زوبعة فى فنجان لم يكن يتوقعها حزب النور الذى يغرد خارج سرب الفصائل والحركات السلفية فى مصر .. سبب الزوبعة هى فتوى الشيخ أبو إسحاق الحوينى بوجوب مقاطعة التصويت على الدستور الجديد أو التصويت ب "لا" .. حيث أربكت هذه الفتوى صفوف حزب النور الذى أعلن عن تشكيل لجنة للتواصل مع كبار مشائخ السلفية "الحوينى ويعقوب وحسان" لإقناعهم بالتصويت بنعم من منطلق أن الدستور الجديد حافظ على مواد الشريعة والهوية.. كان الشيخ أبو إسحاق الحوينى قد أفتى بأن هذا الدستور باطل لأنه -حسب فتواه- مبنى على دماء المصريين والموافقة على الدستور بمثابة الموافقة على السلطات الحالية التى أسفكت الآلاف من دماء المصريين دون وجه حق. ونسب للشيخ أبو إسحاق الحوينى أحاديث أخرى يطالب فيها بتشكيل تحالف "سلفيين ضد الدستور والانقلاب" ولكن نجله نفى ذلك اليوم، حيث قال أبو يحيى حاتم الحويني عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك : "سألت أبي عن رأيه في الاستفتاء علي دستور 2013 فقال: أري بمقاطعة الاستفتاء على هذا الدستور". وكان الشيخ الحوينى الداعية السلفي الشهير قد دعا في وقت سابق إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور المصاغ بواسطة لجنة رآها معينة من سلطات الانقلاب على حد وصفه. ونفى حاتم الحوينى، ما نسب لوالده من أحاديث نشرتها بعض مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتويتر، بأن الشيخ يدعو لإنشاء تحالف ضد 30 يونيو والدستور الجديد، مؤكدا أن هذا الكلام غير صحيح وكذب. وتابع قائلا : "فاتقوا الله يا من تنسبون للشيخ كلاما لم يقله، وهذا ضد منهج الشيخ والقاصى والدانى يعلم ذلك، فهذا الكلام ليس كلام الشيخ وما ينقل عن الشيخ هذه الأيام غير صحيح". ومن جانبه أعلن الشيخ ياسر برهامى فى تصريحات صحفية أن الشيخ أبو إسحاق الحوينى لم يقرأ الدستور وأن هذه الفتوى ليس لها أساس وأن الدعوة السلفية وحزب النور يحشدان للتصويت بنعم لمحافظة هذا الدستور على مواد الشريعة والهوية. ومن جانبه أعلن معتز بشنك المسئول الإعلامى بحزب النور على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك أن ما نشر بشان تراجع بعض قيادات حزب النور عن تأييد الدستور بعد فتوى الحوينى هو كلام مكذوب وغير صحيح. وأضاف: انتشر في بعض المواقع نقلا عن وكالات أنباء أن الشيخ أحمد فريد تراجع عن قوله بنعم بعد فتوى الشيخ الحويني بالمقاطعة ونؤكد على أن هذا الخبر لا أساس له من الصحة ولا أصل له بل إن الشيخ حفظة الله قال نعم للدستور وللحشد سواء في التصويت له كما أنني شخصيا أرتب مع فضيلته جدولا لزيارة بعض المحافظات ضمن حملة حزب النور لنعم للدستور. كما أنه أحد ضيوف المنصه اليوم الأربعاء لأكبر مؤتمر حاشد في الاسكندرية لنعم للدستور علما بأن الشيخ لم يصرح بمثل هذه التصريحات ولا حتى في صفحته الرسمية. وتأتى مخاوف حزب النور من احتمالية تراجع الكثير من شباب الدعوة السلفية الذين يثقون فى كلام الشيخ أبو إسحاق الحوينى مما يعنى تراجعهم عن دعم الدستور الجديد. ولهذا يجد حزب النور نفسه وحيدا فى موقفه وسط التيار السلفى. وهذا بالطبع ما ستكشف عنه الأيام القادمة