مساء غد الجمعة.. قطع المياه لمدة 6 ساعات عن بعض مناطق الجيزة    انخفاض كبير في سعر الذهب اليوم الخميس 21-8-2025 عالميًا    أسعار اللحوم اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 في شمال سيناء    جوتيريش يدعو إسرائيل إلى وقف مشروع بناء وحدات استيطانية بالضفة الغربية    الزمالك يسعى لعودة الانتصارات أمام مودرن سبورت في الدوري    وزير السياحة والآثار يطلق فعاليات وأنشطة التراث الثقافي المغمور بالمياه في الإسكندرية    اليوم.. وزير خارجية أمريكا يُجري محادثات مع مستشاري الأمن القومي بأوكرانيا وأوروبا    "بالعين المجردة".. أول تعليق من شوبير على هدف الإسماعيلي الملغى أمام الاتحاد    "كانت مظاهرة حب".. شوبير يعلق على مشهد جنازة والد محمد الشناوي    شوبير يكشف تفاصيل من طريقة تدريب ريبيرو في الأهلي    اليوم.. أولى جلسات محاكمة تشكيل عصابي متهم بسرقة المساكن في الأميرية    أغسطس "خارج التوقعات"، انخفاض بدرجات الحرارة، أمطار ورياح مثيرة للرمال بهذه المناطق، وارتفاع الأمواج يعكر صفو المصطافين    بدء دخول 20 شاحنة مساعدات إلى معبر كرم أبو سالم لدخولها لقطاع غزة    اشتباه إصابة محمود نبيل بتمزق في العضلة الخلفية.. وبسام وليد يواصل التأهيل لعلاج التهاب أوتار الساق اليمنى    فصل رأس عن جسده.. تنفيذ حكم الإعدام بحق "سفاح الإسماعيلية" في قضية قتل صديقه    عاجل.. مايكروسوفت تراجع استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها بسبب حرب غزة    حقيقة ظهور سيدة تعقر الأطفال في كفر الشيخ    محافظ المنيا يشهد احتفالية ختام الأنشطة الصيفية ويفتتح ملعبين    دعاء الفجر| اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل صابر وشفاءً لكل مريض    رئيس شعبة السيارات: خفض الأسعار 20% ليس قرار الحكومة.. والأوفر برايس مستمر    مروة يسري: جهة أمنية احتجزتني في 2023 أما قلت إني بنت مبارك.. وأفرجوا عني بعد التأكد من سلامة موقفي    رجل الدولة ورجل السياسة    حين يصل المثقف إلى السلطة    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    سامح الصريطي عن انضمامه للجبهة الوطنية: المرحلة الجديدة تفتح ذراعيها لكل الأفكار والآراء    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات الأخرى قبل بداية تعاملات الخميس 21 أغسطس 2025    «هاتوا الفلوس اللي عليكو».. تفاعل جمهور الأهلي مع صفحة كولومبوس كرو بعد ضم وسام أبو علي    إصابة مواطن ب«خرطوش» في «السلام»    «لجنة الأمومة الآمنة بالمنوفية» تناقش أسباب وفيات الأمهات| صور    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    استشاري تغذية يُحذر: «الأغذية الخارقة» خدعة تجارية.. والسكر الدايت «كارثة»    ضربها ب ملة السرير.. مصرع ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    علاء عز: معارض «أهلا مدارس» الأقوى هذا العام بمشاركة 2500 عارض وخصومات حتى %50    لبنان: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على بلدة "الحوش" إلى 7 جرحى    نيويورك تايمز: هجوم غزة يستهدف منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها    اتحاد الكرة يفاوض اتحادات أوروبية لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي وبيراميدز    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    90 دقيقة تحسم 7 بطاقات أخيرة.. من يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    السفير الفلسطيني بالقاهرة: مصر وقفت سدًا منيعًا أمام مخطط التهجير    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    الجبهة الوطنية يعين عددًا من الأمناء المساعدين بسوهاج    رئيس اتحاد الجاليات المصرية بألمانيا يزور مجمع عمال مصر    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    عودة المياه تدريجيا إلى كفر طهرمس بالجيزة بعد إصلاح خط الطرد الرئيسي    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسفرت عن مقتل 50 مليون إنسان : الحرب العالمية الثانية اشعلت العالم !
