في الذكرى الثانية لاندلاع الحراك الثوري بمصر (25 يناير ) انطلقت جموع المواطنين و الموطنات إلى شوارع مصر المختلفة للتظاهر سلمياً والاعتصام في ميادين التحرير المختلفة للمطالبة بتحقيق أهداف ثورة يناير ، وترسيخ مبدءا المساواة والقانون والعدالة بين الجميع. ومنذ طليعة صباح يوم الجمعة 25 يناير 2013 انتشرت مجموعات مختلفة من المناهضين لجرائم التحرش والاغتصاب الجماعي ضد النساء والفتيات ، وشاركت مبادرة "شفت تحرش" مع غيرها من المبادرات والمنظمات لمواجهة مخاطر التحرش والاغتصاب الجنسي ضد النساء في ميدان التحرير و في هذا الصدد تحدثنا مع " فتحي فريد " مسئول المبادرات الشبابية مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية – أكت و أحد مؤسسي شفت تحرش عن احداث التحرش التي سمعنا عنها في الأونة الأخيرة فقال : طوال فترة النهار لم يشهد ميدان التحرير سوى وقائع طيفيه تتعلق بممارسات فردية من قبل بعض الشباب أو الرجال غير الأسوياء ، وتم التعامل مع أغلب تلك الوقائع من قبل المتطوعات /المتطوعين أو من قبل النساء والفتيات أنفسهم ، وباشره المجموعة العمل التي تضم كافه المبادرات والمنظمات تحت أسم (قوة ضد التحرش ) بتوزيع ال (تي شيرتات) على المتطوعات والمتطوعين بالمبادرات والحملات المختلفة والتي كتب عليها من الأمام عبارة ( ضد التحرش) ، ومن الخلف عبارة (ميدان أمن للجميع). ومع زوال الشمس واقتراب الغروب انتشرت كافه المجموعات في ربوع ميدان التحرير المختلفة لرصد حالات التحرش والتعدي على الفتيات والنساء والتعامل معها. ومع دقات الساعة السابعة مساء من يوم الجمعة 25 يناير 2013 شهد ميدان التحرير تدفق أعداد كبيره من البلطجة والخارجون على القانون الذين أشاعوا الذعر والرعب في نفوس المواطنات خاصة وعموم من كانوا في التحرير بكثرة وقائع التحرش الجنسي والتي وصلت في بعد الحالات إلى محاولات هتك عرض أو محاولات اغتصاب جماعي ، بينما في الوقت نفسه شهد شارع طلعت حرب في اتجاه ميدان التحرير واقعه تعدى سافر على عدد من الناشطات المصريات ذات التاريخ النضالي الوطني المشرف بدون أي مبرر أو تفسير منطقي واضح لسبب الهجوم على تلك القامات من الحركة النسائية الوطنية. فقد قام عدد من الخارجون على القانون باعتراض طريق عدد من الناشطات أثناء توجههن إلى ميدان التحرير وعلى رأسهن المناضلة / شاهنده مقلد ، ونور الهدى زكى ، وراويه عيسى ، والفنانة عزة بلبع ، والمثير للدهشة والعجب أنه طوال اليوم كان المتظاهرون يرفعون صوراً لعدداً من رائدات الحركة النسائية المصرية من بينهن المناضلة / شاهنده مقلد التي تم التعدي عليها في مساء نفس ذات اليوم ، ولم تكن هي الوقعة الوحيدة التي شهدها ميدان التحرير فقد أعلنت (قوة ضد التحرش) عن التعامل مع 19 حاله أخرى تتعلق بالتحرش الجنسي ومحاولات هتك العرض من بينهم 6 حالات احتجن إلى دعم طبي ، بينما تدخلت مجموعة الإنقاذ التابعة لمبادرة (شفت تحرش) في العامل مع 4 حالات داخل محطة مترو السادات ،وحاله أخرى خلف مسجد عمر مكرم وكل هذه الوقائع التي تم الإشارة إليها ليست جميع ما تم التعامل معه أو رصده بل هي نتائج الرصد الأولى فحسب . و أضاف قائلا انه حسب ما تم حصره ورصده من قبل المتطوعات والمتطوعين بمبادرة (شفت تحرش) نستخلص عدد من التوصيات والمحلاظات : أولاً : التحرش الجنسي ووقائع التعدي على الفتيات والإناث أمر ممنهج وليس عارض أو ناتج عن التدافع أو خلافه من المسكنات أو المبررات الاجتماعية السلمية. ثانياً : تم رصد العديد من محاولات استهداف الناشطات والنشطاء الذين ينتمون إلى حملات مناهضة التحرش داخل الميدان ، وإحداث إصابات بهم. ثالثاً : يجب على القوى الوطنية المحتشدة في ميدان التحرير والتي تدعوا إلى الاعتصام أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية في تأمين المتظاهرين من العبث بأجساد الفتيات والإناث ، وعلى كل فصيل سياسي أو جماعة وطنية أو حزب يعلن عن اعتصامه بميدان التحرير أن يلتزم جدياً بتأمين إحدى مداخل ميدان التحرير من قبل أعضائهم وليس من قبل آخرين لضمان حماية المواطنات والمواطنين داخل الميدان والحد من انتشار جرائم العنف الجنسي ومحاولات إرهاب النساء والفتيات. رابعاً : نؤكد على أن كل محاولات التبجح والتجرؤ على أجساد النساء والفتيات ليست سوى رسائل مبطنه من أجل إرهاب المرأة المصرية لكسر إرادتها وإقصائها عن المشهد السياسي والإجتماعى الذي أصبحت النساء فيه عنصر هام لا يقبل التهميش أو الإقصاء. خامساً : نحمل قوى الإسلام السياسي بكل فصائله مسئوليه التحرش والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات بشكل خاص والعنف الغير مبرر بشكل عام تجاه المتظاهرين سلمياً في عموم مصر نظراً لكونهم أصبحوا هم صناع القرار ، والمسيطرين على مقاليد القرار السياسي في مصر ، وإن لم يكونوا محرضين بشكل مباشر فإن صمتهم هو مباركه لما يحدث للنساء في شوارع مصر ، ولا ننسى الرسالة التي حملها حزب الحرية والعدالة صبيحة عيد الأضحى 2012 التي كانت تحمل عنوان ( أختاه لا تكوني سبباً في التحرش). سادساً : نؤكد على أننا نتخذ تدابير واليات مستحدثه لمواجهة كافه أشكال العنف الجنسي والتجرؤ على النساء والفتيات في عموم مصر وخاصة داخل ميدان التحرير ملتزمين بالسلمية ، ومستخدمين كافه وسائل التواصل والتوعية للفتيات والنساء.