يوم 5 يونيو يحمل ذكرى سيئة لمصر فهو يوم النكسة.. وأي مواطن مصري أصيل يجب أن يغضب.. ولكن بعض الإخوان كان لهم رأي آخر.. فقد احتفلوا بهذا اليوم نكاية وشماتة في الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. ونشروا العديد من الصور الساخرة من عبد الناصر.. وأثارت هذه الاحتفالات سخرية النشطاء وانطلقت النكات والكوميكس.. ولكن بالطبع الإنسان الذي يحتفل بهزيمة بلده إما أنه خائن أو أنه نفسيا غير سوي.. ولذلك لم أجد سوى أن أسأل طبيب نفسي عن هذه الحالة... «صباح الوكسة يا ناصريين»، واحد من التعليقات على صفحة «إحنا شباب الإخوان.. اعرفنا صح»، فيما نشرت الصفحة ذاتها صورة لجنود إسرائيليين وأعلاها عبارة: «دخول الجيوش الصهيونية وتدنيس القدس الشريفة وسيطرة الصهاينة عليها.. حسبى الله ونعم الوكيل فيك ياللى كنت السبب».. حالة من السجال على مواقع التواصل الاجتماعى سببتها رؤى أعضاء الجماعة لليوم المأساوى فى تاريخ مصر، بينما جاءت ردود بعض النشطاء ساخرة وأخرى منددة بالطرح. وقال أحمد المغير الناشط الإخواني" فى نفس هذا التوقيت تقريباً سنة 1967، كان طيارو مصر الحربيون البواسل سكارى فى أكبر قاعدة جوية فى سيناء بعد حفل صاخب توعد فيه منظموه بأن الحفلة القادمة فى تل أبيب" وذكرت صحيفة" العرب" العربية" في الواقع ليست إسرائيل وحدها من يحتفل ب»انتصاراتها العظيمة فالإخوان هذه السنة يحتفلون بذكرى النكسة علنا.. ولاقت تدوينات عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، على صفحته الشخصية على فيسبوك سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب العريان في تدوينة له على فيسبوك «إن الليلة يحتفل من شاء بذكرى الإسراء والمعراج 27 رجب على أرجح الأقوال،… ولقد كان عجيبا أن تأتي الذكرى العطرة مواكبة لذكرى 5 يونيو 1967 بسبب الاستبداد والفساد، وإسناد الأمر إلى غير أهله، وتغليب المحاصصة السياسية على الكفاءات العلمية وذوي الخبرة». .. .. وفي تناغم تام مع تدوينة العريان، شنت الميليشيات الإلكترونية للإخوان «حملة شتائم» على عبد الناصر و»شكرت الله» على الهزيمة. ولاقت تعليقات الإخوان انتقادا من المغردين المصريين، الذين طالبوهم ب»الذهاب إلى إسرائيل ومشاركتها أفراحها والبقاء هناك إلى الأبد» لأنهم وفق بعضهم «خطر على مصر وأمنها أكثر من إسرائيل». في هذا السياق كتب أحدهم «فليقل أحدكم للإخوان المرضى إن عبد الناصر مات، وإن النكسة مرت عليها 46 سنة، وأن لا مجال ليتباهوا بالتعذيب». وقال مغرد «بعد مرور 46 عاما على ذكرى النكسة، و43 عاما على وفاة عبد الناصر ما زال الإخوان شامتين … حقد الإخوان لا حدود له». وكتب آخر «أنتم قد حكمتم الآن… أرونا شطارتكم». واتفق مغردون أن «ما تعيشه مصر الآن تحت الحكم الإخواني يدفعهم إلى التأكيد أن نكسة الخامس من يونيو 1967 كانت نكسة صغرى أما النكسة 30 يونيو الكبرى ذكرى استلام الإخوان للحكم». .. وفي تصريح خاص للشباب يقول د. هشام رامي- أستاذ الطب النفسي-: أهم تحليل نفسي لاحتفال البعض بذكرى نكسة بلدهم هو أنه شعور لا واعي بالشماتة ويمثل لهم نوعاً من الانتقام يأتي من صدمة صعبة حدثت للإنسان من قبل يدفعه في أن يشمت في الوطن بأكمله، فهي روح انتقامية ويطلق عليها في علم النفس شماتة في العدو المتخيل فهو يتخيل عدو له مما يسبب له تقمص داخلي، وهذا يسبب أيضا نوعاً من الأنانية، فهم يشمتون في عبد الناصر مما جعلهم يتناسون أن ما حدث لم يحدث لعبد الناصر فقط ولكن لمصر كلها. .. ..