الفكرة قد تقتل صاحبها وخصوصا لو كانت متطرفة.. وأنصار جماعة الإخوان المحظورة يسيرون على هذا النهج.. فقد كان لديهم فكرة متطرفة للسيطرة على البلد.. ولكنهم فشلوا في ذلك.. فيدفعوا بشبابهم من أجل إحراق الوطن حتى ولو قتلوا وهم على باطل.. وقد شهد العالم أكبر عملية انتحار جماعي بسبب مثل هذا التطرف.. فهذه هي حكاية جونز تاون.. فهل يفعلها الإخوان ويرتاحوا ويريحوا الوطن؟... الحكاية أنه في 18 نوفمبر عام 1978 استيقظ العالم علي خبر انتحار حوالي 913 شخصا بمنطقة جونز تاون بجويانا و كان هؤلاء الأشخاص منضمون لجماعة تدعى "معبد الشعب"، وقد ظهرت معتقدات تلك الجماعة لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي على يد شخص يدعى جيم جونز،كان مؤمنا بمعتقدات الاشتراكية التي كان يصفها بال"مقدسة" ،ادعى التدين ووصل به الأمر أن شبه نفسه بالسيد المسيح و أن الله خصه بميزات لا توجد لدى أحد. في تلك الفترة الزمنية كانت الولاياتالمتحدة تعاني من التمييز العنصري و اضطهاد السود و التفرقة بين المواطنين و غياب العدالة و على الأرجح أن ذلك كان مدخلا جيدا استطاع جونز أن يجذب من خلاله أتباع و مريدين وهمهم بأرض النعيم و تحقيق المساواة، وبدأ تنفيذ مخططه بجماعه صغيره انتقلت إلى العديد من الولايات إلى أن استقرت في كاليفورنيا، ازداد عدد تابعيه ووصل إلى حوالي 1000 شخص. كانوا يسيرون خلفه و مؤمنون بكل كلمة يقولها و يرون أن وجوده غير الكثير من حياتهم وفي صيف 1977 قام بنقل أتباعه من كاليفورنيا إلى جويانا و أنشأ هناك مجتمعا منعزلا و أطلق عليه اسم "جونز تاون" ،كان يصور تلك المستعمرة لأتباعه على أنها "جنة" و كان هو الآمر الناهي الذي لا يستطيع أحد مخالفته، حتى أنه بمجرد وصولهم إلى جويانا قام بأخذ جوازات سفرهم حتى يكونوا تحت رحمته و لا يفكر أحد في مغادرة المكان و من كان يحاول الهرب و الانشقاق كان يتعرض لإرهاب نفسي و عقاب. كانت مخالفة معتقداته جريمة و الامتناع عن العمل في الزراعة غير مقبول حيث أنها كانت تقريبا المهنة الوحيدة في جونز تاون. أصبح الخوف هو المسيطر و لم تكن هناك ثقة حتى بين أبناء العائلات الواحدة وأراد جونز بناء دولة داخل الدولة فهو لديه شعب يؤمن بمبادئه و معتقداته و لديه حرفة أراد أن يبني بها اقتصاد و لديه أيضا السلاح و الأشخاص المدربين على استخدامه، و بصفتها جماعة دينية لم تخضع جماعة "معبد الشعب" للرقابة أو للإجراءات المتبعة مع أي جماعة لذلك فهي في بداية الأمر كانت بعيدة عن أعين السلطات الأمريكية. وكان جونز يقوم من وقت لآخر بتوجيه نداء لأتباعه لكي يجتمعوا فيما كان يسمى ب"الليلة البيضاء"، و كان دائما حديثه في تلك الاجتماعات يدور حول فكرة أن جماعتهم تتعرض للاضطهاد من الحكومة الأمريكية و أنهم على حق و غيرهم على ضلال كما كان يقوم باختبار ولائهم له من حين لاخر ، فكان يقدم لهم شرابا وهميا يحتوي على السم و يأمرهم بتناوله. وفي نوفمبر 1978 أعلن عضو الكونجرس الأمريكي ليوريان عن عزمه زيارة جونز تاون و على الرغم من تلقيه العديد من التهديدات إلا أنه بالفعل وصل إلى هناك و كان بصحبته حوالي 18 شخصا من أعضاء منظمة حقوقية و بعض الصحفيين ،و حضر ريان حفلا نظمته جماعة "معبد الشعب" و ربما كان هناك اتفاق بينهم أن يظهروا سعادتهم و راحتهم بوجودهم هناك . ولكن شخصا واحد ممن رغبوا في مغادرة المكان كتب ورقة وسلمها لأحد الصحفيين الذي بدوره سلمها لريان و كان مكتوبا فيها أن هناك العديد من سكان جونز تاون لا يرغبون في البقاء هناك. و بدوره قام ريان بالتحدث إلى جونز الذي رفض حديثه و جعل رجاله يعتدون عليه بالضرب.. قرر بعدها السيد ريان قطع زيارته و مغادرة جويانا و استطاع اصطحاب بعض