أنهى تنظيم الإخوان حالة الجدل المشتعلة حول وثيقة بروكسل بضرورة النص على عودة الرئيس المعزول محمد مرسى لكرسى الحكم فى إشارة إلى أن الجماعة الموصومة بالإرهاب تسبح عكس التيار تماما، حيث كانت هذه الوثيقة التى دشنها عدد من الشخصيات الموالية للتيار الإسلامى فى بروكسل الأسبوع الماضى قد زعمت فى بنودها السعى لتأسيس كيان جديد بديل للسلطة الحالية بهدف إسقاط كل ما ترتب على ثورة 30 يونيو.. ضمت هذه الوثيقة أيضا بعض الشخصيات المعارضة لخارطة الطريق .. ومن جانبها أصدرت جماعة الإخوان بيانا قبل ساعات أكدت فيه على قبولها مبادىء الوثيقة بشرط النص على عودة مرسى وقال البيان أن " إعلان بروكسل والذي أعلنته القوى السياسية المصرية بهدف توحيد الجسد الثوري بقواه الوطنية المتنوعة والمؤمنة بأهداف ثورة 25 يناير 2011، والمكافحة من أجل إنهاء الانقلاب العسكري الدموي ودحره .. يؤكد الاخوان المسلمون أن استعادة المسار الديمقراطي تعني بوضوح احترام إرادة الشعب المصري والتي عبر عنها في استحقاقات انتخابية عديدة شهد العالم بنزاهتها وفي القلب من ذلك عودة أول رئيس مدني منتخب" وذلك حسب نص البيان. وأشار البيان إلى دعم تنظيم الإخوان للكيان المسمى بتحالف دعم الشرعية والذى نشبت بداخله خلافات عنيفة حول بنود هذه الوثيقة وهى الخلافات التى كادت تعصف به. وعلمت "بوابة الشباب" من مصادر بالحركات الثورية رفضت ذكر اسمها ان اتصالات تمت مع القوى الثورية والشبابية المدنية لضمهم للوثيقة بهدف بناء كيان كبير من شانه إحداث تحول سياسي فى مصر قبل موعد 30 يونيو القادم، وأكدت المصادر أن حركة 6 إبريل تدرس هذه المقترحات لكنها سوف تعبر عن رفضها لأنها صادرة من الإخوان وتخدم أهداف الإخوان فى صراعهم مع السلطة. وأشارت المصادر إلى أن التنظيم الدولى ومعارضى خارطة الطريق فى الخارج يتحركون فى الخفاء من أجل تكوين كتلة معارضة تضم كافة التيارات فى مصر للوقوف ضد الدولة وتكرار سيناريو إسقاط الرئيس القادم. وفي السياق ذاته، أعلن القرضاوي دعمه لوثيقة بروسكل وقال فى بيان صحفى " اطلعت على وثيقة مبادئ استرداد ثورة يناير التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011، وأعلنتها قوى ثورية وسياسية للعمل على استرداد ثورة يناير، التي أجمع عليها شعب مصر كله، واستعادة المسار الديمقراطي، ليسير في طريقه الصحيح". هذا وتضم الوثيقة المعلنة عدة مبادىء مطاطة، وجاء فى نصها " إدارة التعددية والتشاركية ضمن حالة توافقية توضع لها الآليات المناسبة بالاتفاق بين التيارات السياسية، وذلك فى إطار يقوم على قواعد الديمقراطية والتشاركية السياسية، وبناء إستراتيجية متكاملة للعدالة الانتقالية تقوم على اتخاذ كل إجراءات المصارحة والحقيقة والمصالحة المجتمعية وتفعيل القصاص العادل، وسرعة الوفاء لحقوق الشهداء والمصابين، واتخاذ كل ما يلزم لبلوغ العدالة الناجزة والفاعلة فى هذا المقام، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان حقوق الفقراء وأبناء الشعب الكادح وعلى رأسها العمال والفئات المهمشة، وإنهاء الظلم الاجتماعى، وذلك من خلال برنامج اقتصادى يحقق التنمية المتكاملة لعموم الشعب المصرى، وتمكين الشباب والمرأة من ممارسة أدوار قيادية مؤثرة تتناسب مع دورهم الطليعى فى الثورة، من خلال سياسات حقيقية تمكن من ذلك فى إطار إستراتيجيات متكاملة وآليات واضحة، وضمان الحقوق والحريات العامة والسعى إلى تحقيق دولة العدل وسيادة القانون والمواطنة والحفاظ على كرامة الإنسان". وتضمنت الوثيقة أيضا " التعاون فى رسم مسار إصلاح جذرى شامل وعادل لمؤسسات دولة الفساد العميقة، يرتكز على دعم الشرفاء والكفاءات والخبرات من أبناء المؤسسات كأولوية لضمان تفعيل مسار ثورة 25 يناير ومكتسباتها، وإعادة بناء هذه المؤسسات على أسس سليمة بمشاركة من الجميع، وفتح الوظائف للكفاءات ومنع التمييز والإقصاء بكل أشكالهما، واستعادة حيوية المجتمع المدنى وتحريره من تبعيته للسلطة التنفيذية وتمكينه من أداء دوره الريادى كقاطرة للتنمية والنهوض، وإعطاء الأولوية الكبرى لاستعادة الأمن الإنسانى والقضاء على الفساد واسترداد الشعب لثرواته المنهوبة بالداخل والخارج". لكن تحالف دعم الشرعية اعلن أنه لن يتوقف عن ممارسة هوايته المفضلة فى الحشد والدعوة لأسابيع متواصلة من الخروج إلى الشوارع زاعما أن المظاهرات الضعيفة التى نظمها سوف تسقط السلطة الحالية ، وقال التحالف فى بيانه الأخير " نرصد حشودكم المليونية المتزايدة والني نعتبرها تصويت مبكر علي مقاطعة المهزلة مقابل لقاءات الخونة المغلقة في غرف الخوف وشراءهم للأنصار والذمم وإرهابهم المتواصل، نؤكدها للثوار والثائرات : تقدمهم زعم يزعموه، ووهم علي ورق الزيف وجرائم بحكم القانون، وتقدمكم حقيقة على الأرض وواجب وطني، استقواؤهم واستعانتهم بالخارج لن يفيدهم كما لم يفد شاه إيران وبن علي ومبارك والقذافي، واعتمادكم على الله واستعانتكم به ثم بالحق وثقتكم في أنفسكم في مواجهة الباطل هو سبيل النصر".وأشار البيان إلى استمرار التظاهر تحت عنوان "باطل مايحمكش"