حالة من الانتقادات والاعتراضات ظهرت جلية في الشارع السياسي المصري، أثناء تواجد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بمصر، لحضوره أعمال القمة الإسلامية، وصلت هذه الاعتراضات لقمتها عندما تعرض نجاد للاعتداء بالأحذية أثناء زيارته لمسجد الحسين، وكأن المصريون يوجهون رسالة واضحة لإيران أننا لا نريدكم، أو نريد أي علاقات أو مساعدات.. محمد عباس ناجي، الباحث في الشئون الإيرانية، أكد لبوابة الشباب، أن الاعتداء على أحمدي نجاد بالأحذية نوع من الاعتراض على سياسة إيران فيما يتعلق بسوريا، ودعمها لنظام بشار الأسد في مواجهة الثوار السوريين. وأضاف، أنه لا يجب أن نضخم مسألة الاعتداء على نجاد بالأحذية لأن هذا موقف قد يتعرض له أي مسئول في أي مكان، مشيرا إلى أنه بغض النظر عن موقف إيران من سوريا، فإن السلفيين في مصر يرفضون التقارب مع إيران خوفا من نشرها المذهب الشيعي، أو حتى قبول أي مساعدات إيرانية. ويؤكد محمد عباس ناجي، أن مسألة التقارب المصري الإيراني، لم تنتقل من مرحلة الاعتراض من السلفيين إلى مرحلة المساومات بينهم وبين الإخوان، رغم أن الإخوان لم يأخذوا قرارا بعودة العلاقات إلا أنه قرار مؤجل. وأضاف ناجي، أنه في حال ما إذا قررت الحكومة المصرية فتح علاقات مع إيران فإن السلفيين لن يمثلوا أي عائق، وسيكون هناك نوع من المواءمات السياسية، ولكن القرار مؤجل نتيجة لظروف إقليمية ودولية. وأكد ناجي، أنه إذا دققنا النظر سنجد أن سياسة مرسي هي نفسها سياسة مبارك فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، ومع الدول التي يوجد معها علاقات إستراتيجية، ومن الضروري أن نؤكد أن مصر في حاجة لدعم دول الخليج وبالتالي لن تكون علاقة مصر مع إيران على حساب دول الخليج. وعن ما تردد عن رغبة نجاد في زيارة ميدان التحرير، أكد محمد عباس ناجي، أن المغزي من هذه الزيارة هو محاولة ربط الثورة المصرية بالثورة الإيرانية، للتأكيد على ما يعتقده الإيرانيون بأن الثورة الإيرانية هي مصدر إلهام للثورات العربية، وهذا غير حقيقي.