المنشقين عن الجماعة معه، وعند وصولهم إلى الطائرة التي ستقلهم فوجئوا ببعض الأشخاص الذين أمطروهم بالرصاص فقتل عضو الكونجرس و خمسة أشخاص آخرين فيما أصيب الباقون.. وعقب تلك الحادثة اجتمع جيم جونز بجميع أتباعه و أقنعهم أن قتل عضو الكونجرس لن يمر مرور الكرام و أن الحكومة ستضطهدهم و تقتلهم و أن الانتحار هو الحل الأمثل و أطلق على تلك العملية "القتل الثوري". وبالفعل تم تحضير شراب ممزوجا بسم السيانيد القاتل و تم تقديمه بداية للأطفال و لعلها كانت طريقة لإضعاف الكبار فبعد مقتل أطفالهم لن يكون لهم خيار آخر سوى الموت. لم يتم تحديد عدد من قتلوا و عدد من انتحر و لكن العدد النهائي لمن ماتوا بلغ حوالي 913 شخصا من بينهم جيم جونز الذي أنهى حياته برصاصة في الرأس وقد أكد الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى والرئيس الفخرى لاتحاد الأطباء العرب، فى تصريحات صحفية إن جماعة الإخوان المسلمين فى حالة انهيار وتفكك، وأن السلوك الحالى للجماعة هو سلوك إنسان يحتضر، بسبب الصدمة التى تعرضوا لها فى الموجة الثانية من ثورة يناير فى 30 يونيو ، وتوقف حلمهم الذى كانوا يعيشوا من أجلة منذ خمسة وثمانين عاماً . وأضاف عكاشة أن الإخوان يعانون أيضاً من مرض نفسى يسمى "عقدة الماسادا"، موضحاً أن أصل هذه الكلمة يرجع إلى قصة حقيقية، حيث إن مجموعة من "اليهود الثوريين المتطرفين"، هربوا من الرومان وذهبوا إلى جبل "الماسادا" فى البحر الميت، وبنوا لأنفسهم قاعدة هناك هروباً من الرومان، ثم تم محاصرتهم من الرومان لمدة شهر، وكان عددهم حوالى 1000 مواطن، فوجدوا أنة لا فائدة من وجودهم ولن يستسلموا للهزيمة، ولن يقبلوا أن يكونوا أسرى للرومان، ولن يكون أمامهم حسب فكرهم العقائدي سوى الانتحار، ومن ثم أصبح كل فرد يقتل منهم 9 أفراد ثم ينتحر وقتلوا الحيوانات والأطفال ولم يبق منهم أحد . وتابع: "عندما دخل الرومان ووجدوهم انتحروا، فسموا ما حدث بعقدة الماسادا"، مشيراً إلى أن هذا بالفعل ما يعانى منة جماعة الإخوان وأنصارهم، حيث إنهم عندما كانوا فى "رابعة والنهضة " كانوا يروا أنهم يواجهوا مجتمع كافر، ويرون أن الشهادة أفضل من الاستسلام، ولذا لن يعترفوا بالخطأ، وذلك يعتبر انتحار جماعى، كما أنهم يعانوا من حالة ضلال سياسى ودينى يجعلهم يستمتعوا بالشهادة، والوقوف فى موقف المقاومة فهم وصلوا لحالة إنكار تامة لما يحدث حتى يمكن إنقاذ ما بقى من كرامتهم. واستطرد عكاشة: نحن فى الطب النفسى نعرف الضلال بأنه اعتقاد أو فكر خاطئ لا يمكن إقناع المريض بعدم صدقة، ولا يمكن الحوار معه ويوجد أمثلة من الضلال مثل مرض الإحساس بالعظمة وشعور الإنسان وكأنه أقوى وأذكى إنسان فى العالم، وكذلك يوجد ضلال دينى، فيرى أعضاء الإخوان أنهم على حق وباقى مسلمى العالم لا يفهمون الإسلام، وبما أنهم قطبيون فالفكرة التى لديهم هى أن المجتمع المصرى فى عصر الجاهلية والمصريين كفار، ويجب الاستعلاء عليهم ومحاولة تقويمهم بأى طريقة، حتى ولو بالعنف فعندما تناقشهم ومنهم المتعلمين فتصل فى نهاية الأمر أن قتل الكفار من الشعب المصرى نصرة للإسلام . واستكمل رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي: إن الضلال يؤدى للغياب العقلي، وفى الطب يسمى ب"الهزيان" أى يكون الإنسان مغيباً عن الوعى، أو مشوش ويتميز سلوكه بالعدوان ويتبع إلى حد كبير غريزة القطيع دون وعى، وقد تكون هذه الأمراض النفسية كالسرطان فى المجتمع، مشدداً على أنه لابد من استئصاله وتجفيف منبع انتشاره، مضيفاً: وقد يرى أننا بدأنا باستئصاله عند مقاومتهم وخاصة فض "الاعتصامات المسلحة "، مشيراً إلى أن اعتقال من لم يشارك فى أعمال قتل أو عنف يزيد من العند ويزيد من المرض .