انفض عرس الاستفتاء على الدستور ليلة أمس وقد كشف عن حجم وواقع الدور الذى تقوم به الكثير من الأحزاب على الأرض، حيث أثار غياب الشباب السلفى عن طوابير الاستفتاء حالة من الاستياء تجاه حزب النور الذى اتهمه البعض بالفشل فى الحشد وإقناع أنصاره بالمشاركة .. وهو ما لعبت على وتره جماعة الإخوان التى ناصبت حزب النور العداء منذ بداية مشاركته فى خارطة الطريق .. نعترف من البداية أنه من الصعب الوقوف على الحقيقة خاصة فى ظل تعددية الاتجاهات والتيارات السلفية ووجود اختلافات كبيرة بين أتباعها، وكانت فتاوى المقاطعة التى أصدرها بعض مشائخ السلفية وعلى رأسهم الشيخ أبو إسحاق الحوينى لها تأثير كبير فى عزوف الشباب السلفى عن المشاركة .. هذا إلى جانب رفض قطاع عريض من الشباب السلفى لما تم بعد 30 يونيو وخاصة إراقة دماء الكثير من الضحايا فى فض اعتصامى رابعة والنهضة.. . لكن الدعوة السلفية لم تقف صامتة إزاء هذه الاتهامات فقد أصدرت بيانا ذكرت فيه أن الإعلام يقود حرب شرسة لإسقاط حزب "النور" قبل الانتخابات البرلمانية، ومن جانبه انتقد الشيخ على حاتم, عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية, بعض وسائل الإعلام التى وصفها ب "المغرضة" حول وصفهم بأن حزب النور حشد بشكل كبير قبل أيام الاستفتاء, بينما لم يشارك بالصورة التى ينبغى أن تكون خلال أيام الاستفتاء, وأشار إلى أن هؤلاء ليس لهم أذان يسمعون بها ولا أعين يرون بها. وأكد على حاتم أن هناك هجوم مغرض ضد حزب النور وهناك من يخطط لإسقاطه وإبعاده عن المشهد قبل انطلاق الانتخابات البرلمانية المقبلة.. ونشرت صفحة شباب الدعوة السلفية فى مصر على الفيس بوك قائمة بإنجازات الحزب خلال الاستفتاء فى ضوء الآتى: - طباعة ما يقرب من مليون منشور وتوزيعهم على مستوى مصر .. - تنيظم أكثر من 50 مؤتمر حاشد وأكثر من 200 ندوة على مستوى الجمهورية .. - تنظيم حوالي 8 مسيرات لدعم الدستور بمختلف محافظات مصر .. - توفير أكثر من 20 ألف سيارة لنقل الناخبين على مستوى الجمهورية .. - متوسط 30 سيارة إذاعة لتوعية المواطنين بكل محافظة من المحافظات .. - تكوين فريق طرق أبواب يتراوح من 50 إلى 100 فرد طاف البيوت بكل محافظة .. - تشكيل لجنة لإرشاد الناخبين للجانهم مكونة من 2 إلى 6 أفراد أمام كل لجنة .. - تشكيل غرفة متابعة مركزية بالقاهرة بها أكثر من 25 فرد مزودة بلجنة تقنية ونظم معلومات لرصد النتيجة إلكترونيا بالإضافة إلى لجنة قانونية ومكتب إعلامي متكامل و غرفة متابعة بكل محافظة بها 7 أفراد و غرفة متابعة بكل مركز من مراكز المحافظات بها من 3 إلى 5 أفراد .. وتساءلت الصفحة عن دور الأحزاب الأخرى إذا كان هذا ما أنجزه حزب النور على مستوى العمل الجماهيرى. وأشارت صفحة الشيخ ابو إسحاق الحوينى فى بيان لها إلى أن الشيخ لم يتراجع عن فتواه الأخيرة بمقاطعة الاستفتاء .. وقالت الصفحة "أثير في الآونة الأخيرة بعض الأقاويل بشأن رأي فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله، وعليه وجب التنويه أنه ليس معني حذف فتوي فضيلة الشيخ الحويني من الموقع أنه تراجع عنها، فقد سجل الشيخ موقفه بالمقاطعة، وإذا أراد الشيخ أن ينفي فتواه بالمقاطعة فسيقول علي موقعه ومن خلال صفحته على الفيسبوك، لكنه لم يفعل ذلك، فلا تنسبوا إليه التراجع ولا التوقف فكما قالت العرب : لا يُنسب لساكت قول.. فلا تنجرفوا لتأويل سكوت الشيخ لما لم يقله وما لا يعتقده فإنه من المؤسف أن ينجرف بعض العقلاء إلي هذه المهاترات وينسبوا للشيخ ما لم يقله تأييدا لما يذهبون إليه". ومن ناحية أخرى طالب سياسيون حزب النور بتوفيق أوضاعه حسب الدستور الجديد، يأتى هذا فى الوقت الذى يغرد فيه حزب النور فى السرب بعيدا عن الكثير من الأحزاب الإسلامية التى آثرت المقاطعة.