قام عدد من المصريين المهاجرين لأمريكا بتدشين أول لوبي مصري داخل الولاياتالمتحدة تحت مسمى" لجنة العمل السياسي المصري الأمريكي" "Egyptian American Political Action Committee"، أو "EAPAC".. وتحت شعار" بدأت الشمس المشرقة لمرحلة جديدة".. وأكدت هذه اللجنة أن مهمتها هو تعزيز العلاقات بين الولاياتالمتحدة وحلفائها في مصر، وتقوم بالضغط السياسي وعلى قادة المجتمع لتنفيذ السياسات العامة التي تعزز العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر، فضلا عن تعزيز وسائل سلمية من القرار، وإنشاء الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في مصر والمناطق المجاورة، مؤكدة أنه في ضوء التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأخيرة التي تجري في مصر، فهو أكثر أهمية من أي وقت مضى أن تقوم الولاياتالمتحدة بتنفيذ السياسة الخارجية المناسبة في ما يخص مصر، وأضافت" على هذا النحو، ونحن نعمل مع حكومة الولاياتالمتحدة لتعزيز التفاهم والوعي الثقافي لهذه البيئة المتغيرة باستمرار من أجل المساعدة في اتخاذ القرارات والجهود المبذولة لتعزيز العلاقات الإيجابية طويلة الأمد مع الحكومة والمواطنين في مصر"، وتحدث AEPAC جميع السياسيين لدعم مصر من خلال المساعدات الخارجية، والشراكات الحكومية والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب. ويقول د. عماد جاد- أستاذ العلوم السياسية-: الفكرة فى ذاتها ليست بجديدة، فهناك الكيان العملاق الذى أنشأه اليهود فى الولاياتالمتحدة والمعروف بلجنة العلاقات العامة الإسرائيلية الأمريكية، الذى بات من أقوى جماعات الضغط فى الولاياتالمتحدة، وأصبح قبلة للمسؤولين الأمريكيين والمرشحين فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى الولاياتالمتحدة، ومشكلتنا فى مصر والعالم العربى أننا أهملنا التوجُّه إلى الرأى العام الأمريكى، لم نقُم بأى عمل منظَّم تجاه الرأى العام هناك، لم نهتم بشرح المواقف للرأى العام الأمريكى، اكتفينا بالعلاقات الرسمية، وعندما تتأزَّم العلاقة كنا نقوم بتأجير خدمات شركات العلاقات العامة لتحسين صورة النظام المصرى، وندفع لها مئات الآلاف من الدولارات دون عمل منظّم متواصل، ولم يستقر فى وجداننا أن المجتمع الأمريكى حر مفتوح أمام الجميع، ليخاطبه بلغته عشرات وربما مئات من جماعات الضغط التى تدافع عن مصالح بلادها مع الولاياتالمتحدة، بل إن ما حدث هو أن الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها جماعة الإخوان، كانت سباقة فى تأسيس عشرات جماعات الضغط تحت أسماء جمعيات خيرية ومراكز بحثية بهدف الدفاع عن مصالح التنظيم الدولى للجماعة لا مصالح الأوطان، بل ونجحت فى الدفع بعشرات الأعضاء إلى مراكز صنع القرار فى الإدارة الأمريكية وفى مواقع حساسة على النحو الذى ظهر جليًّا فى دور هذه الشخصيات فى إدارة أوباما. وأضاف في مقال له" لقد كان للأمريكيين من أصول مصرية دور مهم فى التصدّى لادعاءات التنظيم الدولى، نظَّموا عشرات المظاهرات ضد حكم المرشد والجماعة، قدَّموا كل دعم ممكن لثورة الثلاثين من يونيو، وقدَّموا لنا ملحمة رائعة فى التماسك الوطنى والدفاع عن مصالح بلدهم الأم، احتفلوا بنجاح الثورة وعقدوا مؤتمرات لدعم الرئيس السيسى، يبذلون حاليًّا جهودًا جبّارة، لنقل صورة ما يجرى فى مصر للرأى العام الأمريكى. وفى هذا السياق تكلَّلت جهود مجموعة مصرية أمريكية بالنجاح برئاسة الدكتور ماجد