الحديث عن القيم والمبادئ فى كثير من الأحوال كلام نظرى، لكن مع الكاتبة الصحفية أمينة شفيق كان الموضوع مختلفاً .. عملياً هى أعلنت عن رغبتها في خوض الانتخابات في ظل نظام " الكوتة " عن حزب التجمع ، ولكن الدكتورة مديحة خطاب زميلتها في المجلس القومي للمرأة أعلنت عن رغبتها في المنافسة .. ورغم أن د. مديحة ترشحت عن الحزب الوطني لكن الأستاذة أمينة فضلت الانسحاب احتراما لأهمية التماسك والتضامن بين أعضاء المجلس القومي للمرأة، بالتأكيد موقف محترم ونبيل قلما نجده في الحياة السياسية التي يتكالب ويتصارع عليها ا حوار: ليلى مصطفى تصوير : أميرة عبد المنعم ماذا تمثل المبادئ من وجهة نظر الأستاذة أمينة شفيق؟ المبادئ جزء من حياتى اليومية، فإذا كنت لا أريد الفساد وأحاربه، أذاً لا أفعله .. ولو كنت أتكلم عن العدل الاجتماعى والعدالة الاجتماعية فيجب أن أكون عادلة ! فأنا لا أفهم أن رجلاً ينادى بالديموقراطية ويناضل من أجلها ثم يحرم بناته منها، فكيف تكون ديمقراطية ؟! وجهة نظرى تتمثل فى أن الحرية واحدة والديمقراطية والعدل الاجتماعى كلها أشياء لا تتجزأ ، وأعلم أن حب البلد واحد بصرف النظر عن الجنس والدين والمواطنة ! ماذا يمثل لكى البرلمان؟ البرلمان بالنسبة لى مجرد أداة لخدمة قضايا المرأة! لنعود للوراء قليلاً .. لماذا تنازلت عن ترشيحك؟ لحظة الاختيار انحزت لقضية المرأة لآن طموحاتى التى كنت أعيش من أجلها تحققت، ومنذ كنت طالبة فى ثانية جامعة كان نفسى أكون صحفية وعضو مجلس نقابة وكان نفسى أصل إلى منصب سكرتير عام وبس، وأنا عملت كده، وكل ما جاء بعد ذلك هو إضافة!! والجدع إللى يعمل مثلى لأن انتخابات دخول البرلمان سهل جدا، لكن انتخابات دخول النقابة وأنت معارضة، أصعب مما يمكن، وهذه هى الانتخابات الحقيقية. معنى ذلك أن أمينة شفيق اكتفت بانتخابات النقابة التى هى أصعب من انتخابات الشعب؟ لا .... هذا رأيي الشخصى، و يجب زيادة عدد النساء بكم كبير فى النقابات والمحليات وفى النوادى وفى كل ما هو منتخب، ثم بعدها سيأتى البرلمان بسهولة ، لكن ماذا يفيد أن أدخل البرلمان وليس لدى سوى سيدتين أو ثلاثة فقط فى النقابات!! ## بصراحة يقال أنك تراجعت عن ترشيحك من أجل الدكتورة مديحة خطاب؟ أنا فضلت قضايا المرأة، ومن أجل حرصى على المجلس القومى للمرأة كجهاز موحد لصفوف المرأة المصرية حول قضاياها، لكن الرأى العام لا يفهم ذلك، وأنا قلت أن هذا مبدأ عندى، فإذا كان الحزب الوطنى عايز يرشح أى حد أهلاً به..لكن يرشح زميلة لى فى المجلس القومى للمرأة، هذا لا أقبله، لأنها مسألة مبدأ، لأنهم سوف يقولون أن المجلس يتخانق على مقعد، وأنا لا دخل لى بهذا ولا أتعارك من اجل مقعد، ولكن معركتى الحقيقية هى قضية المرأة من أجل إعلاء شأنها، وليس شيئا أخر!! يقال أن المبادئ والقيم انعدمت من مجتمعنا، فما تعليقك؟ غير صحيح...أنزلى الشارع وقولى هذا حرامى وهذا شريف ....ستجدين أن القيم والمبادئ مازالت بخير! هل ما حدث فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة يتفق مع المبادئ؟ والله أسألى اللي عملها، لأنى لا أفكر سوى فى حب بلدى فقط! تجوبين المحافظات منذ سنوات من أجل حصول المرأة على حقوقها، فهل فعلا حصلت المرأة على هذه الحقوق؟ المرأة المصرية....قانونا لها كثير من الحقوق ، ولكن تطبيقا مفيش حقوق، بمعنى أخر .. قانونا أنا لا أطالب الدولة بمساواة الأجر لأن هذا معروف ومتفق عليه وفقا للهيئة الدولية،ولا يستطيع أحد أن يعترض على ذلك، لكن تطبيقيا فنحن فى حاجة إلى تنشيط المجتمع المدنى والنقابات والحركة النسوية، وهذه هى مشكلة بلدنا، لأن عندنا كل حاجة ولكن فى الحقيقة ليس لدينا حاجة، فعندنا نقابات بدون حياه نقابية، وأحزاب بلا حياة سياسية وتعاونيات بدون حياة تعاونية. ## هل تخصيص 64 مقعد للمرأة فى البرلمان يعتبر كافياً لمباشرة حقوقها؟ لا... لأننى إذا سألت سوف نعين وزيرة أم 50 عمدة سيدة، سوف أختار العمدة، وإذا سألت عن تعين وزيرة أم 500 رئيس مدينة سأختار رئيس المدنية، لأن هذه هى القواعد إذا أثبتت المرأة جدارتها فيها سوف تصل إلى البرلمان،لأن الهرم قمة وقاعدة وعلينا زيادة القاعدة فى كل المجالات لنصل إلى القمة . وماذا عن حياتك الخاصة ؟ أنا عمرى ماعشت حياتى الخاصة، ولم يكن لى حياة خاصة، فأنا عشت نقابية، وأعيش قضايا المرأة! فى كل كتابتك دائما تتحدثين عن المرأة المهمشة والريفية فهل عشت هذه الحياة؟ أنا شخصيا من مواليد القاهرة وعشت وتربيت فيها ..ولكن عندما أنظر إلى قضية معينة أراها من خلال تكونى السياسى، فأنا اهتم بالمرأة الريفية والمهمشة والعشوائيات، فأنا ليس لى علاقة بالشياكة ولا أعرف الصالونات، ولكنى أعرف أننى أعمل وعندما أتعب أنام، فأنا أمرأة مكافحة تعمل بجد " و مش هانم " ! أنا موطنة مصرية بسيطة، بنت بلد جدعة أعرف فى الأصول جيدا، كنت متزوجة من زميلى وتوفاه الله وعندى ولد مريض وبنت تعمل فى أحدى الشركات. ## ماذا تعلمت ابنتك من مبادئ أمينة شفيق؟ أن تعمل بجد، لا ترتشي، أن تكون محترمة، لا تنافق، تعلمت أن كل لقمة تدخل فمها تكون حلالاً ..وهذه نصحيتى لكل الشباب والأجيال. ماذا تساوى المبادئ من وجهة نظرك؟ تساوى الضمير