كل سنة و إنت قافل بقك .. دي كانت أمنيتي لأعز أصدقائي .. للسنة الجديدة اللي ها تهل علينا عن قريب .. ومع ذلك أول ردة فعل له .. أنه فتح فمه فتحة فكرتني بتمساح لاكوست بتاع ماركة الفانلات المستوردة إياها ... ولما لقيته طول في الحكاية دي .. اضطريت أحط إيدي علي أم راسه .. وأسفل دقنه .. و أضغطهم علي بعض .. علشان ألم شمل وشه من تاني ... ويبدو إن الحركة دي هي اللي ساعدته علي النطق من جديد .. فعاتبني بسرعة قبل أن ينسي غضبه : يعني أنا أقولك كل سنة وإنتي طيبة .. والسنة الجاية تكوني محققة أحلامك .. تقومي تردي عليا بأمنية شريرة كده؟ الحق عليا إني مابعتها لك في رسالة موبايل زي معظم الناس اللي باعرفهم وخلصت نفسي ؟ '.. مش انت وبس .. دي كمان أمنيتي لأغلبية الشعب المصري في السنة الجاية ..' المرة دي حسيت إن صديقي قرب أن يتحول من لاكوست .. إلي هولوكوست .. ويولع فيا .. خصوصا لما شوفته بيبص لي نظرة صديق بيراجع حسابات الصداقة .. وهو يشعل سيجارة مستوردة ويتخيلني وقتها .. إزازة جاز ... '... شكلك فهمتني غلط ... طيب سيبك مني أنا .. نتكلم عنك إنت .. فاكر آخر 2009 أما اتمنيت لك إن سنة 2010 تكون أحسن منها .. وتحقق فيها اللي مقدرتش تحققه في اللي قبلها .. ؟ أدينا أهوه في آخرها .. و إنت عمال كل سنة ترحل أحلامك للسنة اللي بعدها .. وكأن السنة هي اللي بتحقق الأحلام مش إحنا ..' وعلي طريقة البرنامج الإذاعي المصري : من غير ما تسألني أجاوبك .. تسربت مني له كل الإجابات عن كل التساؤلات التي ظهرت في عينيه علي شكل علامات استفهام بدل جوز النني البني بتوعه ... ووضحت له قصدي : يعني لو فكرنا شوية .. إنت ليه ما حققتش أمنياتك في العام الماضي ... متهيألي حانكتشف إن السبب هو إنك حلمت لكن ماقررتش تحقق الحلم .. دايما تقول بسبب عجز الفلوس .. لكن شكلها كده انك ما أخدتش خطوات حقيقية في تحقيق الحلم ... مامسكتش ورقة وقلم .. وكتبت خطة تحقيقه إيه .. حتي ولو كانت خطوات افتراضية .. وحددت عناصر تحقيقها .. والزمن المتوقع لتحويلها من حلم إلي حقيقة .. وأخدت الخطة دي .. وعلقتها علي السقف فوق سريرك .. عشان قبل ما تنام تبحلق فيها .. و تصحي تفنجل عينك عليها .. لحد ماتحققها ... أو بمعني تاني .. كل واحد يعمل لنفسه منهج .. ويقفش فيه لحد مايجيب آخره . انما الشهادة لله .. مش انت بس .. أكترنا ممشيها بركاوي .. ومطرح ما ترسي دق لها .. رسيت علي بحر .. رسيت علي طفح .. المهم إن هي ترسي .. و إحنا ندق .. ومن طيبتنا تلاقينا ما بنقطعش عشم .. ودايما عندنا حسن نية وثقة في المجهول .. ولا كأنه المعلوم المتأكدين منه .. علشان كده دايما متعشمين إن السنة الجاية هي إللي حاتحقق لنا إللي ما حققتهوش إللي قبلها .. مع اننا لو إديناها شوية فانتازيا في التخيل .. وقولنا إن رأس السنة بتكون يوم 31 ديسمبر .. اليوم ده طبيعي هو الفاصل بينها وبين أول السنة الجديدة .. لكن لو استمرت الايام بتعد 32 ديسمبر 33 ديسمبر 43 ديسمبر .. حانلاقي إن الأيام بتمشي بشكل محايد .. بينا من غيرنا .. العداد بيعد .. وإن اليوم ممكن يفرق معانا في تحقيق الحلم .. أو تحقيق الهدف .. في حالة أما نكون بنطبق نظرية .. مش بنطبق جفوننا و نتمني ونتخيل .... وفهمته إن حضرته وملايين من المصريين كانوا تحت متابعة من دراسات ميدانية مصرية أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اثبتت أن المصريين ينفقون علي السجائر والتدخين 4 مليارات جنيه سنويا ..!!.. كما أكدت الأرقام أن المصريين يدفعون سنويا في مكالمات المحمول أكثر من 2.5 مليار جنيه .. و يدفعون أيضا نفس المبلغ في شراء أجهزة محمول جديدة سنويا .. أي أن الحصيلة الإجمالية للإنفاق علي المحمول في مصر تتجاوز 5 مليارات جنيه سنويا ..!! يعني حوالي 9 مليارات جنيه مصري سنويا بيضيعوا في الهواء .. كلام .. ودخان ... ولو حسبتها علي نفسك فقط .. حاتتأكد إن نص مصلحتك في قفل بقك .. و كلها كام يوم وتشوف بنفسك .. حاتبتدي مصانع الأحلام الوردية .. والأمنيات السعيدة .. والكلمات الشقية .. في ضخ إنتاجها السنوي علي موبايلات الجميع .. كل علي حد سواء ... فمهما كنت تابعا لشركة ' أم نبيل '.. ولا ' سي فوده ' .. ولا ' أخت اصالات '.. حايصدروا لك هذا المس الجنوني من رسائل التليفون المحمول وتبدأ المنافسه علي أروش رسالة .. وأشقي صورة .. وأسخن فيديو .. يليق برحيل سنة غالبا ماحققناش فيها اللي إتمنيناه علي أعتابها الاولي .. يوم ما اتعشمنا فيها .. أن نحقق معاها .. اللي ما اتحققش في اللي قبلها .. ونبدأ نبعت الرسايل دي لكل أحبابنا وأهلنا وأصدقائنا .. واحنا بنقنع نفسنا إنها وسيلة صلة رحم الكترونية ... وهي أقرب في الحقيقة لقطيعة الرحم .. هو ميزته إنه بيلغي المسافات خاصة لمن بينهم قارات أو حدود بلاد صعب تجاوزها ... أو لمن عنده عذر قهري .. صحيح الموبايل بيوفر وقت وفلوس بنسخرهم في اللقاء بمعارفنا .. بس بيحول اتصالنا بيهم لمجرد دقائق قليلة .. وربما يقتصر علي حروف رسائل صامتة أو أشكال صور صماء .. بيضيع علينا فرصة نجسد فيها عواطفنا .. ونحس معاها باللمة ودفء الاجتماع وتعارف الاجيال الجديدة ببعضها .. وخلق ذكريات بين أفراد العائلة الواحدة .. وتكتشف ان أكبر جزء استهلكت فلوسك فيه كل السنة طار في الهوا .. وانت ماتدراشي ... ومع إني باعتقد إن البعض يلجأ من ضمن أسباب اللجوء إلي الموبايلات والتدخين .. إن فيهم متنفس لرغبة مكبوته بإخراج مافي النفوس بشكل بسيط لايخلو من المتعة خصوصا لما تكون هناك طاقات مجهولة بداخلنا .. وربما فيهم شكل من التواصل .. زي الموبايلات .. وشكل من اعلان الرفض .. زي التدخين .. هي تخمينات محتاجة دارسين متخصصين .. لكن في الأول .. وفي الآخر .. العلم في الراس وفي الكراس ... ومش صعب إن كل واحد يحط نظريته لنفسه .. المهم يطبقها .. وينجح .. ويعدي من لعلطة الحلم .. الي روعة تحقيقه .. ونلاقي نفسنا بنحقق كل الأماني الحلوة اللي ماحققنهاش في عام 2010. وحانفضل وراها وراها لحد ما تتحقق أو يتحقق اللي أحسن منها .. واللي يمكن خايفين حتي نحلم به . أتمني في العام الجديد القادم 2011 لي ولكل أصدقائي .. ولكل المصريين .. إننا '.. نقفل إبقاقنا .. '... طبعا دلوقت فهمتني .. ما إنت .... كلك نظر .