لا تعتبر قلعة قايتباى التى تقع فى نهاية جزيرة فاروس بالأسكندرية مجرد مكان تاريخى فقط وإنما تحولت إلى مجمع تجارى وترفيهى وثقافى وعلمى ، وفى مقدمتها يقع متحف الأحياء المائية المحنطة .. ففى هذا المكان يمكنك أن ترى حوتاً ضخماً محنطاً وأسماك وطيور وحيوانات بحرية محفوظة كما هى .. عند مدخل المتحف لافتة تشير إلى أن جميع المعروضات هى بالفعل كائنات حية وليست مجرد نماذج صناعية . تصوير : محمد لطفى وأهم ما يلفت النظر بالفعل هو مشهد الحوت الضخم المعلق الذى يبلغ طوله نحو 10 أمتار وعند مقدمة رأسه لافتة توضح كيفية اصطياد مثل هذا الحوت حيث تقول : الصيد من أقدم نواحى النشاط الذى مارسه الإنسان وتحتوى البحار على كميات كبيرة من الأسماك تكفى للوفاء بكل احتياجات العالم وتستخدم الوسائل الفنية للصيد فى العمليات التى تجرى على نطاق تجارى حيث تزود السفن بأجهزة للكشف على تجمعات الأسماك بالاعتماد على صدى الصوت وتتم عملية تتبع الحيتان بواسطة الأجهزة الصوتية ثم تقتل بحراب صيد الحيتان التى تطلق من مدفع خاص وترفع إلى سطح السفينة من خلال ونش عملاق وقوى حيث توجد محطة خاصة لعمليات تصنيع منتجات الحيتان وتتفوق هذه الأساليب الفنية على الطرق القديمة وتقع أهم مناطق صيد الحيتان فى العالم فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية . كما يوجد شرح مبسط لكيفية حدوث المد والجزر فى البحر ففى عام 1855 نشر الكابتن ماتيومورى وهو عالم وضابط بحرى أمريكى كتاباً ذكر فيه أن البحر ليس مستودع مياه فحسب ولكنه محرك يعمل بقوة جذب الشمس والقمر ويكون من نتيجة ذلك وجود حركة قوية ومنظمة للبحر تسمى موجات المد والجزر . ويوجد أيضاً نماذج لعريس البحر وأنواع نادرة من الأسماك وعينات من القواقع والصدف والمحار والأسفنج ونماذج من أسماك قديمة محفورة أو منقوشة على الصخور . القلعة تم إنشاؤها مكان فنار الإسكندرية فى عهد السلطان الأشرف أبو النصر قايتباى سنة 1477 م .. وكانت تعد بوابة حماية لمدينة الأسكندرية لأسوارها وأبراجها العالية ذات الفتحات والنوافذ التى كان يستخدمها الجند فى رمى السهام على الأعداء الغازين .. وقد استغلها العثمانيون لدعم حكمهم حيث زودوها بالفرسان كما استولى عليها نابليون بونابرت فى أثناء حملته على مصر وخلال ثورة عرابى تم تخريبها حيث ضربها الإنجليز مما أدى لتصدع أركانها إلى أن تم تجديدها فى بدايات القرن الماضى .. كما تعرضت مؤخراً لعمليات تطوير عديدة حتى تبدو بشكلها الحالى .