رياض، إذ وضعوا بنية لوبى مصرى فى الولاياتالمتحدة، وشارك فى تدشين اللوبى شخصيات مصرية جاءت من القاهرة، ومصريون يعيشون فى الولاياتالمتحدة، ونماذج رائعة من أمريكيين بعضهم خرج من الوظيفة الرسمية وبعضهم لا يزال يعمل فى مناصب حساسة منعتهم من التحدُّث فى المؤتمر أو لوسائل الإعلام، ولكنهم باحوا بالكثير من الأسرار فى الجلسات الخاصة، أسرار كثيرة عن انحياز إدارة أوباما إلى الجماعة، وكيف اخترق التنظيم الدولى البيت الأبيض، ولماذا يتغيَّر وجه أوباما ويبدو فى قمة الغضب عندما يصدر عن مسؤول أمريكى ما يفيد بأن 30 يونيو ثورة شعبية، وأن الشعب هناك يساند الرئيس الجديد، وأن السيسى حاز على أكثر من 96٪ من الأصوات الصحيحة للناخبين المصريين.. أسرار كثيرة سوف يتم الكشف عنها قريبًا الدفاع عن مصالح بلدان العالم المختلفة عبر تدشين «لوبى» فى الولاياتالمتحدة ظاهرة متكررة ومنتشرة ومعترف بها فى النظام الأمريكى، شريطة أن يكون هناك دور رسمى من جانب الدولة التى يعبر اللوبى عن مصالحها، أى يكون عملًا أهليًّا بالكامل، ولعشرات الدول كبيرها وصغيرها لوبيات فى الولاياتالمتحدةالأمريكية تعمل على تطوير العلاقات وتحسينها، الدفاع عن مصالح البلد الأجنبى فى الولاياتالمتحدة، ومواجهة الحملات العدائية التى قد يتعرض لها البلد المعنى، وتوفير المعلومات والحقائق أولًا بأول لوسائل الإعلام الأمريكية، والتواصل مع أعضاء الكونجرس بمجلسيه من أجل حشد التأييد لبلدهم، والتواصل مع مراكز البحث والفكر فى الولاياتالمتحدة وإجراء أبحاث مشتركة عن العلاقات بين البلدين أو حول القضايا على النحو الذى يصب فى مصلحة البلد المعنى. وكشفت الحوارات واللقاءات التى جرت على هامش إطلاق «لجنة العمل السياسى المصرى الأمريكى» عن استعداد عدد ضخم من المصريين الذين يعيشون فى الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستثمار معظم مدخراتهم فى بلدهم الأم، مصر، عدد كبير منهم شدد على أنه لا يرغب من وراء الاستثمار جنى أرباح ضخمة وسريعة، بل فقط يريد أن يسهم فى تمويل مشروعات قومية فى مصر، من أجل تحسين الأحوال الاقتصادية فى البلاد، وإيجاد فرص عمل للشباب، ورؤية مصر بلدا قويا فاعلا، لا يمد يده للحصول على مساعدات من العالم الخارجى، القضية أنهم لا يعرفون كيف يوجِّهون أموالهم للاستثمار فى مصر، يخشون عليها من الضياع، يخافون من الوقوع فى فخ مشروعات وهمية، صحيح هم لا يسعون إلى جنى أرباح سريعة، وربما لا يفكرون فى قضية العائد على الإطلاق، لكنهم يخشون من ضياع مدخراتهم التى حققوها فى سنوات الغربة الطويلة. كان من بينهم مَن هو على استعداد للمساهمة ماليا فى مشروعات اجتماعية من صحية وتعليمية وثقافية، وبعضهم طرح أسئلة عن كيفية التنسيق مع الحكومة المصرية والمحافظين لمعرفة احتياجات المحافظات المصرية المختلفة، فهم على استعداد لتوجيه المساعدات إلى مسقط الرأس، دعا البعض منهم إلى تشكيل روابط لكل مركز أو محافظة، تنتقى من بينها مَن يتواصل مع الحكومة، الوزير المختص، المحافظ المعنى من أجل معرفة احتياجات المحافظة، ثم وضع خطة طويلة المدى لسدّ احتياجات هذه المحافظة، وهى فكرة أحسب أنها مهمة للغاية، يتبقى بعد ذلك التواصل مع هذه التجمعات والجاليات فى أماكن وجودها، واستحداث طرق للتواصل وتبادل الرأى والرؤية، وصولا إلى وضع خطة شاملة لتنمية المحافظات المصرية المختلفة، أو بمعنى أدق الإسهام فى خطة تنمية وتطوير المحافظات المصرية المختلفة.