على مدار الشهر الكريم سنقوم بمحاورة مجموعة من الشيوخ لنرسم معهم أولا بأول خريطة لإصلاح أنفسنا والفوز برضى الله عنا حتى ينتهي الشهر الكريم وقد ترك في قلوبنا حبا أكثر لله وإلتزاما أكثر بما أمرنا به. ونبدأ اليوم بفضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق والذي استوحينا سؤالنا له من حديث للرسول الكريم قال فيه عليه الصلاة والسلام " شهر رمضان أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخرة عتق من النار"، لأننا في أول الشهر الكريم فماذا نفعل لنفوز بالرحمه؟؟ يقول الشيخ محمود عاشور: لكي تفوز بالرحمة لازم تحرص إنك تطهر وقلبك ووجدانك من الغل والحسد، سامح من أخطأ فيك ولا تتعالى أن تطلب من غيرك أن يسامحك، تسامى عن الصغائر قبل الكبائر، وارحم من في الآرض يرحمك من في السماء. ويضيف الشيخ محمود قائلا: الصيام ليس مجرد امتناع عن الأكل والشرب والشهوة، وإنما إمتناع عن كل ما يغضب الله، وأن نمتثل لأمره بأن نمتنع عن الغيبة والنميمة ويحاول أن يطهر كلا منا باطنه كما ينظف ما يظهر للناس من جسدة.. الصيام مشروع ليه ؟ هكذا تسائل الشيخ محمود ورد على نفسه قائلا: علشان يروضك ويعلمك تلتزم بأمر الله ولو كان شاقا، تخيل إنك بسبب الصيام تمتنع عن الحلال، يعني قدرت تسمع الكلام وتمتنع عن الحلال؟؟ طيب يبقى الامتناع عن الحرام أولى ولو كان شاقا، الصيام لو فكرتم في معانية ستجدوا فيه الطريقة التي تعلمكم الالتزام الصحيح، ولتفوزوا بالرحمة يجب أن تلتزموا، اللي بيصوم وهو يكذب ويأكل أموال الغير لا صوم له ولو حتى قام الليل كله، ولو حتى دعى كل الأدعية.. أما بالنسبة للدعوات المحببة لطلب الرحمة فقد قال الله تعالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186( وبالتالي فليدع كلا منا بما يدور في قلبه، المهم أن يخلص النية في دعاءه لله، وأن يدعوه بقلم خاشع، وأن يدعوه وهو واثق في الاستجابة، فلم يحدد الله في آيته دعاء محددا، وبالتالي ادعوا بما يدور في قلوبكم، ولا مانع طبعا من استخدام الأدعية المأثوره، المهم أن تعوا ما تقولونه بقلوبكم قبل أن تتلفظ به ألسنتكم. وعن القواعد التي نستقبل رمضان بها ليهبنا الله الرحمة يقول الشيخ محمود: هناك ثلاثة قواعد: القاعدة الأولى هي التوبة النصوح الخالصة من كل الذنوب، وثانيها: العزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى ومعاهدة الله على ذلك، وثالثها: الاجتهاد في العبادة والحرص على فعل الخير ووصل الأرحام والتقرب إلى الله بالطاعات. وبتطبيق هذه القواعد الثلاثة بإخلاص يمكنك أن تستثمر هذا الشهر الكريم ليكون بداية جديدة لحياتك، أخلص النية في التقرب إلى الله، فمن يتقرب من الله ذراعا يتقرب منه باعا، فيا بخت من أخلص النية في الشهر الكريم، وقتها يكون فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار..