يرغب الألاف من الأقاليم الدراسة والإلتحاق بالمعهد العالي بالسينما المقام بمحافظة الجيزة فنظراً لصعوبة التنقل والإقامة يصبح حلمهم هباءاً. ومع تطور الحديث وظهور شبكة الإنترنت ظهر فرع جديد من التعلم يُطلق عليه "التعلم عن بعد" يعتمد علي نقل البرامج التعليمية من المؤسسة التعليمية بهدف جذب طلاب لا يستطيعون تحت الظروف العادية الإستمرار في برنامج التعليم التقليدي. وفي هذا الصدد تم إنشاءالمدرسةالعربية للسينما والتلفزيون التابعة لصندوق التنمية الثقافية وزارة الثقافة لتعليمفنون السينما والتلفزيون عن بعد مجاناً للناطقينباللغة العربية في جميعأنحاء العالم.ومن جانبها تروي لنا أ.د. مني الصبان أستاذة المونتاج بالمعهد العالي للسينما ومدير المدرسة السبب وراء تأسيس المدرسة قائلة : أنها عضو بالرابطة العربية الأمريكية لأساتذة الإعلام فطلبوا إقامة مؤتمر بالجامعة الأمريكية ببيروت لتناول موضوع "كيفية تدريس الإعلام علي شبكة الإنترنت" فقدمت أوراقها متضمنة فكرة تأسيس المدرسة فرحب أساتذة الإعلام كثيراً وطالبوا بتنفيذها وخصوصاً الأساتذة الفسلطنيين نظراً لصعوبة تنقلهم وعدم تواجد معاهد لتدريس السينما بفلسطين. فتقدمت بأوراق المشروع لوزير الثقافة في ديسمبر 1999 فأشر بالموافقة عليه فبدأ العمل فعلياً لأول موقع في العالم لتدريس فنون السينما والتليفزيون موجهاً للناطقين باللغة العربية حول العالم علي حد وصفها في مايو 2001. وأشارت الصبان إلي أنه ليس هناك معايير مقننة لقبول الطلاب بالمدرسة ولكن بمجرد تصفح الموقع وإملاء إستمارة "إشترك معنا" ستصبح مقيد بالمدرسة. موضحة أن المدرسة مقسمة الي جزئين يتمضن الجزء الأول المناهج الدراسية بالمدرسة وهي السيناريو،الإخراج، التصوير, المونتاج , الصور،الإنتاج،الديكور وأخيراً الرسوم المتحركة مؤكدة أن تلك المناهج تُدرس بواسطة الوسائط المتعددة والنصوص المكتوبة والصورة الثابتة ورسوسم الكومبيوتر، أما عن الجزء الثاني يتناول سرد لتاريخ السينما في 22 دولة عربية ومعلومات عن معاهد السينما التي تُدرس السينما بالعالم العربي وإمتحاناتها بالإضافة الي أبرز المهرجانات العربية وشرح كيفية الإشتراك فيها والإستديوهات التي يتم التصوير فيها في أنحاء العالم العربي الي جانب حصر كامل لبرامج الكومبيوتر التي يستخدمها صانع الفيلم والتليفزيون بدايةً من مرحلة ما قبل التصوير مروراً بالسيناريو والميزانية وإختيار الممثل وتصميم الديكور والإضاءة والمونتاج وصولاً لمرحلتي التوزيع والعرض كما توفر المدرسة تفريغ لأهم الأفلام الكلاسيكية في تاريخ السينما المصرية لإيضاح حركة الممثل والإضاءة وزاوية الكاميرا وكيفية توظيف المخرج للغة السينمائية لإيصال فكرته للجمهور كفيلم باب الحديد للمخرج الراحل يوسف شاهين وفيلم الزوجة الثانية للمخرج لراحل صلاح ابوسيف. وأشادت الصبان بدور د. فريدة مرعي لإنشائها قسم الببلوجرافيا يضم كافة الكتب المتحدثة عن السينما والتليفزيون باللغه العربية إبتداءاً من عام 1920 حتي الأن مقسمة إلي الكتب المصرية والكتب السورية والكتب الأردنية مضيفة الغلاف والفهرس الخاص بكل كتاب ، مؤكدة أن المدرسة تساعد الباحثين بفنون السينما في أنحاء الوطن العربي بتوفير كافة المراجع المطلوبة مع حصر كافة رسائل الماجستير والدكتوراه في مجال السينما وضيفها في الموقع للإفادة منها في لإعداد رسائل الماجستير والدكتوراه داخل مصر وخارجها. وأوضحت الصبان أن عدد المشتركين بالمدرسة 60 ألف عربياً من جميع أنحاء العالم منهم 29 ألف من محافظات مصر والباقي من أمريكا وأستراليا وجنوب أفريقيا وأسيا وأوربا. مضيفة أن الطلاب علي الموقع منقسمين لقسمين الأول مجرد متصفحين للموقع لإكتساب المعلومات والثقافة في المقابل القسم الثاني طالب بضرورة وضع إمتحان رغبة في ممارسة مهنة السينما لذلك أقامت المدرسة إمتحان للمشتركين بقرار المهندس محمد ابوسعدة بصندوق التنمية الثقافية فقمنا بتصميم برنامج خاص لوضع اسئلة الإمتحان بإسلوب سلس موضحة الصبان أن عدد اسئلة الإمتحان خمسمائة سؤال يتم توزيعها بشكل عشوائي علي كافة الطلاب فيجيب كل طالب علي مئة سؤال مختلف عن الأخر منعاً للغش بالإضافة إلي أن طريقة الإمتحان عبارة عن إختيار من بين متعدد وضع علامة صح أو خطأ و وإملئ الفراغات وMatch، كما تذكر اذا قام الطالب بإجتياز إمتحان لمنهج واحد سيحصل علي شهادة نجاح فقط في المادة أما اذا قام الطلاب بإجتياز كافة الإمتحانات ومن ثم أعد فيلم قصير تحت إشرافي سيحصل علي شهادة إحترافية الي جانب الحصول علي تصريح من نقابة السينمائين لممارسة العمل. وإستكمالاً لحديثها تعلن مني أن كلية إقتصاد وعلوم سياسية قسم الإحصاء قامت بعمل إحصاء لأنواع المتدريبين فوجدنا أن الذكور أكثر تفاعلية بنسبة 77% والإناث 23 % إما عن الأعمار كانت تتراوح بين (17 -70 سنة) فالمدرسة غير مقتصرة علي الشباب فقط فهناك مشاركة كبيرة من كبار السن، معربة عن سعادتها بقرار أكادمية الفنون بإحتكام المدرسة من المواقع المخصصة المحكمة لتعين وترقية أساتذة معهد السينما بجميع التخصصات بمعني أوضح أن الدكتور الذي ينشر أبحاث العلمية علي الموقع تُحتسب له في لجنة الترقيات بالإضافة إلي رد فعل وتفاعل الطلاب ذاكرين أن المدرشسة أتاحت لهم فرصة دراسة السينما والتلفزيون. وفي نهاية حديثها شددت الصبان علي أنه ليس هناك إختلاف بين المحتوي المقدم للدراسة بين المعهد العالي للسينما والمدرسة ولكن وجه الإختلاف أن الأساتذة بالمعهد يتعاملون مع الطلبة وجهاً إلي وجه فيمارسون الجزء العملي اما بالمدرسة يتم التعليم عن بعد فتفتقد المدرسة لهذا الجزء مستبشرة أن المدرسة ستخلق جيلاً جديداً مثقفاً سينمائياً وتليفزيونياً في أرجاء الوطن العربي.