رغم التنوع غير المسبوق الذي شهدته الدراما الرمضانية هذا العام ما بين أعمال كوميدية وتاريخية وإجتماعية و بوليسية ، لكن هذا الكم الكبير من المسلسلات الذي حطم الأرقام القياسية في الإنتاج و أجور الممثلين لم ينتج عنه ولو حتي عمل واحد جمع الناس حوله أو حتي أثار موضوعه جدلاً ، و باستثناء مسلسل "الجماعة" الذي حقق نوعا من الجدل بسبب جرأة موضوعه لم يشعر الناس بأنهم ربما في حاجة لمشاهدة أي مسلسل في الإعادة .. عموماً هذا ليس رأينا ولكنها وجهة نظر كثيرين ومنهم الناقد الفنى طارق الشناوي والذي يقول ل " الشباب " : السبب الرئيسي في عدم ظهور أي عمل مؤثر حتي الآن رغم أننا إقتربنا من نهاية رمضان هو كثرة عدد المسلسلات والذي جعل الناس بدون أن تشعر تنصرف عنها جميعا، كما أننا لم نجد جديدا إلا في أعمال قليلة جدا ، وحتي النجوم أنفسهم، خاصه الكبار أو بمعني أخر " العلامات الرمضانية " التي تحرص علي أن تكون موجودة كل عام لم تجتهد في البحث عن موضوع أو شخصيات جديدة، ولكن هذا لا يمنع من أننا استمتعنا بثلاث مفاجأت رمضانية هذا العام علي رأسهم الفنان الكبير حسن يوسف في مسلسل"زهرة وأزواجها" و الذي كشف عن موهبة لا تنضب مع الزمن وأن كلمة الإلتزام التي دائما ما كان يرددها لا تعني إلا تقديم الفنان لعمل جيد يحمل رسالة هادفة بغض النظر عن إن كانت طبيعة الشخصية التي تحمل تلك الرسالة طيبة أم شريرة، أما المفاجأة الثانية فكانت صابرين في مسلسل "شيخ العرب همام" حيث قدمت واحدا من أجمل أدوارها وكان دوراً مليئاً بالمشاعر المتناقضة والإنفعالات الصادقة لإمرأة تضطرها ظروف عدم انجابها للبحث عن زوجة لزوجها الذي تحبه ، و قد جاء آدائها مقنعا و مبدعا أيضا، و يأتي الآداء الهاديء والمتزن ل للفنان أياد نصار في مسلسل الجماعة المفاجأة الثالثة والتي لم تكن متوقعة. أما الناقدة ماجدة خيرالله فقالت: من الواضح جدا أن السحر انقلب علي الساحر فقد تصور المنتجون أن كثرة الأعمال الدرامية ستكون السبب في أن تحظي تلك الأعمال بأكبر نسبة مشاهدة وبالتالي أكبر كم من الإعلانات لكن الحقيقة أن ما حدث هو العكس، و بالتالي فانصراف الجمهور عن تلك الأعمال الدرامية كان شيئا طبيعيا، خاصة بعد أن خاب أملنا في هذا الكم الرهيب من المسلسلات، إلا من أعمال قليلة جدا منها مسلسل "الجماعة" الذي يطرح موضوعاً غاية في الأهمية وكذلك المسلسل السوري "ما ملكت أيمانكم" وعلي مستوي الأداء فحتي الآن يأتي أداء ليلي علوي في "كابتن عفت" في منتهي الرقة والبساطة وقد استطاعت أن تعبر عن المرأة المعيلة بدون أي إفتعال، لكن المشكلة أنه حتي الأعمال الجيدة لم تستطع أن تأخذ فرصتها في المشاهدة بسبب كثرة المسلسلات والتي لا تحمل في معظمها أي مضمون إيجابى. وقالت الدكتورة لميس جابر: كثرة المسلسلات هذا العام جاءت بنتيحة عكسية، وهذا يدفعنا لأن نعيد النظر في مسألة العرض في رمضان، أما فيما يخص الدراما التاريخية فأظنها كانت محتاجة لإجتهاد و دراسة أكبر من ذلك خاصة أنها تعتبر عند عدد كبير من المصريين بمثابة " تأريخ " لتلك المرحلة التي يتناولها المسلسل. وعن الأعمال التي تتناول قضايا المرأه تضيف لميس جابر: أظن أن قضايا المرأة في مصر أهم وأكبر بكثير من مجرد مشكلة العنوسة أوتعدد الزوجات وحتي وإن كانت هذه القضايا مهمة فأظن أننا كان يمكن أن نتناولها بأسلوب أبسط من تلك التي ظهرت به بكثير فأنا لا أتخيل أنه هناك فتاة واحدة في مصر تشغلها قضية الزواج بالشكل المبالغ فيه الذي ظهرت به هند صبري في مسلسل "عايزة أتجوز" فالبنت هذه الأيام أصبح عندها أشياء كثيرة جدا تشغلها قبل الزواج، وحتي وإن كانت مشغولة به فكان يمكن معالجة الموضوع بشكل أكثر بساطة.