الآن ونحن نعيش فى عصر الثورات التكنولوجية حيث تزول المسافات الفاصلة بين الواقع والخيال .. فإننا لن نبالغ إذا قلنا أن كل شىء سيطير قريبا وسيصبح فى الإمكان أن نحلق فى الهواء بمفردنا بلا طائرات أو صواريخ بعيدا عن قهر الجاذبية... قريبا سيكون بإمكاننا أن نستقل سيارتنا الطائرة ونسير بلا إشارات مرور أو زحام أو مطبات صناعية و سننتقل بها بين أنحاء المدينة بحرية وأمان ، أيضا القطار سيتحرر من القطبان ويحلق فى الهواء ، حتى الكراسي التى نجلس عليها ستذهب بنا بعيدا عن سيطرة الجاذبية .. والإنسان نفسه سيتحرك على الأرض كما يتحرك رواد الفضاء على القمر بعد أن ظل على مر العصور أسيرا للجاذبية .. ولكل هذا نود أن نقول لكم أهلا بكم في العصر الطائر ! من المشاهد المعتادة فى أفلام الخيال العلمى أن نرى أشياء تطير بلا عوائق وبشكل يفوق التصور ، وحتى الآن لم يطور العلماء نظرية شاملة عن العصر الطائر كما أن هذا المصطلح لايزال يستخدم على استحياء فى الدوريات العلمية لكن تطبيقات هذا العصر تشهد بالفعل تطورا غير عادى الآن ، و أولى هذه التطبيقات هي السيارة الطائرة التى تم الإفصاح عنها مؤخرا ، حيث تعد سيارة the Terrafugia Transition هي أول سيارة طائرة فى العالم ، وقد نجحت التجارب الأولية التى أجريت عليها ومن المقرر أن تطرح فى الأسواق خلال العامين القادمين وهى من ابتكار عدد من مهندسي وكالة ناسا الفضائية بالتعاون مع الشركة المنتجة EAA Air Venture الموجودة فى ولاية ماساتشوستس الأمريكية . ويتسنى لراكب هذه السيارة التحليق فى الهواء على ارتفاع 50 كيلو متر وبسرعة تصل إلى 115ميلا وبالتالي فهى لا تحتاج لمطارات خاصة وإنما مكان فسيح بعض الشىء من أجل الإقلاع ومن المفترض أن يمنح سائقها رخصة خاصة تختلف تماما عن رخصة القيادة العادية وذلك لضرورات الأمان التكنولوجى، وتتميز السيارة أيضا بوجود جناحين كبيرين يتم طيهما بسهولة عند وضع السيارة فى الجراج ومن المحتمل أن تشهد السيارة الطائرة إقبالا كبيرا على شرائها خاصة وأنها لن تكون مرتفعة الثمن مثل الطائرات الخاصة فهى فى النهاية مجرد سيارة .. أما التطبيق الثانى فهو القطار الطائر الذى تم تصميمه وتنفيذه بالفعل فى عدد من الدول الأوروبية والآسيوية وهناك محاولات لإدخاله إلى مصر وذلك باستثمارات إيطالية ، وهو يعتبر واحدا من أفضل تطبيقات عصر السرعة فهذا القطار يسير بسرعة تتجاوز 300 كيلومتر فى الساعة حيث أنه لا يرتبط بالقطبان إلا فى مرحلة الانطلاق وبعدها يرتفع عنها قليلا فينطلق كالصاروخ، وهذا القطار يعتمد فى الأصل على نظرية علمية بسيطة وهى التنافر بين طرفين متوافقين فى المجال المغناطيسى وإذا كانت هذه النظرية قديمة إلى حد ما إلا أن الجديد هو ابتكار معادن جديدة تسمى بالموصلات فائقة التوصيل Superconductors) ) والتى يتكون منها الطرفين وقد اكتشف كذلك أن هذه المواد حساسة جداً للمجال المغناطيسى وتعكسه مهما ضعفت شدته، وهكذا يرتفع القطار بكامله عن سطح القضبان نتيجة التنافر المغناضيسى ويصبح وكأنه يسير على الهواء وهذا يمنع الأحتكاك مما يقلل من استهلاك الوقود ويزيد من السرعة. أما التطبيق الثالث فهو السرير .. وهو موجود بالأسواق الآن في الدول المتقدمة ومش عندنا طبعا ، فهو من ابتكار مهندس هولندى أسمه رويسنارز وقد استوحى فكرته من فيلم " ملحمة الفضاء " ويعتمد على الفكرة العلمية الخاصة بالتنافر المغناطيسى وهى نفس فكرة القطار الطائر، ويبلغ سعره مليون ونصف مليون يورو، أما الغريب في الأمر أنه متعدد الاستخدامات والأشكال فإذا تم طيه بطريقة معينة يتحول إلى ترابيزة طائرة لتناول الطعام. وهناك أيضا الروبوت الطائر الذي طورته شركة سايكو أسبون اليابانية بهدف عمليات المراقبة والتفتيش ، الروبوت الجديد يزن 12جراما وله محركان صغيران يمكناه من التحليق بشكل يبدو كالفراشة . والأمر لا يقف عند هذا الحد فقريبا سوف تكون هناك أحذية خاصة تمكن مرتديها من الارتفاع عن سطح الأرض بفعل نظرية التنافر أيضا بين الحذاء والطبقة الجديدة الأخرى التى من المحتمل أن تصنع منها الشوارع بحيث تعطى للناس القدرة على الهروب من جاذبية الأرض والسير بشكل متزن إلى حد ما على طريقة السير على القمر حيث لا جاذبية ، وقبل أن نصل لذلك فقد ابتكر عدد من الباحثين بجامعة نيوزيلاندا الآن جهازا يمكن الإنسان من التحليق فى الهواء بعد ارتدائه فى منطقة الظهر مثل حقيبة الرحلات وهذا الجهاز مزود بمحركات قوية تندفع لأعلى وبها ذراعين للتحكم في الارتفاع والانخفاض ولتفادى الأماكن المرتفعة وكان الهدف من تصميم هذا الجهاز التخلص من معاناة الزحام فى المدن الزدحمة وقد تم طرحه فى الأسواق مؤخرا .