من الواضح أن شهر العسل بين الرئيس مرسي وجماعة الإخوان وبين التيارات الإسلامية قد انتهى.. وذلك بعد هجوم عدد من تلك التيارات الرئيس مرسي وإن اختلف السبب من تيار لآخر.. ولكن وصل الأمر إلي التهديد بخلعه.. فهل يحدث انقلاب للتيارات الإسلامية على الرئيس مرسي في الفترة القادمة؟... فقد هددت السلفية الجهادية الرئيس محمد مرسى بخلعه من الرئاسة، حال عدم تطبيقه الشريعة الإسلامية، وقال مرجان سالم شيخ الجماعة في تصريحات صحفية إن الرئيس مرسى لم يحكم بالشريعة حتى الآن، وهذا سبب كافٍ لإسقاطه، مضيفاً أنه ليس على رأسه ريشة، ونحن لم نختَر «مرسى»، ولم نوافق على طريقة تنصيبه الباطلة، ودعونا الناس لاعتزال انتخابات الرئاسة، لأنها قائمة على الديمقراطية، التى لا نؤمن بها. وقال يحيى رفاعى سرور، القيادى الجهادى، النجل الأكبر لرفاعى سرور أحد مؤسسى تنظيم القاعدة، إن صناع القرار من السلفيين والإخوان لا يسيرون وفق التيار الإسلامى العام، بل وفق حسابات، أقل ما توصف به أنها طفولية وغير مسئولة. وأضاف فى بيان: «الاضطرابات النفسية غير الواعية المسيطرة على السلوك السلفى والإخوانى عميقة الصلة بالخيانات السياسية الواعية». وتابع: «خلاص الإسلاميين من هذا المأزق النفسى والسياسى المرتبط بالإخوان والسلفيين، لن يكون إلا بإضعاف هذين التيارين وتحجيم نفوذ كل منهما ببلورة تيار ثالث المكون من الحركة الإسلامية العامة». وقال بيان صادر عن جماعة أهل السنة والجماعة بقنا، إن «النظام الحالى خدع التيارات الإسلامية، فى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، والدستور الباطل، بإعطاء البشر حق التشريع فى البرلمانات الكافرة مع الله باسم الحرية والديمقراطية»، مشيراً إلى أن «نظام الإخوان سيسقط مثل نظام مبارك». وقال الشيخ تاج الجداوى، عضو الجماعة، إن الإخوان يتبعون نظام المراوغة للوصول إلى السلطة، والشعب سيخرج عن قريب لإسقاطهم وعلى رأسهم «مرسى»، مضيفاً: الإسلاميون قاوموا نظام «مبارك» لاحتكامه إلى دساتير وضعية، واليوم ننتهج نفس النهج ضد حزب الحرية والعدالة، حتى لو كلفنا ذلك حياتنا. وعلى جانب آخر قال الداعية السلفي الشيخ أحمد فريد أن الدكتور محمد مرسى والحزب الحاكم "خالفا ما اتفقنا عليه، من أن التقرب من الشيعة خط أحمر، وها هم يخالف الاتفاق، ولو كنا نعلم أن مرسى سيفتح الباب للشيعة لانتخبنا شفيق". ومن قبل هاجم الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، الرئيس محمد مرسى، وتنظيم الإخوان وشيوخ السلفيين الداعمين له، وقال لهم: أين الإسلام يا أصحاب المشروع الإسلامي؟ وفى رسالة للرئيس مرسى، قال برهامى: «أقول للرئيس: اتقِ الله فى وعودك وشعبك وأمتك وأهل السنة، ولو كان ضرورة لصلح ينقذنا من أزمتنا الاقتصادية؛ فليكن صلحاً مع مَن يخدمنا بدنيا يصيبها ويخشى على فواتها وهو يرى فى نفسه أننا أولياء لله، وليس مع مَن يتعبد لله بقتلنا وذبحنا؛ لأننا نوصف مرتدين يُثاب على إعدامنا وتعذيبنا». أما عن حزب النور السلفي فقد بدأت الأزمة منذ إقالة خالد علم الدين القيادي بالحزب من منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية لشئون البيئة، وعلى جانب آخر أكد نادر بكار، المتحدث الرسمي لحزب النور السلفي، أن حزبه يرفض الانتخابات الرئاسية المبكرة، ويتمسك أيضا بضرورة إقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة قوية، لافتا أن أعضاء الحزب رفضوا التعديل الوزاري الذي تجريه مؤسسة الرئاسة، وقال "علي الرئيس مرسي أن يستمع للجميع حتى يكون رئيسا لكل المصريين من خلال إرساء مبادئ الديمقراطية، خاصة وأن الشعب ارتضى بوجود رئيس مدني منتخب". وانتقد عبد الله بدران رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى، من التظاهرات التى نظمتها جماعة الإخوان المسلمين للمطالبة بما سموه "تطهير القضاء"، قائلاً:" جماعة الإخوان المسلمين خرجت للتظاهر يوم الجمعة لمطالبة رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى رئيس الدولة والسلطة التنفيذية المنتمى للإخوان لتطهير القضاء، مؤكداً أن مؤسسة القضاء يتم تطهيرها من داخل المؤسسة وليس من خلال تظاهرات ضدها"، مؤكدا أن حزب النور تعرض لهجوم من جماعة الإخوان المسلمين لرفضنا المشاركة فى التظاهرات، ولا نعلم هل يجب أن نساند كل مواقف الإخوان المسلمين حتى لا يهاجمونا، فحزب النور له وجهة نظر تختلف كثيراً مع حزب الحرية والعدالة فى المواقف والقرارات". وفي تصريح خاص للشباب يقول د. أشرف ثابت- نائب رئيس حزب النور السلفي-: كل تيار وله وجهة نظره في اتخاذ موقف معادي من رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان، ولكل منهم مبرراته، أما في حزب النور فنري أن الدعوة لإسقاط الرئيس والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة يمثل انقلابا على الشرعية، ولكن بالتأكيد الوضع السياسي به أخطاء، وعلى الرئاسة أن تتحرك سريعا من أجل تحسين الأمور بشكل عام وليس فقط مع التيارات الإسلامية، وفي نفس الوقت التعبير عن رفض بعض الأمور هو أمر طبيعي جدا أن يحدث الآن.