نشر في بوابة الشباب يوم 08 - 09 - 2014

في الثالث من سبتمبر عام 1939 اشتعلت أكبر وأخطر حرب عرفها تاريخ البشر، وأكثرها بشاعة ودموية على الإطلاق، الحرب التي شهدت لأول مرة استخدام السلاح النووي، وخلفت وراءها 50 ألف من الضحايا المدنيين والعسكريين على السواء، وملايين المشردين والمصابين والمفقودين، ومئات المدن المهدمة، وعشرات الدول المنهارة، وأعادت رسم خريطة العالم، وتقدير موازين القوى العالمية، حتى يومنا هذا. وقد دارت هذه الحرب بين دول المحور (ألمانيا وإيطاليا واليابان) من جهة، ودول الحلفاء (فرنسا وبريطانيا العظمى والاتحاد السوڤييتي والولايات المتحدة الأمريكية والصين) من جهة أخرى، واستمرت ما بين 3سبتمبر 1939 و 2سبتمبر 1945، أي ست سنوات بالتمام والكمال.
وللحرب العالمية الثانية عدة أسباب منها أسباب مباشرة ومنها غير مباشرة.
وأهم الأسباب غير المباشرة للحرب:
1- إملاءات معاهدة صلح فرساي 1919 المجحفة بحق ألمانيا، تجريدها من مستعمراتها، وما أثاره ذلك من نقمة لدى الألمان .
2- نقمة إيطاليا بسبب عدم حصولها على كل ما وعدها به الحلفاء، قبل دخولها الحرب العالمية الأولى إلى جانبهم، وخاصة في المجال الاستعماري، وعدم تناسب ماحصلت عليه مع تضحياتها بالأرواح والمال.
3- إخفاق معاهدات فرساي في إقامة توازن دولي جديد في أوربا بسبب غياب روسيا حامية السلاف عن مؤتمر السلام.
4- ما انطوى عليه نظام عصبة الأمم من نقاط ضعف، منعتها من أن تكون أداة فعالة لإقامة سلام عادل ودائم ونظام دولي قائم على مبدأ حق الشعوب كافة في تقرير مصيرها بنفسها، وعلى الاحترام الكامل للاستقلال السياسي وسلامة أراضي الدول الأعضاء فيها.
5- أطماع الياغسطسان التوسعية في الشرق الأقصى وخاصة الصين.
6- أخذ كل من ألمانيا وإيطاليا والياغسطسان بمبدأ «المجال الحيوي» وسعي كل منها للحصول على مجالات امبريالية تعادل، على الأقل، ماتملكه فرنسا وبريطانيا .
7- الأزمات الداخلية الاقتصادية الاجتماعية الناجمة عن الحرب العالمية الأولى في كل من ألمانيا وإيطاليا وظهور النازية والفاشية فيهما، وتصاعدهما على أثر الأزمة الاقتصادية العالمية عام 1931.
8- رغبة هتلر في تحرير ألمانيا من القيود التي فرضها عليها مؤتمر صلح 1919 خطوة أولى، لاستعادة ألمانيا وحدتها، وحلمه في بناء إمبراطورية ألمانية تسيطر على أوربا.
أما الأسباب المباشرة، فهي:
1- شجب هتلر لمعاهدة فرساي، وما اتخذه من مبادرات لاستعادة الأجزاء المقتطعة من ألمانيا بموجب هذه المعاهدة، بدءاً من عام 1936.
2- اجتياح إيطاليا للحبشة (1936)، والقضاء على التفاهم الفرنسي البريطاني الإيطالي (ستريزه Stresa ت1935).
3- تحالف هتلر مع موسوليني في فبراير 1936 وتشكيل محور روما - برلين، ونجاح هتلر في جر إيطاليا إلى التوقيع على الميثاق المناهض للشيوعية الدولية الذي وقعته ألمانيا مع الياغسطسان .
