فى بداية حياتى العملية أجريت أقوى حوار فى مشوارى الإعلامى، كان مع نزار قبانى الذى كان يرفض تماما أى لقاءات ولكن حاولت وكنت وقتها فى إذاعة ال BBC فاتصلت به وقلت له يا أستاذ نزار أنا إسمى رولا وعايزة أقابلك وكانت المفاجأة غير المتوقعة أنه قال لى "موافق وموعدنا غدا الساعة السادسة ". وفعلا ذهبت إليه ثم تهت فى الطريق واتصلت به فقال لى "أمامك خمسة دقائق فقط وبعدها إعتبرى الموعد كأن لم يكن" وقعدت أسأل وأبحث حتى إكتشفت إنى واقفة تحت البيت المهم وصلت وفتح لى الباب فاكتشفت أنه إنسان عصبى جدا ورومانسى جدا، بهذه الحدوتة بدأت الإعلامية الشهيرة رولا خرسا حديثها حول مشوارها المهنى خلال ندوة "فى بيتنا إعلامى" الشهرية بساقية عبد المنعم الصاوى وذلك بحضور عدد كبير من رواد الساقية. وإستكملت رولا حديثها قائلة : خلال مشوارى الإعلامى قابلت ناس تركوا بصمة فى حياتى منهم فيروز حيث جلست معها أكثر من ثلاث ساعات وهى ست متواضعة جدا وطيبة جدا وعايزة أقول لكم أنها بتترعب من الميكروفون عندما تقف أمامه لتتحدث عن نفسها وقابلت أيضاً الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات وزوجته سها عرفات وقابلت رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير والرئيس الليبى معمر القذافى وفرح ديبا ووزير الداخلية الأسبق الللواء أحمد رشدى بعد سنوات طويلة من الصمت ، وطوال حياتى أنا لا أنتمى لمدرسة الفرقعة وإنما هدفى الأول والأخير أن أقدم عملا مهنيا محترما ومتميزا ومن هنا لازم أكون واضحة ومحددة والكثير من الناس يقولون لى "لازم تسخنى الحلقة بتاعتك" وأنا اقول لهم المشاهد هدفه يحصل على ما يريد من معلومات وأنا دورى أن أحقق له ذلك بطريقتى الخاصة الهادئة البعيدة عن الإثارة والإستفزاز وهذه هى المهنية السليمة فى إعتقادى الشخصى. وحول دورها فى مناقشة قضايا الرأى العام تقول رولا : هناك قضايا البعد عنها أفضل مثل الإنتخابات وإحنا فى "الحياة والناس" تركيزنا أكثر سيكون على قضايا التعليم والصحة وفى قضايا التعليم مثلاً أنا إلتقيت الدكتور أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم والحقيقة هذا الرجل فتح على نفسه جبهات كثيرة فى وقت واحد منها مثلاً حكاية الكتب الخارجية أنا قلت له أن فى أوروبا كتب خارجية ولكنها مختلفة فى محتواها حيث لا تعتمد على ما هو مكتوب فى الكتب المدرسية ثم تضيف إليه تدريبات وإختبارات وإنما هى تعتمد على طرق مختلفة فى الشرح والإبتكار والتمرين بمعنى أنها ذات ملكية فكرية خاصة وبالتالى لا تجرؤ وزارات التعليم على الإقتراب منها لأنها كتب مختلفة أما عندنا فهى تأخذ من كتب الوزارة وتضيف إليها نماذج تدريبية، ولذلك طلبت من الوزير أن يحل مشكلة المناهج أولا، لكنه على كل حال مؤمن بما يفعله وقد يكون ما يفعله يتم بعنف شوية لكن أحيانا نحتاج لشخص قوى عندما تنام الضمائر ! ثم تحدثت رولا عن تجربتها فى الحياة خارج مصر وقالت "الحياة فى أوروبا مختلفة جداً يعنى مش ممكن حد يركب مترو وليس معه كتاب عيب قوى أنك تركب فاضى .. عندنا فى مصر ممكن تبقى غريب قوى لو عملت كده ويبقى طبيعى إنك تركب وشايل بطيخة أو قفص طماطم .. ودى ثقافة وطريقة حياة ، أيضا هناك قيمة العمل مقدسة جدا وممكن أى حد يشتغل أى حاجة المهم يشتغل يعنى مثلا البنت التى كانت تخدمنى فى البيت فى لندن كانت خريجة كلية صيدلة .. أتذكر أن عم أحمد اللى كان كل ما يقابلنى على باب التليفزيون يقول لى شغلى إبنى فى وزارة البترول أو الكهرباء فكنت أقول له إشمعنا البترول فكان يقول لى أصل فلوسهم كثيرة وإبنى رأسه وألف سيف إنه ما يشتغلش إلا فى البترول ، فقلت له طيب إبنك فين دلوقتى فقال لى إبنى قاعد على القهوة ! طبعاً هذا وضع سىء وتصور خاطىء جدا . وفى تصريح خاص لبوابة الشباب الإلكترونية حول مستوى الحرية التى تنعم بها فى قنوات الحياة قالت " ما فيش حتة فى العالم فيها حرية مطلقة وإللى يعرف مكان من غير سقف يدلنى عليه وموضوع إبراهيم عيسى إعفينى من التعليق عليه لأن شهادتى ستكون مجروحة .. وفى الحياة الدكتور السيد البدوى فى مواقف معينة يطلب منا أن نبتعد عنها حتى لا يفسر تدخلنا فيها على أنه توظيف للبرنامج لصالح صاحب القناة وعلى كل حال أنا أهم حاجة عندى هو التناول الشامل والإنسانى للقضايا وأنا فى الحقيقة أعتبر أن الإنسان هو الأهم فى حياتى وفى شغلى حتى مقالى فى المصرى اليوم عنوانه الثابت إنسانيات، ومن الناس الذين تعلمت منهم ولا زلت أتعلم الأستاذ مفيد فوزى فهو فى كل مرة يفاجئنى بالجديد ولا يزال يجتهد فى أفكاره وفى لقاءاته ..