قرية الدم و النار و مسقط رأس أسطورة روبين هوود الصعيد "نوفل" إبن "حمردوم" الذي تحول إلي خط الصعيد في هذه القرية و طاردته الشرطة هو و رجاله حتي مات قتيلاً!! كتب : هشام عبد اللطيف - محمد المراكبي و القصة التي روت لنا عن حقيقة مقتله أن رصاص الشرطة برئ من دمه , حيث قتله إبن أخته الذي ثأر منه لأن أحد رجاله قتل أخيه لسوء سلوكه ، فلما ذهب لنوفل و طلب منه أن يقتل من قتل أخيه رد "نوفل" و قال: لا يمكن فهذا أحد رجالي!! ، فما كان من إبن أخته إلا أن قال: "إذن أنا سأقتلك"..و إستغل فرصة مهاجمة الشرطة لفيلا "نوفل" في "حمردوم" و سبقهم و قتل خاله و حينما هاجمت الشرطة تصور الناس أن "نوفل" قتل برصاصها. قبل ذهابنا إلي هذه القرية قابلنا مناورات كثيرة من كل المحيطين بنا و أولهم دليلنا "محمود همام" الذي حذرنا بشدة و قال إن في هذا التوقيت بالذات هناك إطلاق نار بالقرية و إشتباكات و إذا ذهبنا يمكن أن نموت و السائق الذي معنا خاف هو الأخر بمجرد سماعه كلمة "حمردوم", كل هذا زادنا حماساً لا تراجعاً و قررنا الذهاب بمفردنا حتي إذا كان هناك أذى يكون علينا فقط فلا ذنب للآخرين في جريمتنا هذه ، و بالفعل ذهبنا إلي القرية التي تتبع نجع حمادي, كنا علي مشارفها في تمام الساعة الثالثة عصراً, علي مدخلها و من غير المألوف في قري الريف وجدنا سيارة شرطة و بداخلها ضابط وعدد من العساكر و لما عرف أننا غرباء ، لوح لنا كي نذهب إليه , و عندما عرفناه علي هويتنا - وإن كنا حرفنا فيها بعض الشىء - حيث قلنا إننا صحفيين و كتبنا قصة فيلم سينمائي عن الصعيد و نريد دخول القرية للبحث عن أماكن تصوير, خاصة و أن القصة عن "نوفل", الضابط قال لنا : أنصحكم بالرجوع من حيث أتيتم لأنه لا يوجد أحد بالقرية!! إستغربنا حديث الضابط الذي قال هذه الكلمة و ذهب في طريق بعيد عن القرية، فانتهزنا الفرصة و هممنا بالدخول و في أقل من دقيقة وجدناه ورائنا و طلب منا إتباعه!!..ذهبنا وراءه إلي داخل هذه القرية التي يرهبك مدخلها ، حيث يشبه مداخل قرى المطاريد في الدراما, الجبل يحتضن البيوت حتي تتخيل أنه صمم علي جرافيك, فوق هذه البيوت سرنا في طريق إمتد لأكثر من كيلو متر, القصب علي يميننا و الجبل علي يسارنا..توقفت عربة البوليس أمام نقطة شرطة "حمردوم" و أغرب شيء رأيناه هو وجود مدرعة عسكرية علي مدخل نقطة الشرطة , إصطحبنا الضابط إلي الداخل و جلسنا في مكتبه بعض الوقت و بعدها قال: "أنا أخذت لكم إذناً من مدير الأمن للحديث مع الناس, تقدروا تدخلوا القرية".
دخلنا إلي القرية و بصراحة لم ينتابنا الخوف بقدر ما كنا نتشوق لرؤية تلك الإشتباكات التي يتحدثون عنها, تحدثنا مع مواطن لفترة طويلة بعدها إكتشفنا أنه مخبر!!، تركناه و ذهبنا إلي الداخل أكثر حيث أن البيوت مهدمة لا يظهر عليها أي معالم تطور و يبدو أن سكانها كان يشغلهم شيء أخر غير تطويرها بشكل يليق بالمعيشة , كل الواقفون في الطريق يرمقوننا بنظرات إستفسار!!..و تحسباً منا لأي مفاجأت ذهبنا إلي مجموعة من الواقفين و عرفناهم بهويتنا و أخبرناهم بمرادنا المزيف...الفيلم السينمائي..و ما أن قلنا لهم هذا حتي وجدناهم يسترسلون في حديث طويل عن مشاكلهم و يتمنون أن تناقشها السينما و هي أنهم وجدوا في قرية لها تاريخ و سمعة سيئة من مطاريد و تجارمخدرات و سلاح و لكنهم الآن نفضوا أيديهم من كل هذا و كل أملهم أن تصدقهم الشرطة و تؤمن أن ليس لديهم أي سلاح و من يملكون السلاح هربوا إلي الجبل المجاور للقرية . زراعة محصول القصب في هذه القرية ممنوعة بأمر الحكومة لأنه ملجأ للهاربين و المسجلين خطر..مع أنه المحصول الرئيسي في هذه المحافظة.
وقبل وصولنا إلي القرية بساعات كانت هناك حملة جمع سلاح فيها حتي أن الأهالي جعلونا نصور عمليات الحفر التي يقوم بها رجال الشرطة داخل منازلهم بحثاً عن السلاح ، وخرجنا من القرية وحقيقة لم نر أي سلاح و لكن الأجواء التي سبقت دخولنا القرية تؤكد أن هناك شيء ما يحدث و الكل يخفيه عنا.. وبعد خروجنا ، هناك من أخبرنا بأن من معهم السلاح هربوا إلي الجبل بسبب حملة الشرطة التي سبقتنا...