4- اندلاع الحرب بين اليابان والصين عام 1937 بسبب أطماع اليابان في الصين.
5- تقاعس الدول الأوربية المهددة (فرنسا وبريطانيا) والولايات المتحدة عن تشكيل حلف متين قادر على ردع ألمانيا واليابان، ودرء خطر الحرب.
6- اجتياح هتلر لتشيكوسلوفاكيا (سابقاً) وضمها إلى الإمبراطورية الألمانية، ثم اجتياحه لبولونيا (سبتمبر 1939) لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير، وتدفع بريطانيا وفرنسا لإعلان الحرب على ألمانيا في الثالث من الشهر نفسه، فكانت الشرارة التي أعلنت اندلاع الحرب العالمية الثانية، ولم تدخل إيطاليا الحرب إلى جانب ألمانيا إلا في10يونيو1940 حين أصبح الانتصار الألماني أمراً واقعاً.
مراحل الحرب:
مرت الحرب العالمية الثانية بمرحلتين رئيسيتين، في المرحلة الأولى حققت دول المحور انتصارات هائلة على جميع جبهات القتال، وفي المرحلة الثانية، أدى دخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب الحلفاء إلى قلب توازن القوى لصالح الحلفاء وانتصارهم على دول المحور، وقد دارت معاركها في عدة ميادين للقتال على أراضي عدة قارات.
1- المرحلة الأولى (سبتمبر 1939- ربيع 1942): وفيها مرت الحرب بثلاث مراحل فرعية وعلى ثلاثة مسارح مختلفة:
أ- الحرب في أوربا الغربية (سبتمبر 1939 - مايو 1941)، شهدت هذه المرحلة:
نجاح ألمانيا والاتحاد السوڤييتي سابقاً في احتلال بولندا (بولونيا) واقتسامها فيما بينهما (الأول من سبتمبر - 27 سبتمبر).
نشاط ألمانيا البحري ونجاحها في إغراق حاملة طائرات وبارجة بريطانيتين، وملايين الأطنان من حمولات سفن الحلفاء والدول المحايدة، على الرغم من حصار أساطيل الحلفاء للساحل الألماني.
غزو الاتحاد السوڤييتي لفنلندا (30 نوفمبر1939)، وإرغامها بعد أربعة أشهر من المقاومة على الاستسلام وتوقيع معاهدة تنازلت فيها عن الأراضي المتاخمة للاتحاد السوفيتي إضافة إلى جزيرة هانغو Hangoe، وانتزاع الاتحاد السوڤييتي لمنطقة بسارابيا من رومانيا على الرغم من وقوفها على الحياد.
هجوم ألمانيا على كل من بلجيكا وهولندا المحايدتين (10مايو1940)، واستسلام ملك بلجيكا للألمان (27مايو)، ونجاح الجيش الألماني في إجبار القوات البريطانية على إخلاء دنكرك والتخلي عن جميع معداتها وأسلحتها الثقيلة.
احتلال ألمانيا لكل من الدنمارك والنروج (9اغسطس1940) بهدف استخدام الألمان للمياه النرويجية لتجنب الحصار الإنكليزي، وتأمين قاعدة بحرية وجوية ألمانية تهدد الجزر البريطانية.
فشل الجيش الفرنسي في صد القوات الألمانية على خط السوم - الاين Somme-Aisne وسقوط باريس بيد الألمان (5يونيو) وانسحاغسطس الحكومة الفرنسية من باريس إلى بوردو (8يونيو1940)، وتوقيع حكومة «بيتان» التي اتخذت مقراً لها في فيشي، معاهدة هدنة مع ألمانيا تقضي بوقف القتال وعدم تسليح القوات الفرنسية والاعتراف باحتلال ألمانيا لشمال فرنسا والأراضي الفرنسية الواقعة على المحيط الأطلسي، وبضم الألزاس واللورين إلى الرايخ الألماني.
