول عن تلك الهزيمة . ولماذا لم يدافع الفريق الشاذلى عن نفسه وقتها ؟ بالعكس لقد دافع عن نفسه أمام المحكمة التى أصدرت حكماً ببراءته وساعده فى ذلك شهادة الشهود و منهم الفريق " الماحى " رئيس المخابرات الحربية و قتها و كذلك اللواء " ابو غزالة " وزير الحربية وقتها والذين شهدوا بأن هذا الكلام لم يحدث و ان الشاذلى لم يأمر الجيش بالإنسحاب . و كيف تم تعيينه بعد ذلك سفيرا لمصر فى لندن ؟ بخداع من السادات فقد طلب منه ان يذهب الى لندن كسفيرا و لكن مهمته الأساسية ستكون اعادة تسليح الجيش و بناء القوات المسلحة من جديد و بناء عليه ذهب الى لندن ثم البرتغال و لكن الحقيقة انه كان يبحث عن اى وسيلة للخلاص منه . وما الذى دفع الرئيس السابق حسنى مبارك لإعادة فتح القضية من جديد ؟ لأنه كان يراه منافسا قويا له حتى لو كان الشاذلى لم يعد موجودا فى السلطة او الصورة السياسية كلها ، و اظن ان هناك سببا أخر و هو ارضاء اسرائيل التى كانت تسعى للقضاء على اى شخص يمكن ان يذكر اسرار عن نصر اكتوبر غير التى تم الإتفاق عليها بينهما ، و بناء عليه اعاد فتح ملف القضية و صدر حكما بالسجن ضد الشاذلى لمدة ثلاث سنوات ثم أراد مبارك ان يظهر بصورة الرجل الكريم فقرر العفو عنه فى سنة و نصف ، الحقيقة ان حسنى مبارك لم يفعل هذا مع الشاذلى وحده و انما كرر نفس الشيء مع كل من كان يرى انه منافسا له مثل ابو غزالة و غيره . واقرا ايضا: جيهان السادات شاهد نفى فى قضية مبارك والشاذلى !