( أدعو الي حوار عاجل يحضره الأحزاب السلفية والإخوان ووزيرى الداخلية والدفاع وأيضا جبهة الإنقاذ الوطنى وذلك لانقاذ الموقف لأن البلاد تواجه خطر حقيقي ) .. ما سبق هو ما كتبه الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور ، وذلك أملا منه في توحيد الصف حول حوار وطني يخرجنا من هذا المأزق العنيف ، ولكن تساءل بعض الناشطين علي تويتر حول اصرار الدكتور البرادعي علي حضور وزير الدفاع هذه المشاورات أو الحوار الوطني ، وهل يرغب في اعادتنا مرة أخري الي حكم المجلس العسكري والعودة الي نقطة صفر مرة أخري في الفترة الانتقالية ؟! .. وقد علق يسري حماد القيادي بحزب الوطن السلفي علي دعوة الدكتور البرادعي قائلا بأن الحزب يرحب بأى دعوة للحوار الوطنى، ولكنه لا يتفهم كيف يدعو الدكتور محمد البرادعى لحوار مع رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى ووزيرى الدفاع والداخلية والأحزاب الإسلامية وجبهة الإنقاذ الوطنى ، فما الهدف من إقحام العسكريين فى الاجتماع ؟! . وقد أثارت مبادرة الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور، للحوار الوطنى، ردود أفعال غاضبة، من قبل العديد من التيارات المدنية والإسلامية على حد سواء، مقابل ترحيباً فاتراً من قبل قيادات بجماعة الإخوان، ورفضاً سريعاً من المتظاهرين بميدان التحرير. وقد اتهم عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط، الدكتور محمد البرادعى بتبنى "دعوة للقتل" يوم بعد غد الجمعة، وليس الحوار، قائلاً فى كلمة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" حين تتملص من تلبية الدعوة غير المشروطة للحوار، وبحضور القوى السياسية دون إقصاء، ثم تطلق أنت دعوة جديدة إقصائية لعددٍ من القوى المختلفة معك، بل وتستبدلها باستدعاء مريب لأجهزة الدولة التنفيذية التى طلقت السياسة بالثلاثة، وأصبح انتماؤها فقط للشعب "الداخلية والدفاع"، ثم تلوح من بعيد بورقة العنف، مع استمرار امتناعك عن إدانته، أو نفى ما بينك وبين القائمين عليه تدبيرا وتمويلا وتنفيذا، فإن حقيقة دعوتك والحال كذلك، تعد صورة طبق الأصل من دعوة أحمد شفيق للحوار بالبونبون بمجلس الوزراء، وعلى بعد أمتار منها كانت تجرى عملية سحق وسحل وقتل لنا بميدان التحرير يوم 2 فبراير 2011م بواسطة خيول وجمال وبلطجية الحزب الوطنى المتواطئة آنذاك مع الأجهزة التنفيذية لدولة مبارك وعمر سليمان، وأضاف سلطان "هذه دعوة للقتل يوم الجمعة القادم ياسيدى وليست للحوار". وفى رد فعل سريع من المتظاهرين بميدان التحرير، أعلن القائمون على منصة الميدان عن رفضهم لمبادرة البرادعى، مؤكدين أن جبهة الإنقاذ لا تمثلهم، ولا تفاوض مع النظام الحالى إلا بعد إسقاطه، وقال متظاهرون "إن الساسة المتفاوضين مع الرئاسة باسم الثورة، لا يعبرون إلا عن توجهاتهم ومصالحهم الحزبية فقط". وفى المقابل، اعتبر البرلمانى السابق محمد أبو حامد، مبادرة البرادعى بمثابة "تراجع أمام تهديدات الإسلاميين"، قائلا "جبهة الإنقاذ لا تمثل الشارع الغاضب ولا تمثل سوى نفسها، والتراجع أمام التهديدات لن يؤدى إلا لتمادى فى البلطجة". وعلق كارم رضوان، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وعضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين على دعوة البرادعى، قائلا: "إحنا فى دولة مؤسسات وليس عزبة وشعبها يحترم الرئيس، وكان عليك الذهاب إلى الحوار من قبل". وشدد عضو الهيئة العليا للحرية والعدالة فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أنه كان الأولى للبرادعى الذهاب عندما دعاه الرئيس للحوار، مشددا من المفترض أن يلبى دعوة الرئيس للحوار وليس هو من يوجه الدعوة للرئيس، لأن مصر لها رئيس واحد فقط يقودها، وليس البرادعى. وأكد كارم رضوان، أنه حينما يدعو الرئيس لحوار وطنى جاد على الجميع أن يستمع ويلبى الدعوة للحوار، مشيرا إلى أن البرادعى أفاق الآن وأحس بمراجعة للنفس، وكان عليه أن يقول، أقبل حوار الرئيس وليس أدعو، متسائلا: "لماذا اعتذروا عن الحوار من قبل؟". من جانبه، أكد يسرى حماد، القيادى