كانت خارطة الطريق التى وضعتها القوات المسلحة فى أعقاب ثورة 30 يونيو قد وضعت ترتيبا زمنيا للانتقال الديمقراطى، يبدأ بتعديل الدستور أولا ثم إجراء انتخابات برلمانية خلال شهرين بعد الاستفتاء على الدستور ثم إجراء انتخابات رئاسية .. لكن هناك دعوات تتزعمها جبهة الانقاذ والسيد حمدين صباحى والتيار الناصرى وقوى عديدة بشكل عام لتعديل خارطة الطريق بإجراء انتخابات رئاسية أولا قبل الانتخابات البرلمانية .. وكان حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبي والمرشح الرئاسي السابق والقيادي بجبهة الإنقاذ قد طالب بأن تجرى انتخابات الرئاسة أولًا بعد إقرار الدستور، وفقاً لتوافقات معظم القوى الثورية والسياسية التي شاركت في ثورة 30 يونيو، وأكد أنه تم إرسال طلب إلى مؤسسة الرئاسة للمطالبة بتطبيق هذا الأمر على خريطة الطريق التي أُقرت في 3 يوليو الماضى. ووفقا لرؤية حمدين صباحى فإن إجراء انتخابات البرلمان اولا يفتح الباب أمام سيطرة حزب الأغلبية الذى يفوز بأغلبية البرلمان على عملية انتخاب الرئيس. ومن جهته قال أحمد سعيد الأمين العام لجبهة الإنقاذ أن الجبهة ستتقدم باقتراح للجنة الخمسين لتعديل الدستور بعمل الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية, مشيرا إلى أن الجبهة أرجأت مناقشة الانتخابات الرئاسية لحين الانتهاء من الدستور ومعرفة النظام الانتخابى. لكن فى المقابل رأت قوى ثورية شبابية ان الدعوة لتعديل خارطة الطريق يفتح أبواب الشيطان، حيث يقول طارق الخولى عضو تكتل القوى الثورية ووكيل مؤسسى حزب شباب 6 إبريل : نؤكد على ضرورة تنفيذ خارطة الطريق كما هى، بإجراء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية, لأن فتح الباب لتعديلات على خارطة الطريق، سيفتح أبواب الشيطان على مصراعيها, لأن الوطن يمر بمرحلة فتن لن تخلو من جدل قد يستمر لأعوام طويلة, كما أن إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية لا ميزة فيه أبدا, بل بالعكس فيه خطورة أن تكون سلطة التشريع فى يد الرئيس قبل انتخاب البرلمان, فلا مجال ولا حاجة لتعديل خارطة الطريق فى هذا الوقت الصعب الذى تمر به مصر. ولفت طارق الخولى أن هناك أصوات واتجاهات داخل لجنة الخمسين تطالب بهذا التعديل وربما يكون الغرض من ذلك أن لديهم مرشحا رئاسيا. وكانت هذه الدعوة قد أثارت جدلا بين القوى السياسية المختلفة إلا أنها من الواضح ستلقى رفضا كبيرا من داخل القصر الرئاسى .. فقد أكد المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت فى تصريحات خاصة لصحيفة "الشرق الأوسط " أن خارطة الطريق مرتبطة بما سينجز على الأرض، بمعنى أننا أوشكنا أن ننتهي من وضع الدستور. وفي خلال شهر، كحد أقصى، ستنتهي «لجنة الخمسين» من عملها وسيتم بعد ذلك طرح الدستور للاستفتاء عليه. وأنتم تعلمون أن هذه الإجراءات تأخذ وقتًا، ومثلا لو قلنا تأخذ شهرًا أو أقل يكون الدستور انتهى وعلى الفور سأعلن بدء الانتخابات البرلمانية التي تستغرق ما بين شهرين وشهرين ونصف الشهر حتى نجري الانتخابات ثم الإعادة وبعدها النتيجة. كل المسائل اللوجستية تحتاج للتحضير مثل الجداول وغيرها، ونعمل فيها حاليًا من خلال اللجنة الانتخابية. وبعد الانتخابات البرلمانية بشهرين أو ثلاثة نبدأ في الانتخابات الرئاسية. وأضاف منصور في أول حوار له منذ توليه منصبه، إنه لا نية لتعديل خارطة الطريق التي تنص على إجراء الانتخابات البرلمانية أولا قبل الرئاسية.