انفراد ألمانيا ببريطانيا التي توجّب عليها وحدها مواجهة ألمانيا، وبدء حرب ضروس بين البلدين من أوائل اغسطس1940 (معركة إنجلترا) إذ قصف سلاح الجوي الألماني المدن البريطانية مدينة إثر أخرى، مكثفاً الغارات اليومية على لندن، فيما بين سبتمبر 1940-مايو 1941، وفي الوقت نفسه كانت فيه الغواصات الألمانية تواصل عملياتها ضد السفن التجارية الإنجليزية.
ب- الحرب في إفريقيا وشرقي البحر المتوسط (سبتمبر 1940- ديسمبر 1941):
نجح القائد البريطاني ويفل Wevell في وقف الزحف الإيطالي على مصر عند سيدي براني (سبتمبر1940)، وهزم الجيش الإيطالي في مصر وبرقة، وأسر نحو 150 ألف جندي منه. وبعد تراجع القوات البريطانية أمام الجيوش الإيطالية في إفريقيا الشرقية (في السودان وكينيا والصومال الإنكليزي) التي هددت مركز بريطانيا في عدن والبحر المتوسط، ألحقت الجيوش البريطانية هزائم متلاحقة بالجيوش الإيطالية في إفريقيا، وأقصتها عن إريتريا، واستولت على عاصمة الحبشة أديس ابابا (ابريل1940)، وأجبرت فلول الجيش الإيطالي على الاستسلام، وانهار حلم موسوليني في بناء إمبراطورية إيطالية في إفريقيا.
وفي شرقي البحر المتوسط، فشلت قوات موسوليني في احتلال اليونان (اكتوبر1940). لكن قوات هتلر، نجحت في احتلال بلغاريا وإرغامها على الانضمام إلى دول المحور، واحتلال يوغسلافيا (ابريل1941)، وطرد القوات البريطانية من جزيرة كريت (يونيو 1941).
وفي شهر نوفمبر1940 أعلنت رومانيا وهنغاريا دخولهما الحرب إلى جانب دول المحور. وتمكنت الحملة التي أرسلتها ألمانيا إلى شمالي إفريقيا بقيادة رومل من الوصول إلى مرسى مطروح في مصر (يونيو1941)، وبدا واضحاً أن مصر أصبحت وشيكة الوقوع في قبضة قواته.
في حين أن المغامرة الجريئة التي أقدم عليها هتلر بغزو روسيا عملاً بمبادئ النازية، من مناهضة للشيوعية الهادفة إلى استعباد السلاف، ونظرية المجال الحيوي في الشرق، أدت في نهاية المطاف إلى خسارة ألمانيا للحرب على الرغم مما حققته القوات الألمانية من انتصارات فائقة في بداية الغزو.
ح- الحرب في الشرق الأقصى والمحيط الهادئ: بعد أن وقعت اليابان مع ألمانيا وإيطاليا معاهدة السنين العشر للعون المتبادل ( برلين 27 سبتمبر 1940)، ومعاهدة عدم اعتداء مع الاتحاد السوڤييتي (1941) بهدف تحقيق أطماعها التوسعية في الشرق الأقصى، قامت من دون إعلان الحرب رسمياً على الولايات المتحدة، بقصف الأسطول الأمريكي في ميناء بيرل هاربر(8ديسمبر1941) وتعطيله في المحيط الهادئ، باستثناء ثلاث حاملات طائرات، وأمنت بذلك السيطرة على البحار الآسيوية، وابحرت القوات اليابانية في الوقت نفسه إلى مستعمرة الهند الصينية الفرنسية، ونزلت في شمال شرقي ماليزيا وفي سيام (تايلند حالياً). عندئذ أعلنت الولايات المتحدة الحرب على اليابان، وردّت ألمانيا وإيطاليا بإعلان الحرب على الولايات المتحدة. وفيما بين يوليو1941 - يوليو1942، بسطت اليابان سيطرتها على الهند الصينية الفرنسية، واحتلت برمانية (مينمار حالياً) وماليزيا وسنغافورا وإندونيسيا، وطردت الولايات المتحدة من الفيليبين ،ونزلت قواتها في بعض جزر المحيط الهادئ، لكن انتصار الأمريكيين على اليابان في غينيا الجديدة وبحر الكورال (مايو 1942)، وفي ميدوي Midway(يونيو) أدى إلى وقف التوسع الياباني في المحيط الهادئ، وشكَّل منعطفاً حاسماً في سير الحرب لليابان.
