قبل يوم واحد من انطلاق الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، استيقظت القاهرة على سلسلة من التفجيرات والأعمال الإرهابية القذرة، والتى استهدفت فى تمام السادسة صباحا مديرية أمن القاهرة حيث سقط نحو 4 شهداء من قوات الأمن وإصابة أكثر من 70 آخرين جراء سيارة مفخخة حاولت اقتحام المبنى ثم استهدفت التفجيرات محيط محطة مترو البحوث بالدقى ومحيط قسم شرطة الطالبية بالهرم .. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية مسئوليتها عن حادث مديرية أمن القاهرة .. كانت هذه الأحداث قد دعت قوات الأمن لإعلان حالة الاستنفار القصوى، فى الوقت الذى احتشد فيه المئات من المواطنين فى الصباح الباكر أمام مقر مديرية الأمن التى تحطمت واجهتها، وردد المواطنون هتافات ضد جماعة الإخوان الموصومة بالإرهاب مطالبين بإعدام القتلة، كما ردد المواطنون هتافات مؤيدة للجيش والشرطة فى معركتهم ضد فلول الظلام. كانت قوات الأمن قد فرضت كردوا أمنيا حول محيط الأحداث، كما أغلقت ميدان التحرير بالكامل من جميع مداخله بعدد من المدرعات والأسلاك الشائكة لمنع تسلل عناصر تنظيم الإخوان إليه خاصة فى ظل دعواتهم للنزول والمشاركة اليوم فى مليونية أطلقوا عليها " التحدى الثورى. ومن جانبها وضعت وزارة الداخلية خطة أمنية لتأمين احتفالات المصريين بذكرى الثورة، وقال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، إن "الخطة الأمنية لتأمين الميادين غدا أثناء احتفال المصريين بثورة 25يناير لن تتغير، ومتأكد من نزول الملايين بالشوارع". وأوضح إبراهيم، خلال تصريحات للتليفزيون المصرى، اليوم الجمعة، أن ما حدث قبل الاستفتاء جعل المصريين يصرون على التصويت على الدستور. وكما كان متوقعا أن هناك محاولات لإرباك المشهد الأمنى قبل يوم 25 يناير، وهو اليوم الذى تنتظره جماعة الإخوان وتراه فاصلا بالنسبة لها .. حيث أصدر تحالف دعم الشرعية قبل ساعات بيانا أعلن فيه أن "ارهاصات الموجة الثورية قد بدأت قبل موعدها واليوم تستكمل انطلاقها في جمعة التحدي الثوري. زعم البيان أنه لم يعد هناك وقتا للكلام داعيا للعنف ومقاومة السلطات خلف عبارات براقة، حيث وجه نداءه لأنصاره مدعيا بأن "الأرض لكم، والثورة ثورتكم، والوطن ينتظركم، والقمع لن يصمد أمامكم.. ولقد ترك لكم الشاب الشهيد / عمرو خلاف - أيقونة هذه الموجة الثورية - رسالة واضحة : الوطن أو الوطن. فساووا الصفوف واحشدوا الحشود في الداخل والخارج في جمعة غير مسبوقة. تمسكوا بالمقاومة المدنية والسلمية المبدعة". ولم يعلن تحالف الشرعية بشكل رسمى حتى الآن خطة المسيرات والتجمعات التى دعا إليها، مشيرا إلى أنه سيتم إعلانها فى وقت مناسب اليوم. لكن بيانات التحالف السابقة أكدت فى أكثر من مناسبة أن التجمعات والمسيرات ستكون فى قلب القاهرة وبالتحديد ميدان التحرير الذى سيشهد بداية من اليوم تجمعات من المواطنين للاحتفال بذكرى الثورة وتأييد الجيش والشرطة كما يشهد التحرير أيضا تجمعات ثورية من شباب الثورة من عدد من الحركات التى أعلنت عن نزولها لاستكمال أهداف الثورة وتصحيح مسارها .. لهذا تأتى هذه الذكرى فى أجواء ملبدة بالغيوم وغير واضحة المعالم فى ظل احتمالات باندلاع اشتباكات وأحداث عنف قد تدقع قوات الأمن لإغلاق ميدان التحرير بالكامل ومنع التظاهر أو الاحتفال، وكانت الداخلية قد أعلنت عن تخصيص نحو 260 ألف من قوات الشرطة لتأمين البلاد فى ذكرى الثورة، وتوعدت من يقترب من أقسام الشرطة أو السجون.