عماد جاد يكتب: الدعم المطلوب

بمناسبة تدشين لجنة العمل السياسى المصرى الأمريكى، وهى بمثابة لوبى مصرى فى الولايات المتحدة الأمريكية، تدفق على المؤتمر الافتتاحى مئات المصريين الذين يعيشون فى ولاية نيويورك بالأساس، وعدد من الذين يعيشون فى ولايات أمريكية قريبة، تدفقوا على المؤتمر وعلى وجوههم ابتسامة لا تغيب، يشعرون بالفخر بعد أن عاد بلدهم إليهم، ورغم مرور عشرات السنين على هجرة البعض منهم، فإنك تشعر وكأنهم لم يغادروا بلادهم، جاؤوا ومعهم الأعلام المصرية إلى مؤتمر الأغانى الوطنية من أغنية العظيمة شادية «يا حبيبتى يا مصر» إلى «بشرة خير،» مرورًا بأغنية «تسلم الأيادى»، واحتفلوا بتدشين اللجنة باعتبارها أول لوبى مصرى فى الولايات المتحدة الأمريكية، وعبروا عن استعدادهم لدعم اللوبى والمساهمة فى نفقاته، والبقاء على تواصل معه.

الحقيقة أن الدفاع عن مصالح بلدان العالم المختلفة عبر تدشين «لوبى» فى الولايات المتحدة ظاهرة متكررة ومنتشرة ومعترف بها فى النظام الأمريكى، شريطة أن يكون هناك دور رسمى من جانب الدولة التى يعبر اللوبى عن مصالحها، أى يكون عملًا أهليًّا بالكامل، ولعشرات الدول كبيرها وصغيرها لوبيات فى الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تطوير العلاقات وتحسينها، الدفاع عن مصالح البلد الأجنبى فى الولايات المتحدة، ومواجهة الحملات العدائية التى قد يتعرض لها البلد المعنى، وتوفير المعلومات والحقائق أولًا بأول لوسائل الإعلام الأمريكية، والتواصل مع أعضاء الكونجرس بمجلسيه من أجل حشد التأييد لبلدهم، والتواصل مع مراكز البحث والفكر فى الولايات المتحدة وإجراء أبحاث مشتركة عن العلاقات بين البلدين أو حول القضايا على النحو الذى يصب فى مصلحة البلد المعنى.

ويعد اللوبى الإسرائيلى فى الولايات المتحدة الأمريكية من أقوى هذه اللوبيات وأكثرها نفوذًا، فهو لوبى غنى، قوى له فروع فى ولايات أمريكية مختلفة، يتغلغل داخل الكونجرس وفى مؤسسات الدولة، له مراكز البحث التابعة له مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، ووصل إلى درجة من القوة بحيث بات وجهة إجبارية على أى مرشح أمريكى للرئاسة، يذهب إلى هناك، يخطب ودّ اليهود، اللوبى وإسرائيل أيضًا، وأحيانا ينظم اللوبى لمرشحى الرئاسة زيارة إلى إسرائيل للقاء المسؤولين هناك وتقديم التعهدات المسبقة لهم. تنبع قوة اللوبى الإسرائيلى فى الولايات المتحدة والمعروف اختصارًا باسم «الآيباك» من قوة اليهود فى الولايات المتحدة، ودرجة التنظيم العالية، والولاء التام لإسرائيل ومصالحها، وأخيرًا وهو الأكثر أهمية للعمل فى مجتمع كالمجتمع الأمريكى توافر التمويل الضخم الذى يمكن اللوبى من الوجود فى مواقع مهمة والانتشار فى مختلف الولايات وتنظيم الفاعليات الضخمة على مستوى الولايات المتحدة. واليوم وبعد أن جاءت خطوة تشكيل لوبى مصرى فى الولايات المتحدة متأخرة سنوات طويلة، بقى أن تؤخذ بجدية، وأن يبادر أكبر عدد من المصريين فى الولايات المتحدة بالانضمام إلى اللجنة ودفع اشتراك سنوى حتى تتمكن من العمل كمؤسسة، وافتتاح فروع لها فى مواقع مهمة ومؤثرة. نعم خطوة تأسيس لوبى مصرى فى الولايات المتحدة تعد خطوة مهمة للغاية، لكن الحفاظ على اللجنة ودعمها وتوفير التمويل اللازم لها هو الأكثر أهمية حتى تكون قوية، وفاعلة وتصل إلى مواقع التأثير والنفوذ فى الولايات المتحدة الأمريكية.