2 المرحلة الرئيسية الثانية من الحرب (خريف 1942- سبتمبر1945): وفي أثنائها انقلب توازن القوى لصالح دول الحلفاء، وانتهت الحرب بانتصارهم واستسلام دول المحور.
والواقع أن إقحام الاتحاد السوڤييتي والولايات المتحدة في الحرب إلى جانب دول الحلفاء، أدى إلى قلب ميزان القوى لصالح الحلفاء، ففي عام1942 بلغ إنتاج الاتحاد السوفيتي من الطائرات مايزيد على 25ألف طائرة، والعدد نفسه تقريباً من الدبابات والرشاشات الأوتوماتيكية، وأخذت هذه الأرقام تتصاعد في السنوات اللاحقة. أما الولايات المتحدة فقد ارتفع إنتاجها الحربي من 4 آلاف دبابة ونحو 20 ألف طائرة عام 1941 إلى 17500 دبابة و96 ألف طائرة عام 1944.
وبذلك لم تعد قادرة على تجهيز أقوى جيش في العالم فحسب(7.2مليون جندي أمريكي) بل أضحت تمثل، وفقاً لتقديرات روزفلت، «ترسانة الأنظمة الديموقراطية Arsenal des democraties». وهذا مايفسر الهزائم المتلاحقة التي منيت بها دول المحور بدءاً من صيف1942 والانتصار التدريجي للحلفاء.
ومنذ خريف 1942، بدأ نجم دول الحلفاء يعلو ويتصاعد، فقد حلت الهزائم المتتالية بقوات دول المحور في الميدان الافريقي، فبعد إلحاق الهزيمة بقوات رومل في معركة العلمين الفاصلة (22اكتوبر 1942)، شهدت حملة الحلفاء على تونس(ديسمبر 1942 مايو1943) عودة الجيش الفرنسي (جيش إفريقيا وقوات فرنسا الحرة) إلى الحرب، وأدت إلى استسلام قوات دول المحور في إفريقيا الشمالية.
بعد ذلك انتقل ميدان الحرب إلى إيطاليا. وفيما بين يوليو1942 - ابريل 1945 نجحت قوات الحلفاء في السيطرة على المدن الإيطالية الواحدة تلو الأخرى، بما فيها روما (4يونيو 1944). وفي 10 ابريل 1945، بدأت المرحلة الأخيرة من الحرب في إيطاليا، فعلى أثر سقوط جنوة، انهارت القوات الألمانية وبدأت تستسلم بأعداد كبيرة، مما اضطر قائدها إلى توقيع الهدنة (29ابريل)، وإلقاء السلاح من دون قيد أو شرط.
وعلى أثر معركة ستالينغراد الفاصلة (اغسطس 1942) نجح الروس، في إجبار الألمان على الجلاء تدريجياً عن جميع الأراضي الروسية. وما أن حل شهر مايو 1944 حتى أصبح الروس على مقربة من استونيا وبولونيا في الغرب، وتجاوزوا حدود رومانيا في الجنوب.
وفي 6 يونيو 1944 نزلت قوات الحلفاء على شاطئ النورماندي، وفرضت سيطرتها على البر والبحر، وبدأت المدن الفرنسية تسقط بيد الحلفاء الواحدة تلو الأخرى. وفي 25اغسطس، دخلت قوات فرنسا الحرة باريس، واستسلمت الحامية الألمانية فيها. وما أن حل منتصف شهر سبتمبر حتى تحررت معظم الأراضي الفرنسية من السيطرة الألمانية .
