خيم الظلام والقلق على منطقة وسط البلد والشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير فى أعقاب ازدياد حدة الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين فى ختام فعاليات الذكرى الثانية للثورة .. وكانت قوات الشرطة قد اختفت تماما من المشهد خوفا من حدوث مصادمات ، فى حين اكتفت بتأمين المنشآت الحيوية للدولة من الداخل. هذا وقد ازدادت سخونة الأحداث فى شارع الشيخ ريحان وشارع يوسف الجندى المؤديان لمبنى وزارة الداخلية فى ظل إصرار المتظاهرين على الاشتباك مع قوات الأمن التى لا تتوقف عن إطلاق قنابل الغازات المسيلة للدموع. وكان العشرات من مجموعة البلاك بلوك قد ساهموا فى إشعال الموقف فضلا عن دور شباب الألتراس . وقام بعض أفراد من قوات الأمن المركزى بإعتلاء أسطح المبنى المقابل لشارع يوسف الجندى لإلقاء الحجارة على المتظاهرين لإبعادهم . .. هذا وقد سقط فى الإشتباكات عشرات المصابين بإختناقات وكسور وجروح قطعية من جراء التراشق بالحجارة والطوب مع قوات الأمن وذكر الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف أن عدد المصابين بلغ حتى مساء اليوم حوالى 119 والأعداد فى إزدياد ، كما سقط أيضا العشرات من المصابين فى صفوف قوات الأمن المركزى. وتزداد الإشتباكات سخونة فى ظل إصرار المتظاهرين على اقتحام شارع قصر العينى لاحتلال مجلس الشورى وذلك حسب دعوة منسوبة للتيار الشعبى ضمن مخطط المليونية للسيطرة على بعض المنشآت الحيوية لإرغام النظام على الرحيل . .. ومن ناحية أخرى حاولت مجموعة من المتظاهرين إقتحام مبنى ماسبيرو وقد تجنبت قوات الأمن الدخول معهم فى إشتباكات ومصادمات حيث تراجعت للخلف ثم عادت لتأمين المبنى يأتى هذا فى الوقت الذى ترابط فيه قوات خاصة لتأمينه من الداخل وتشكيلات كبيرة من الأمن المركزى. وكان عدد من متظاهرى العباسية والزاوية الحمراء وحدائق القبة قد غيروا اتجاه مسيرتهم إلى مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون للتظاهر أمامه. وكثفت قوات الأمن من تواجدها وقامت بإطلاق وابل كثيف من الغازات المسيلة للدموع مما اضطر الكثير من المتظاهرين للتراجع بعد ان حاولا نزع الأسلاك الشائكة المحيطة بالمبنى. .. وعلى صعيد الأوضاع فى الإتحادية فقد نجحت قوات الأمن فى إحباط مخطط آخر لاقتحام القصر الجمهورى ومنعت المتظاهرين من التقدم إلى محيط القصر بإطلاق وابل من الغازات المسيلة للدموع مما أدى لتراجع المتظاهرين وسط حالة من الكر والفر استمرت طويلا. ومن ناحية أخرى فقد قامت مجموعات الألتراس والبلاك بلوك بإحتلال مترو الأنفاق وإيقاف الحركة به بالكامل بعد أن اقتحموا محطة أنور السادات ومنعوا القطارات من التحرك يأتى هذا فى الوقت الذى اختفت فيه تماما قوات الشرطة المنوط بها تأمين المحطات. و سعت عناصر مجهولة لنهب محتويات محطة السادات . وكان رموز المعارضة قد شاركوا اليوم وتقدموا الصفوف الأولى من المسيرات حيث قاد البرادعى وحمدين صباحى الآلاف من مسجد مصطفى محمود إلى التحرير وشارك فى هذه المسيرة كل من الدكتور جمال زهران والناشط السياسي وائل غنيم والمخرج خالد يوسف كما قاد الدكتور السيد البدوى مسيرة حزب الوفد من مقر الحزب بالدقى إلى التحرير فى حين تزعم الناشط السياسي أحمد دومة مسيرة دوران شبرا كما شاركت كريمة الحفناوى فى مسيرة السيدة زينب. .. ودعت قيادات بجبهة الإنقاذ المتظاهرين للاعتصام بالتحرير حتى يرحل النظام تكرارا لسيناريو رحيل مبارك لكن لوحظ إنصراف المئات من المتظاهرين مبكرا . وعلى صعيد العنف فى المحافظات فقد تم اقتحام مقرات الحرية والعدالة بدمنهور والإسماعيلية كما سقط مبنى محافظة كفر الشيخ فى قبضة المتظاهرين فى حين أشعل المتظاهرون النار فى مبنى مجلس محلى مدينة المحلة وأسفرت الإشتباكات بين الأمن والمتظاهرين فى الأسكندرية عن سقوط العشرات من المصابين .. ويزداد الوضع تأزما فى ظل غياب كامل للدولة والأجهزة الأمنية عن المشهد الذى يزداد سخونة وتوترا مع مرور الوقت. ومن جانبه انتدب النائب العام أعضاء النيابة للتحقيق فى أحداث العنف والتخريب المتعمد للمتلكات العامة والخاصة الذى شهدته فعاليات ذكرى الثورة خاصة بعد اتهام مجموعات بعينها تسعى للتخريب ونشر الفوضى وعلى رأسها مجموعة البلاك بلوك بعد تقديم عدة بلاغات سابقة تتهم هذه المجموعات بالعمل على زعزعة الفوضى ونشر العنف فى البلاد. ..