«لم أنزعج من لقب مفتى العسكر أو الجنرال على جمعة، الذى أطلقته علىَّ، ولن توقفنى عن قول الحق وبيان الشرع» هكذا لخص الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، فى حواره صحفي له منشور اليوم موقفه من الهجوم الشديد الذى شنته عليه جماعة الإخوان وبعض التيارات المتشددة، بعدما أثير حول الفيديو الذى ادعت الجماعة أنه مسرب، وأن المفتى السابق أفتى خلاله سرا بقتل الإخوان. وقال " الإخوان الآن انحرفوا عن طريق الدعوة حتى يصدق فيهم قول الله تعالى: «يحسبون كل صيحة عليهم»، فأنا تكلمت عن الإرهابين فى سيناء فأخذوا الكلام على أنفسهم، وهكذا دائما فى بحار من الكذب ، ومن الملاحظ أن الإخوان لم يستنكروا أعمال العنف خلال الثلاثين سنة الماضية، ولم يستنكروا أعمال العنف الحالية، لا هم ولا مجموعة الطبالين من الأقلام النجسة ، وأرجو من بعض شباب الإخوان أن يفيقوا، وأن يقوموا بالمراجعات الفكرية، وأن يعودوا بالجماعة إلى ما قبل 1945م وكان الشيخ العلامة زكريا الكاندهلاوى، نزيل المدينة، قد رأى شابًا يعطى درسًا فى المسجد النبوى فى سنة 1943م ويلتف حوله الناس، فسأله الشيخ حسن الندوى ما رأيك فى هذا الشاب؟ فقال يتكلم جيداً ولكنه ليس بعالم، وفى سنة 1945م رآه مرة أخرى وقد اتسعت الحلقة وسأله أبوالحسن مرة أخرى عن رأيه فى هذا الشاب؟ فقال الشيخ زكريا: لقد بدأ فى الانحراف، وفى سنة 1947م - حيث كان أبوالحسن يحج كل سنتين - اتسعت حلقة الشاب جدا، فسأل الشيخ زكريا، بعدما سمع درسه فأجابه: هذه هى آخر سنة نراه فيها، وقد كان هذا الشاب هو حسن البنا الذى قُتل فى عام 1949م، وهذا يعنى أن الشيخ زكريا العالم النقَّى التقَّى فهم الرجل من لحن خطابه. وأضاف في حوار " المظاهرات إذا كانت تعبيراً عن الرأى لا تحمل السلاح أو تخفيه، ولا تقطع الطريق، ولا تعطل الأعمال، ولا تعتدى على الناس لأنهم يستمعون إلى أغنية الوطن «تسلم الأيادى تسلم يا جيش بلادى»، فهى من حقوق الناس، أما التظاهر بطرق همجية، فيجب أن نحتمى بالقانون من هذه الهمجية ، ولا يجوز إطلاق النار على المتظاهرين السلميين، ويحاكم كل من أطلق النار على هؤلاء المتظاهرين بشرط أن يكونوا سلميين، ومن عجائب ما رأيناه من كذب فى هذا المجال هو إنكار المحسوس، فالرصاص القادم من جهة المتظاهرين ويقتل رجال الشرطة يدعى الكاذبون أنه غير حقيقى والرصاص من الشرطة الذى يجيب على هذا العدوان يقولون: إنه حقيقى، وهو ما يدل على أننا أصبحنا فى بحار من الكذب " . وعن تعليقه علي الأعمال إرهابية وآخرها حادث كنيسة الوراق ، ققال : مثل هذه الأفعال التى رأيناها وما قبلها من تفجير لمنشآت الدولة والممتلكات العامة والخاصة وقتل وسفك دماء بريئة لا تفرق بين مسلم ومسيحى أو رجل وامرأة أو شيخ وشاب وطفل، إنما هى فعل من أفعال الخوارج وسمة من سماتهم، والإسلام والمسلمون براء من نشر العنف والإرهاب الذى يتعمده الخوارج، ويشوهون به صورة الإسلام فى الداخل والخارج.. وعن أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من خرج على أمتى، يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفى لذى عهد عهده، فليس منى ولست منه».. (صحيح مسلم)، والعجب كل العجب ممن يرى هذه الأفعال ولا تحرك له ساكنا فيصمت وكأنه متضامنا مع أصحابها أو مؤيدا لهم فمثل هؤلاء يحشرون معهم يوم القيامة، وفى الحديث «من شهد أمرًا فكرهه كان كمن غاب عنه ومن غاب عن أمر فرضى به كان كمن شهده».. (أخرجه أبويعلى)، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيخرج فى آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن فى قتلهم أجرا، لمن قتلهم عند الله يوم القيامة».. (صحيح مسلم).