وافق الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى على مطلب اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا بتدبير مبلغ 320 مليون جنيه للبدء فى تنفيذ المرحلة الأولى من إنشاء طريق البهنسا - مركز بنى مزار(محافظة المنيا – البويطى بالواحات البحرية بمحافظة الجيزة ) ، ليكون محوراً للتنمية فى محافظات الصعيد. يأتى ذلك فى الوقت الذى تعانى فيه آثار البهنسا الإسلامية بمنطقة بنى مزار من إهمال شديد يضعها على قائمة المناطق التاريخية الآيلة للسقوط .. وربما تأتى هذه الخطوة لتحقيق التنمية إلا ان المشروعات الحقيقية الخاصة بحماية المنطقة الأثرية لاتزال حبيسة الأدراج .. كانت البهنسا شاهدة على الفتوحات الإسلامية فى عصر صدر الإسلام وتسجل ملاحم تاريخية حول دور المسلمين الأوائل فى نشر الإسلام ومقاومة بطش الرومان وإسقاط ممالكهم فى الصعيد.. وكالعادة دائما لاتحظى الآثار الإسلامية باهتمام يذكر، والأغرب أن البهنسا الإسلامية لم توضع على خريطة السياحة بعد، ليس هذا فحسب بل أن القباب القديمة التى تعود لعصور الإسلام الأولى مهددة بالأنهيار وقد أصابتها الشقوق وعوامل الزمن .. يقول سلامة زهران، مفتش آثار البهنسا : أن البهنسا الإسلامية معرضة للخطر وتحتاج الآثار للترميم والصيانة، فمثلا قبة الأمير زياد والتى تضم كتابات بالخط المملوكى بتاريخ 992 هجرية تعرضت للانهيار والتصدع، ثم تأتى أزمة التعديات على حرم المناطق الأثرية، فعند جدران أحد القصور التى تعود للعصر الفاطمى قام الأهالى برفع التل الأثرى باللودرات والجرارات وتم اتخاذ اللازم من كافة الإجراءات من قبل تفتيش آثار البهنسا ومخاطبة كل الجهات المسئولة دون أن يحرك ذلك ساكنا، كما التهمت التعديات حرم قبة يحيى البصرى حيث تم الاستيلاء على مساحة تصل إلى 800 متر مربع، وتم عمل سور بالبلوك حولها فى حين رفضت هيئة الآثار إقامة مدرسة على هذه المساحة كما رفضت طلب الأهالى بإقامة مخبز بلدى ونقطة شرطة ورغم ذلك استولى عليها الأهالى. ويكشف سلامة زهران أن البهنسا كانت ستخضع لمشروع تطوير سياحى وأثرى وترميمى كبير بالتعاون بين هيئة تنشيط السياحة بمحافظة المنيا والجانب التركى، لكن بعد توتر العلاقات المصرية التركية لا أحد يعلم مصير هذا الاتفاق، وفى ظل هذه المشكلة تتعرض البهنسا يوميا للاهمال الشديد فى ظل الهجمة الشرسة على الآثار والتلال وحرم المناطق الأثرية، وللأسف نقوم بتحرير محاضر لكن لا احد يحرك ساكنا مما أصاب الآثار الإسلامية بالخراب. أيضا البثعات الأثرية توقفت عن العمل حيث توقفت حفائر المجلس الأعلى للآثار منذ عام 2009، أيضا كانت هناك بعثة آثار كويتية تعمل منذ سنوات طويلة عند قبة أبو سمرة وكانت هذه البعثة تحت إشراف الدكتور حصة الصباح، وهى عالمة آثار إسلامية واستخرجت هذه البعثة بعض الآثار المنقولة تضم 200 دينار من الذهب من عصر الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، وأوانى فخارية وقدور وغيرها. هذا ويشير سلامة زهران إلى أنه مطلوب إنشاء متحف إقليمى لعرض مقتنيات وآثار البهسا الإسلامية، خاصة وأنها تحظى بزيارة وفود كثيرة إليها من دول عديدة.