ستكون أنظار العالم شاخصة اليوم إلى ملعب «ماراكانا» الأسطوري في ريو دي جانيرو، عندما يتواجه المنتخبان الألماني والأرجنتيني في موقعة الكبيرين على أرض «العمالقة» البرازيليين في المباراة النهائية لمونديال 2014. ويخوض المنتخب الألماني مواجهة نظيره الأرجنتيني في نهائي كأس العالم 2014 بمعنويات مرتفعة، بعد النتيجة التاريخية التي حققها «المانشافت» على البرازيل في نصف النهائي 7-1، بعد تألق أبطاله توماس مولر وميروسلاف كلوزه ومسعود أوزيل وسامي خضيرة الذين تفصلهم مباراة واحدة عن اللقب أمام أحد أفضل لاعبي العالم ليونيل ميسي صاحب الشعبية الجارفة. في المقابل، يدخل المنتخب الأرجنتيني اللقاء وهو يحمل على عاتقه الحفاظ على هيبة كرة أميركا الجنوبية، إضافة إلى تحقيق مجد تاريخي وضرب عصافير عدة بحجر واحد في حالة فوزه باللقب، ولكن تبقى ألمانيا صاحبة الحظوظ الأوفر للفوز باللقب وفقاً لخمسة أسباب ترجح كفتها في التفوق على «التانغو»، على النحو التالي: اللقب الرابع تبحث ألمانيا عن حصد لقبها الرابع في بطولات كأس العالم والتساوي مع منتخب إيطاليا والاقتراب من المنتخب البرازيلي الذي ينفرد بصدارة المنتخبات الأكثر فوزا بالمونديال 5 مرات، إذ حقق «المانشافت» اللقب في أعوام 1954، 1974، 1990. العقدة الأوروبية أمام ألمانيا فرصة كبيرة لتحطيم عقدة تاريخية لازمت المنتخبات الأوروبية في جميع نسخ كأس العالم التي استضافتها دول أمريكا الجنوبية، إذ لم يسبق لأي منتخب أوروبي التتويج باللقب، وحصدت منتخبات أميريكا الجنوبية جميع الألقاب التي أقيمت على أراضيها، واقتربت المنتخبات الأوروبية مرتين من التتويج باللقب بالوصول إلى النهائي، ولكن خسرت تشيكوسلوفاكيا أمام البرازيل في نهائي تشيلي 1962، وهولندا أمام الأرجنتين البلد المضيف في 1978. استعادة الأمجاد يعاني المنتخب الألماني في السنوات الأخيرة من عدم قدرته على حصد الألقاب، وكان آخر لقب حققه أبطال العالم ثلاث مرات، هو لقب يورو 1996 في إنجلترا، ولكن عقب ذلك واجه «المانشافت» حظاَ عثراَ في خمس بطولات، بداية من نهائي مونديال 2002 والخسارة أمام البرازيل، ونصف نهائي مونديال 2006 والخسارة في عقر دارها أمام إيطاليا، ونهائي يورو 2008 أمام إسبانيا، ثم الخروج مرة أخرى أمام إسبانيا في نصف نهائي مونديال 2010، وأخيرا ًالخسارة أمام إيطاليا في نصف نهائي يورو 2012. تتويج المسيرة يعد المنتخب الألماني صاحب أفضل العروض في النسخة الحالية من مونديال 2014، إذ كان المنتخب الأكثر اقناعاً وتألقاً، بعد البداية المدوية والفوز على البرتغال برباعية نظيفة، والتعادل مع غانا ثم الفوز على الولاياتالمتحدة بهدف نظيف، وتخطي عقبة الجزائر في دور ال16 بهدفين مقابل هدف، وفرنسا في ربع النهائي بهدف دون رد، ثم الفوز الأسطوري على البرازيل أصحاب الأرض 7-1 في نصف النهائي، ولم يعد يتبقى أمام «المانشافت» سوى الحصول على الكأس لتتويج هذه المسيرة الرائعة في النسخة ال20 من بطولات كأس العالم. يواكيم لوف يقدم منتخب ألمانيا في السنوات الأخيرة مستويات رائعة تحت قيادة المدرب يواكيم لوف، الذي يعد صاحب الفضل في الطفرة التي حدثت في أداء «المانشافت» عقب ضياع حلم التتويج باللقب عندما استضافت البطولة في 2006، علماً ان لوف كان مساعداً ليورغن كلينسمان في هذه البطولة قبل أن يتولى المهمة عقب احتلال المركز الثالث، إذ نجح لوف في عمل توليفة رائعة فاجأت الجميع بالتأهل إلى نهائي يورو 2008، ولكن اصطدم بالمنتخب الإسباني، وخانه التوفيق في مونديال 2010 وبات مونديال 2014 الفرصة الأهم للمدرب الألماني في دخول قائمة المدربين الذهبيين الذين حققوا لقب كأس العالم.