بيت المقدس في العقيدة الإسلامية رشيد حسن أثرنا في هذه الزاوية ، ولما تتعرض له القدس والمسجد ألأقصى من اعتداءات إسرائيلية غاشمة ، تستهدف تهويد المدينة وهدم المسجد المبارك ، أن نورد بعضا مما جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف والسيرة النبوية والتاريخ ، عن مكانة بيت المقدس في العقدية الإسلامية ، وهي مأخوذة من الموسوعة الفلسطينية. فعلاوة على الآية المعروفة "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" نجد آيات أخرى نزلت في بيت المقدس "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" سورة الأنبياء ، ويفسر علماء المسلمين الأرض ، بأنها فلسطين ، وكذلك الآية "وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين" سورة المؤمنين ، وقال ابن عباس إن الربوة هي بيت المقدس ، والآية "فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهرة من قبله العذاب" سورة الحديد ، وقال الطبري إن السور هو سور بيت المقدس الشريف ، وقوله "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه" سورة النور والمقصود هو بيت المقدس. وتروي كتب التفسير أن الآية الكريمة "واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ، أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون" أنها نزلت على النبي في بيت المقدس ، ليلة الإسراء ، ويروى بهذا الصدد ، في قصة الإسراء أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به وقف البراق في الموقف الذي كان يقف فيه الأنبياء من قبل ، ثم دخل جبريل أمامه ، فأذن جبريل ونزلت الملائكة من السماء ، ثم أقام الصلاة وصلى النبي بالملائكة والمرسلين. وروي عن أبي أمامه الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم أنزلت عليه النبوة في ثلاثة أماكن: بمكة والمدينة والشام. وفي الأثر أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال "بيت المقدس بنته الأنبياء عليهم السلام وعمرته ، وما فيه موضع شبر إلا وقد سجد عليه ملك ، وصلى رسول الله بالملائكة والمرسلين". وفي الحديث الشريف لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا ، وحديث أبي ذر قلت يا رسول الله ، أي مسجد وضع في الأرض أولا؟ قال المسجد الحرام ، قلت ثم أي؟ قال المسجد الأقصى ، قلت كم بينهما؟ قال أربعون سنة ، وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لله ثلاثة أملاك ، ملك موكل بالكعبة ، وملك موكل بمسجدي هذا ، وملك بالمسجد الأقصى ، وفي حديث عن ابن جريج عن عطاء "لا تقوم الساعة حتى يسوق الله خيار عباده إلى بيت المقدس ، وإلى الأرض المقدسة فيسكنهم إياها" ، ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السكن فيها "نعم السكن بيت المقدس" وهو حديث مروي عن ميمون زوج الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن هنا ترتكز مكانة القدس في العقيدة الإسلامية إلى ثلاثة أصول مرتبطة ببعضها البعض" الأول أنها مدينة الرسل والأنبياء ، والثاني أنها المكان الذي أسري بمحمد ومنه كان معراجه ، والثالثة أنها القبلة الأولى للمسلمين. وبخصوص القبلة الأولى فقد توجه الرسول بالصلاة إلى بيت المقدس 16شهرا ، وقيل 17 شهرا ، وقيل 18 شهرا ، بعد مقدمه إلى المدينةالمنورة. ويروى عن ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه ، وتروي أحاديث كثيرة عن فضل الصلاة في بيت المقدس ، وفضل الإهلال بالحج والعمرة من بيت المقدس ، وفي حديث روته أم سلمه زوج النبي "صلعم" "أنها سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ، يقول من أهل بحج أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام ، غفر الله له ما تقدم من ذنبه أو تأخر ، ووجبت له الجنة". ومن الذين أهلوا من بيت المقدس بحج أو بعمرة ، عبد الله بن عمر ومعاذ بن جبل. ومن ناحية أخرى فحضور الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس ، يؤكد مكانة المدينة في العقيدة الإسلامية ، يضاف إلى ذلك حرصه على أن يوقع على العهدة العمرية ، كبار الصحابة ، والتي نصت على أن لا يسكنها يهود ، وان يعين عبادة بن الصامت ، أول قاض لفلسطين ، وتروي كتب السيرة أن تسعة من الصحابة ماتوا ودفنوا ببيت المقدس وهم: عبادة بن الصامت ، شداد بن أوس ، وائلة بن الاسقع ، وأبو ريحانة ، شمعون الأنصاري ، فيروز الديلمي ، ذو الإصبع التميمي ، مسعود النجاري ، وأبو أبي ابن أم حرام ، وسلامة الحضرمي. ومن ناحية أخرى فقد حرص معاوية بن ابي سفيان وسليمان بن عبد الملك ، على استكمال البيعة في بيت المقدس. وأخيرا...إن ما ورد حول مكانة القدس في العقيدة الإسلامية ، هو غيض من فيض ومدعاة إلى التساؤل ، كيف وهي تحتل هذه المكانة ، يتركها المسلمون ، رهينة للاحتلال الإسرائيلي الفاشي؟؟. عن صحيفة الدستور الاردنية 12/10/2008