كما حقق الحلفاء انتصارات مماثلة في بلجيكا وهولندا. وسقطت دويلات البلطيق وبولونيا بيد الروس الواحدة تلو الأخرى، ومع إجبار ألمانيا على الارتداد في الشرق والغرب والجنوب دخلت الحرب دورها النهائي. فقد دمرت غارات الحلفاء المدن الألمانية ذاتها، ولم تَحُلْ بسالة الألمان من دون انهيار مقاومتهم تماماً في 28 اغسطسريل 1945، بعد سقوط برلين في 12 ابريل، واستسلام جيوشهم في شمالي إيطاليا وشمالي غرب ألمانيا وهولندا والدنمرك. وعلى أثر انتحار هتلر شبه المؤكد(30 ابريل)، وقع رئيس أركان الحرب الألماني يودل Jodl وثيقة الاستسلام في 7 مايو 1945.
وسرعان ما انهارت مقاومة اليابان بعد استسلام حليفتيها الكبيرتين إيطاليا وألمانيا، فقد اضطرها إلقاء الولايات المتحدة القنبلة الذرية الأولى على مدينة هيروشيما (6اغسطس 1945) والثانية على مدينة نغازاكي (9اغسطس)، وما ألحقتاه فيهما من دمار وخراب وخسائر فادحة في الأرواح، وإعلان الاتحاد السوڤييتي الحرب عليها (8اغسطس) إلى فتح باب المفاوضات لعقد الهدنة. ومع توقيع اليابان وثيقة الاستسلام في 2 سبتمبر 1945 وصلت الحرب العالمية الثانية إلى نهايتها.
وأسفرت الحرب عن عدة نتائج عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية بالغة الأهمية وهي:
رأت دول الحلفاء الكبرى المنتصرة أن من واجبها إعادة تنظيم العالم وبناء نظام دولي جديد، وقد حاولت ذلك بتأسيس منظمة الأمم المتحدة، لكن سرعان ما ظهر الخلاف بين حلفاء الأمس أنفسهم بسبب اختلاف مصالحهم في السياسة الخارجية، واختلافهم في المفاهيم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا ما أدى إلى انقسام العالم إلى معسكرين شرقي شيوعي يتزعمه الاتحاد السوڤييتي وغربي ليبرالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. فلم تعد الشيوعية تسيطر على دول أوربا الشرقية فحسب، بل على الصين أيضاً. وانضوت دول أوربا الغربية تحت جناح الولايات المتحدة، وأصبح إعادة إعمارها من شأنها (وفقا لمشروع مارشال) واحتفظت بقواتها فيها.
واحتلت ألمانيا وعاصمتها برلين وقسمت إلى أربع مناطق أمريكية وبريطانية وفرنسية وسوفيتية. واحتلت الولايات المتحدة اليابان وأعادت إعمارها بإدارة ماك ارثر Mac Arthur.
وتلاشى نفوذ كل من بريطانيا وفرنسا وفقدتا هيبتهما، وثارت شعوب آسيا وإفريقيا المستعمرة مطالبة باستقلالها، وتفككت الإمبراطورية الإيطالية. واتخذ الصراع بين الدول الكبرى مساراً جديداً حين أصبح صراعاً حول نظم الحكم والمذاهب السياسية والاقتصادية والفكرية.
من جهة أخرى، بلغ عدد القوات التي عبئت للحرب نحو 92 مليون نسمة، منهم 32 مليون ينتمون إلى دول المحور، وتراوح عدد الخسائر البشرية بالأرواح ما بين 35-60 مليون نسمة من عسكريين ومدنيين. ولحقت أكبر الخسائر البشرية بكل من الاتحاد السوڤييتي (18مليون قتيل) وبولندا (8.5 مليون)، وألمانيا (2.4مليون) واليابان (2مليون).
المصدر:
الموسوعة العربية
http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=9678&vid=24&searchwords=zdHIINrH4ePt5Q,,
وثائقيات مفيدة عن الموضوع
https://www.youtube.com/watch?v=cE-p6GoyqL0&list=PLZLXdUZuTjaa43fvI5HjLbRhgnJtZqEc5
https://www.youtube.com/watch?v=iwZa3sSmdi8&list=PLAAE65E022FBA304B


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.