بحزب الوطن السلفى، أن الحزب يرحب بأى دعوة للحوار الوطنى، ولكنه لا يتفهم كيف يدعو الدكتور محمد البرادعى لحوار مع رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى ووزيرى الدفاع والداخلية والأحزاب الإسلامية وجبهة الإنقاذ الوطنى فما الهدف من إقحام العسكريين فى الاجتماع؟. وأكد محمد المهندس، المتحدث باسم حزب مصر القوية، أن الحزب غير مرحب بالمبادرة التى أطلقها الدكتور محمد البرادعى، حول ضرورة عقد اجتماع بين الرئيس ووزيرى الدفاع والداخلية والحزب الحاكم والتيار السلفى وجبهة الإنقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد". وانتقد المهندس المزايدة من قبل الجبهة على الدعوة لحوار جاد فى وجود أطراف سياسية جادة وفاعلة فى الحياة السياسية وبعد ذلك تطالب بوجود وزارة الدفاع مما يجعلها بمثابة الوصية على الحياة السياسية بمصر واعتراف بالفشل فى إدارة المشهد السياسى. وأشار المهندس إلى أنه إذا كان البعض يهاجموننا بالرمادية فنحن نفتخر بذلك لأنها لا تهدد مدنية الدولة واستقرارها. وفي تصريح خاص لبوابة الشباب أكد مصدر عسكري رفيع المستوي أن الجيش لن يتورط في السياسة مرة أخري ، وأنه أعلن مرارا وتكرارا هذا ، وأوضح أنه يعتقد بأن رغبة الدكتور البرادعي في وجود وزير الدفاع في الحوار هي مجرد دعوة لوجوده كضامن ليس أكثر ، وذلك لأن المعارضة فقدت الثقة في الرئاسة كما تقول ، وبالتالي هو يرغب في وجود طرف محايد ليكون ضامناً لتنفيذ قرارات هذا الحوار الوطني ، وأكد المصدر أن الجيش دعا من قبل الي حوار وطني وذلك خلال أحداث الاتحادية ولكن الرئاسة تدخلت ورفضت الحوار ، وأوضح أنه من الممكن أن يتحمل الجيش تبعات حضور مثل هذه الاجتماعات وذلك أملا منه للخروج من الأزمة وذلك كضامن فقط لجدية الحوار ، خاصة وأنه الطرف الوحيد الذي عينه الدكتور محمد مرسي وترتضي بوجوده المعارضة ، ولكن أن يعود الجيش كمجلس عسكري وحكم سياسي مرة أخري فهذا مستبعد تماما لأن هذه ليست مهمة الجيش الذي أتم انتقال المرحلة الانتقالية علي أكمل وجه ، ولا يمكن أن يورط نفسه في السياسة مرة أخري . ومن ناحية أخري ، أكد اليوم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على أهمية الحفاظ على حرمة الدم المصري، وحماية النسيج الوطني الذي هو درع الأمة المصرية. وأشار الطيب إلى أن الوطن يمر بموقف صعب، لذلك على الجميع الالتزام ب"حرمات الدماء"، وتابع: "إذ كان التنوع سنة الله فلابد من تجريم العنف، مشيدا بشباب الثورة الذين اجتمعوا من أجل وضع رؤية حقيقية من أجل الخروج من الأزمة. وقال شيخ الأزهر، إن مؤسسة الأزهر لعبت دورًا ناجحًا في بناء الموقف الوطني، مؤكدًا أن الجميع اجتمعوا لإشفاقهم على ما تمر به البلاد، وانتهوا إلى مجموعة من المبادئ لحل الموقف الراهن. وشدد على ضرورة دعوة كل المنابر الفكرية والإعلامية إلى نبذ كل ما يتصل بلغة العنف والعمل على إعادة الحياة الفكرية والسياسية بشكل سلمي، والعمل على جعل الحوار الوطني التي تشارك فيه كافة أطياف المجتمع هو الوسيلة الوحيدة لحل كافة النزاعات". وتابع "العمل السياسي ليس له علاقة بالعنف والتخريب ونهضة وطننا تأتي من احترام القانون، ومن ثم علينا إدانة العنف بشكل صريح وتجريمه وطنيا ودينيا وليس مقبول التحريض على العنف". يشار إلى أن الحوار شارك فيه كل الرموز الوطنية، مثل أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني (محمد البرادعي، عمرو موسى، حمدين صباحي، السيد البدوي، وعمرو حمزاوي) بالإضافة للأنبا أرميا والقس صفوت البياضي ومنير حنا قلتة، ومحمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، ومحمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب "مصر القوية"، وأبو العلا ماضي، "رئيس حزب الوسط، وأيمن نور "رئيس حزب غد الثورة"، وأحمد سعيد "رئيس حزب المصريين الأحرار"، والشيخ نصر فريد واصل "مفتي مصر السابق، والشيخ محمد حسان، وممثل عن الكنيسة، والشاعر عبد الرحمن يوسف، بالإضافة إلى الناشط وائل غنيم، وزياد العليم، ومصطفى النجار "عضوي مجلس الشعب السابق .