فى ظل الأحداث الجارية وتطورتها السريعة .. بدأ الشارع المصرى يتعرف على قوى ووجوه جديدة تميل إلى الإشتباك وترفع شعارمواجهة العنف بالعنف ، ومن أبرز هذه المجموعات هى مجموعات "البلاك بلوك". هذه المجموعات بدأت تظهر فى مشهد الأحداث منذ يوم الخميس الماضى، مع نزول "التراس" الاهلى للشارع، وكانت تقوم بقطع الطرق والإشتباك مع قوات الأمن بشارعى محمد محمود والقصر العينى، وأهم مايميز هذه المجموعات هي القمصان السوداء التى يرتدونها وتلثيم وجوهم بعصبات أعين سوداء، بالإضافة إلى تحركهم بشكل منظم فى قلب الأحداث مما يدل على أنهم مدربين جيدا. ومع لفتهم لأنظار الجميع وخاصة الإعلام بدأ الجميع يسأل من هم"البلاك بلوك"، فخرجت العديد من التقارير الصحفية تحكى قصتهم وماهو أساسهم وأين كانوا قبل ذلك؟، ولماذا ظهروا فاجاة؟, وكانت معظم هذه التقارير والأخبار عن "البلاك بلوك" ضدهم، وكانت أكثر الرويات إنتشارا ولاقت تصديق لدى الشارع هو ما ذكره موقع الجزيرة الإخبارى حيث قال: إن مصدر تحدث إليهم قال إن تلك المجموعة محركها الرئيسي هو مؤسسة يقع مقرها الرئيسي في منطقة عسكرية بصحراء النقب ويشرف عليها ضابط بالاستخبارات الإسرائيلية اسمه ميرزا ديفد، ومعه جنرال سابق يدعى بيني شاحر وعقيد سابق بالخدمة السرية هو بازي زافر، إضافة إلى عدد من الخبراء في المجالات العسكرية والأمنية والنفسية. هذا ما أكده رأى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم الدراوي والذى قال: هذه المؤسسة ترتبط بحركة أوسع تنتشر في العديد من دول العالم وتحتفظ بعلاقات مع منظمات حقوقية غربية وشركات متخصصة في الأمن والحراسة، كما تحصل على دعم من مؤسسات أمنية إسرائيلية وغربية بهدف تدريب كوادر من الشباب المصري من أجل إسقاط النظام، ويضيف الدراوي - وهو مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة - أن لديه معلومات توضح أن هذه المؤسسة تعتمد على خداع الشباب تحت ستار دعم الديمقراطية، وتقدم لهم تدريبات تتراوح بين تنظيم المظاهرات واستخدام المتفجرات، فضلا عن التنكر وتوجيه الحشود واستغلالها لصناعة الأزمات وخلق حالة من عدم الاستقرار. ولمعرفة تفاصيل أكثر عن قصة إرتباط "البلاك بلوك" بالموساد الإسرائيلى قامت بوابة الشباب بالإتصال بالخبير الأمنى اللواء خالد مطاوع والذى قال: رغم ندرة المعلومات المتوافرة عن هذه المجموعات و التى تطلق على نفسها أسماء مختلفة مثل" البلاك بلوك" أو "الكتلة السوداء" نظرا لاستخدامها اللون الأسود فى مظاهرها الخارجى ، إلا أن المعلومات المؤكده عنها أنها مجموعات ظهرت فى أوروبا و خاصة فى ألمانيا فى أواخر السبعينيات و إنتشرت منها الى باقى أنحاء أوروبا ومنها الى أمريكا أواخر الثمانينات من القرن الماضى، إلا أن المجموعات المصرية التى إتخذت من هذا التكتيتك سبيلا لها للتعبيرعن رايها فى ذكرى ثورة يناير الثانية، إتخذت لنفسها عدة أسماء منها الحركة السوداء نسبة للمسمى الأصلى وهدف المجموعات المصرية هو توضيح أنه رغم تناثرهم فى العديد من المحافظات لكنهم يعملون تحت مظلة واحدة أطلقوا عليها "إتحاد أشباح الثورة" ، كما إتخذت بعض المجموعات منها إسم كتيبة المشاغبين نسبة الى "الهوليجانز Hooligans" و هى مجموعات ظهرت فى بريطانيا و تنتهج سلوك غير شرعى و غير قانونى فى تصرفاتها مثل عمليات الشغب و التنمر و التخريب المتعمد للممتلكات العامة والخاصة . من خلال متابعاتنا لهم اتضح لنا أن هذه المجموعات لا تسمح بإنضمام عناصر جديدة لها فى الشارع، و تعتمد على معرفتهم الشخصية ببعضهم البعض إلا أنه يتم التنسيق بين المجموعات حال ظهورهم فى صورة مجموعات فى الميدان. وتتكون كل مجموعة من مجموعات "البلاك بلوك" من حوالى 20 – 40 شاباً و لا يشترط الجنس ، حيث نجد أن هناك مجموعات تضم فتيات فى قوامها، و هى مجموعات إتسمت بالنظام و لكل مجموعة قيادة و يلتزم أفراد كل مجموعة بتعليمات القياده، كما أنهم أعدوا انفسهم بصورة جيدة و يعرفون أهدافهم جيدا، وعادة ما يكون فى أوساط كل مجموعة عناصر مسلحة بفعل ما توافر بالسوق المصرى من سلاح غير شرعى سواء كان مهرباً أو مصنعا محلياً بحيث يضمن أعضاؤها تغطية عمليات الإنسحاب فى حالة تعرضهم لموجات عنيفة من الأمن أو من أى مجموعات أخرى، وشعارهم الأساسى هو " الله – الوطن – الثورة " . ويؤكد مطاوع إن هذه المجموعات تمثل خطرا على الأمن و لا يمكن السيطرة على ردود افعالها لما لها من قدرات تتمثل فى شبابيتها و إمتلاكها لعنصر المبادءة، و قد يمتد الأثر السلبى لمثل هذه المجموعات فى قيام بعض عناصر البلطجة و عناصر الجريمة بإنتهاج نفس أساليب تلك المجموعات لتكون ساترا تلعب من وراءه لتحقيق أهداف غير مشروعة، بل قد يمتد الوضع لتدخل هذه المجموعات الأصلية ذات المقاصد النبيله فى معارك مع سلطات تنفيذ القانون للدفاع عن المجموعات التى تحاكى مظهرها فى تنفيذ عمليات غير مشروعة، إستنادا لإنعدام الثقة الذى سيتولد قريبا بين هذه المجموعات و الشرطة و القضاء.