فى الوقت الذى أصبح فيه أعداد كبيرة من المصريين يلجأون إلى الأطباء النفسيين على إعتبار أنهم المنقذ الوحيد مما نعانيه اليوl من أمراض نفسية وأعراض واضحة للإكتئاب والأرق وغير ذلك ،أعلنت المستشفيات التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة وعددها 18 مستشفى عن إختفاء 5 مجموعات ن الأدوية الأساسية المستخدمة فى العلاج النفسى، وقد يوشك رصيد تلك الأدوية على الوصول لمرحلة الصفر، خاصة أن تلك المستشفيات تعتمد حتى الآن على الأدوية الموردة إليها، وهى حوالى 45 صنفا دوائيا لعلاج 50 ألف مريض، بموجب مناقصة أدوية 2010/2011، فى حين لم يتم طرح مناقصة عامى 2012/2013 حتى تلك اللحظة، رغم أن المناقصة تطرح فى الفترة من يناير إلى مارس، لكن لم يتم طرحها دون وجود أسباب واضحة لذلك . وتتمثل الأدوية الناقصة فى أدوية علاج الصرع والمهدئات المضادة للفصام والأمراض النفسية المشابهة ومضادات الإكتئاب والأدوية الباسطة للعضلات والتخدير الجزئى المستخدمة أثناء جلسات تنظيم إيقاع المخ والجلسات الكهربائية . وتعد تلك المجموعات الدوائية هى المجموعات الأساسية المستخدمة فى كل الأمراض النفسية تقريبا، ولا تتمثل الأزمة فى نقص الأدوية فحسب، بل لأن أدوية العلاج النفسى لها وضع خاص بخلاف الأدوية المستخدمة لعلاج أى مرض عضوى آخر، ويتمثل فى أن المريض يعتمد على تلك الأدوية لفترات طويلة تصل لأشهر أو لسنوات، وأن تأثير العقار يختلف من مريض لآخر، وفى حالة استقرار حالة المريض على دواء معين، يؤدى تغييره إلى مضاعفات كثيرة تصل للانتكاسة، وهو أمر فى منتهى الخطورة بالنسبة للمريض النفسى ويعلق د.سعيد عبد العظيم أستاذ وإستشارى الطب النفسى بطب عين شمس فى تصريح خاص لبوابة لشباب قائلا : هذا الكلام فى منتهى الخطورة والأهمية ،حيث أن توقف الأدوية عن المرضى النفسيين بغض النظر عن تأثيره على إستقرار حالاتهم فإنه يؤدى إلى مضاعفات خطيرة ، فمثلا التوقف عن تناول أدوية الفصام يمكن ان يؤدى إلى إنتكاسة ونوبات حادة قد تؤدى بالمريض إلى الإقدام على إيذاء نفسه ومن حوله حتى وإن عاد للعلاج مرة آخرى . كذلك الأدوية الخاصة بالإكتئاب ،قد يؤدى توقفها إلأى توتر وقلق حاد لدى المريض قد يصل به إلى الأرق وقد يفكر فى الإنتحار . ويضيف د.سعيد أن وزارة الصحة تتعاقد مع عدد من الشركات المحلية لتقوم بتصنيع الأدوية العالمية بأسعار أرخص للمرضى وعدم وجود هذه الأدوية سوف يؤثر سلبا على المرضى الغير قادرين والذين يعتمدون عليها بشكل أساسى ولا يستطيعون الذهاب إلى طبيب خاص ولا يقدرون على شراء الأدوية المستوردة . ويؤكد د.سعيد فى نهاية حديثه على ضرورة سرعة التصدى لأزمة نقص أدوية الأمراض النفسية والنظر إليها بإعتبارها كارثة وليست مشكلة عادية . كما أنه لابد من زيادة الدعم الخاص بوزارة الصحة حتى تتمكن من حل هذه المشكلة قبل تفاقمها .