هذا الجمال والإبداع الرائع في العمارة أثار إعجاب وانبهار جميع من زاره ودخله ، هي بوابة النعيم حيث تدخلك إلى نعيم القدس ثم إلى مدينة القدس ، وباب الرحمة والتوبة يعتبر من أهم أبواب الحرم القدسي الشريف ومدينة القدس في آن واحد .. تعال إلى باب التوبة وعش فيه لحظات إن لم تكن ساعات كي تنقل قدمك إلى باب الرحمة وتتأمل فتصعد بنفسك في عالم الروح والطهر .. وهو من الابواب المغلقة في السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك والذي يمثل أيضا جزءا من السور الشرقي للبلدة القديمة . وهو باب مكون من بوابتين: الرحمة جنوبا والتوبة شمالا واسمه يرجع لمقبرة الرحمة الملاصقة له من الخارج (والتي تضم قبري الصحابيين شداد بن أوس وعبادة بن الصامت (رضي الله تعالى عنهما) وبها قبور شهداء بعض مجازر اليهود في الأقصى) ويرجح أن يكون الاسمان تشبيها وتصويرا لما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: "فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة". يعد هذا الباب من أقدم أبواب المسجد الأقصى المبارك ويقول الباحثون إن بناءه يعود على الأرجح إلى الفترة الأموية في عهد عبد الملك بن مروان بدلالة عناصره المعمارية والفنية. .. وقد بقي الباب مفتوحا حتى اتخذه الصليبيون منفذا لهم إلى الأقصى، لاعتقادهم أن المسيح عيسى بن مريم (عليه الصلاة والسلام) دخل فيه وأنه هو الذي سيفتحه في المستقبل (وهو ما لا يوجد دليل عليه) ولذلك شغل هذا الباب ولا يزال حيزا كبيرا في معتقداتهم. وغالب الظن أن الإغلاق تم على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي (رضي الله عنه) بعد تحرير القدس في 27/7/583 ه - 2/10/1187م بهدف حماية المدينة والمسجد من أي غزو محتمل. .. وقد استخدم المبنى الواقع داخل الباب من جهة المسجد الأقصى المبارك قاعة للصلاة والذكر والدعاء ويقال إن الإمام الغزالي (رحمه الله) اعتكف في زاويته أعلى باب الرحمة عندما سكن بيت المقدس وكان يدرس في المسجد الأقصى المبارك وفيها وضع كتابه القيم "إحياء علوم الدين". يستخدم حاليا من قبل لجنة التراث لإدارة نشاطاتها في المسجد الأقصى المبارك والمكان عامر ومفتوح للمسلمين طيلة أيام الأسبوع . ..