كيف ينظر الخبراء الى مستقبل العلاقات المصرية الايرانية خاصة بعد الكشف عن قضية الجاسوس الدبلوماسى قاسم الحسينى الذى يعمل فى بعثة رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة؟ وما معنى أن يرحل الجاسوس الدبلوماسى الايرانى الى بلاده على نفس الطائرة التى يسافر عليها وفد شعبى مصرى الى إيران لتحسين العلاقات بين البلدين ؟ وهل نجح الوفد الشعبى فى تقريب وجهات النظر وتعميق العلاقات المصرية الإيرانية ؟ اعترف سياسيون وخبراء مصريون بأن تعمق العلاقات بين مصر وايران يتعرض لمجموعة من العقبات لاتزال تحول دون العودة الطبيعية للعلاقات بين مصر وإيران، لكنهم أشاروا إلى أن الوفد الشعبى نجح فى احتواء هذه العقبات بصورة هادئة ودون تعجل من شأنه أن يرسى العلاقات بين البلدين على أسس متينة مستقبلا. بداية اكد د. محمد السعيد ادريس المتخصص فى الشأن الإيرانى والباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان العلاقات المصرية الإيرانية ستشهد تطورا ايجابيا فى الفترة القادمة وذلك بالرغم من قضية الجاسوس الدبلوماسى التى أثيرت مؤخرا حيث لا توجد معلومات تؤكد حيثية الاتهامات الموجهة له موضحا أن صيغة اتهام النيابة للدبلوماسى الايرانى كانت صيغا إعلامية فيها تجريح للخط السياسى الإيرانى وهو أمر غريب على النيابة وأعتقد أنهم أرادوا به توصيل رسالة معينة لدول غير إيران يسعدها توتر العلاقات المصرية الإيرانية مرة أخرى على اية حال ستظل العلاقات الايرانية المصرية هشة وفى مهب الريح الى ان يحدث تقارب حقيقى تحكمه مصالح تجارية واقتصادية بين البلدين. مشددا أن إيران حريصة على إقامة علاقات استراتيجية بمصر خاصة فى هذه الفترة التى تمر فيها حليفتها الرئيسية فى المنطقة وهى سوريا بتوترات شديدة ، كما توجد تحديات كبيرة فيما يخص حزب الله فى لبنان، ولذلك فإيران حريصة على إقامة علاقات جيدة مع مصر فى ظل هذه الظروف ولذلك على مصر أن تستفيد من هذه الفرصة لتوطيد العلاقات بين البلدين دون النظر للضغوط التى تمارسها الولاياتالمتحدةالأمريكية أو إسرائيل من جانب او دول الخليج العربى من جانب آخر . وقال ادريس أن مسالة عودة العلاقات بين مصر وإيران تثير تحفظات شديدة عند دول الخليج العربى حيث تعتبر أن ذلك التقارب على حساب علاقاتها مع مصر بالرغم من تصريحات وزير الخارجية نبيل العربى التى تؤكد أن أمن الخليج خط أحمر وأنه جزء من أمن مصر القومى وأن مصر لن تسمح بأى اعتداء على دول الخليج. ومن جانبه أكد د. جمال زهران عضو مجلس الشعب السابق، وعضو الوفد الشعبى أن الرئيس الايرانى احمدى نجاد رحب بالوفد الشعبى وبعودة العلاقات المصرية الإيرانية على كافة المستويات والمجالات خاصة الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والتعليمية. وأضاف زهران ان الرئيس نجاد وعد أنه فى حالة سماح الحكومة المصرية بالتأشيرة للإيرانيين للدخول إلى مصر سيكون هناك مليون سائح أو أكثر سنوياً إلى مصر، لزيارة مساجد ومقامات آل البيت، ووعد ايضا بفتح خطوط جوية مباشرة إلى إيران، موضحاً أن الرئيس الإيرانى أبدى استعداده للسماح لوفد شعبى إيرانى فى الفترة القادمة بزيارة مصر، لكن بشرط أن توافق الحكومة المصرية وتسمح لهم بالزيارة لدعم العلاقات بين البلدين. وحول ما أثير مؤخرا من قول الرئيس الايرانى أحمدى نجاد بإن الثورة المصرية امتداد للثورة الإسلامية الإيرانية فقد أوضح زهران ان الوفد الشعبى أكد خلال زيارته لإيران ان ثورة 25 يناير ليست ثورة دينية بل شارك بها كل الأطياف فهى ثورة متفردة وتدرس فى كل المراكز البحثية بالعالم. من جهته يرى د. وجيه عفيفى سلامة - رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية- أن العلاقة بين مصر وإيران مرشحة للتقدم فى الفترة المقبلة باعتبار أنه ليست هناك أية عداوات بين الحكومة الحالية وإيران خاصة أن هناك ترحيبًا من جانب البلدين لتعميق العلاقات على كافة المستويات لذلك لابد من الاستفادة من هذة الفرصة لتحقيق نوع من التوازن الاستراتيجى خاصة مع غياب التوازن الاستراتيجى فى منطقة الشرق الأوسط مما أدى إلى عدم القدرة على تحقيق السلام العادل وعدم إمكانية وجود أوراق ضغط على الجانب الإسرائيلى كى يلتزم بعملية السلام. وطالب عفيفى برفع مستوى التمثيل من مجرد قنصل لتسيير الأعمال إلى درجة سفير ومن أجل الوصول إلى ذلك، اقترح ضرورة عمل مفاوضات بين الجانبين المصرى والإيرانى يتم من خلالها رسم الأدوار الحقيقية لكلا الدولتين . وحول التحفظات الخليجية على التقارب بين مصر وإيران أكد عفيفى أن دول الخليج غير محقة فى ذلك حيث سيؤدى هذا التقارب إلى تهدئة الأوضاع بمنطقة الخليج وسيعمل على ترشيد الأطماع الإيرانية فى الخليج، وسيحول دون انفراد إيران كقوة وحيدة بترتيب الأوضاع بمنطقة الخليج. معتبرا أن تقارب القاهرة وطهران سيكون حائط صد أمام تهديدات إسرائيل باحتلال سيناء.