ألقت الأجهزة الأمنية بمحافظة القاهرة اليوم القبض على عمرو زكي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أمين لجنة القاهرة بحزب الحرية والعدالة وعضو مجلس الشعب المنحل، عن دائرة حدائق القبة وذلك في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة لاتهامه بالتورط في أعمال عنف . أكد مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة أن الأجهزة الأمنية قد نجحت في القبض علي المهندس المعماري عمرو محمد زكي القيادي الإخواني وأمين لجنة القاهرة بحزب الحرية والعدالة وعضو مجلس الشعب المنحل عن دائرة حدائق القبة. واضاف المصدر أن عملية القبض تمت بالاشتراك مع الأمن الوطني وإداره البحث الجنائي والأمن العام وذلك اثناء اختباء القيادي الإخواني داخل شقه بالعقار الكائن بشارع 18 في حي 3 بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة ، الا انه مقيم بمصر الجديدة. واشار المصدر إلى أن عملية القبض علي المتهم جاءت بعد صدور قرار من النيابة العامة بضبط واحضاره لتورطه في احداث العنف التي وقعت امام دار الحرس الجمهوري ، وكذلك اتهامه في قضايا تعذيب بعض المواطنين اثناء اعتصامه وانصار الرئيس المعزول محمد مرسي في منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر . وقاد القوات العميد محمد توفيق رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة والمقدم سامح الجزار رئيس مباحث القسم وقوات بجهاز الأمن الوطنى والعمليات الخاصة وقوات من جهاز الأمن العام، وتمكنوا من إلقاء القبض عليه دون مقاومة منه للقوات، حيث بدت عليه ملامح الاستسلام، ووصف المصدر حالته وقت ضبطه بأنه كان على استعداد لأن يتم القبض عليه فى أى وقت. من جانبه، أكد المصدر الأمنى الذى كان من بين المشاركين فى عملية القبض على القيادى الإخوانى، أن القوات أسرعت بتفتيش الشقة التى كان يختبئ فيها بحثاً على وجود أية أسلحة، إلا أن عملية التفتيش لم تسفر عن ضبط أية أسلحة، وتم اقتياده إلى ديوان القسم واتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه وترحيله إلى سجن طرة وسط حراسة أمنية مشددة. يذكر أن القيادى الإخوانى مطلوب ضبطه وإحضاره فى عدة قضايا، منها اتهامه بالتحريض على أحداث العنف الأخيرة وحشد أنصار الإخوان المتهمين بالاعتداء على قوات الأمن. والسؤال الآن : ماذا كان يفعل عمرو زكى داخل تنظيم الإخوان المسلمين ؟ وهل إلقاء القبض على قيادات الإخوان يقلل العنف فى الشارع المصرى ؟ وماذا بقى من القيادات الهامة التى من المفترض إلقاء القبض عليهم فى أسرع وقت ؟ .. ويجيب عن تلك التساؤلات الكاتب الصحفى ماهر فرغلى والباحث فى شئون الإخوان والجماعات الإسلامية وذلك فى تصريحات خاصة لبوابة الشباب قائلا : عمرو زكى أحد القيادات الوسيطة داخل الجماعة ، وبذلك يعتبر أكثر خطورة من القيادات الكبرى لأن من القائمين بتحريك الشارع فعليا ، أما القيادات الكبرى تقوم فقط بإعطاء الأوامر لأنها مجرد رموز لا تحتك بأفراد الجماعة المنتشرين فى كل مكان ، لذلك فدور عمرو زكى أكبر كثيرا من عصام العريان أو البلتاجى أو حجازى أو غيرهم . ويضيف أن القبض على عمرو زكى وغيره من القيادات الوسيطة سوف يقطع حلقة الإتصال بين القيادات الكبرى ومسئولى التنظيم الدولى المقيمين خارج مصر وبين الأفراد المنتمية للجماعة وبالتالى يعطل تحركاتهم وأدائهم إلى حد كبير . وعن القيادات المتبقية حتى الآن ولم يتم القاء القبض عليها مثل عصام العريان وصلاح عبد المقصود ومحمود عزت الهارب خارج مصر ، يؤكد فرغلى أن القبض على القيادات الكبرى أى رموز الجماعة بالتأكيد يهز الأفراد لكنه على المستوى العملى والإدارى لن يفرق كثيرا أما القيادات الوسيطة هى الأخطر على أرض الواقع . فالقيادات ليست محركة للوضع بالصورة التى يتخيلها الكثيرون لكن كل المنتمين للجماعة يحترمون تلقائيا الشكل الهرمى للتنظيم ،مضيفا أن رشاد بيومى يعد أحد أهم وأخطر قيادات الجماعة التى يجب أن يتم القبض عليهم . وعلى الرغم من سلسلة القبض عدد من قيادات وأفراد جماعة الإخوان المسلمين ،فإن فرغلى لا يتوقع تماما أى هدوء فى الحالة الموجودة بالشارع ،مشيرا إلى أن المسأله لن تهدأ على الإطلاق خلال الفترة المقبلة لأن الإخوان مصرون على العنف والإستمرار فى التظاهر بشكل فوضوى وذلك للضغط على الحكومة لمحاولة الوصول إلى حل يرضى معنوية أفراد الجماعة، ورغم يقينهم بأن العنف لن يجدى فيما يريدونه إلا انهم مازالوا يقرأون المشهد بصورة خاطئة ، فهم يعلمون جيدا أن مرسى لن يعود رئيسا لتورطه فى عدة قضايا كما أنه لن يتم إشراكهم فى الحيام السياسية إلا إذا إعترفوا بأن ما حدث فى 30 يونيو هو ثورة شعبية وهذا لن يحدث أبدا ،بالإضافة إلى ان ما يفعلوه حتما سيؤدى بهم إلى السجون وبالتالى فهم يرون أنفسهم دائما مظلومين لذلك يقدمون أقصى ما لديهم من طاقة حفاظا على قدسية الجماعة وقياداتها .