اعتبر المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي أن القوى الإسلامية في مصر تمثل أقلية لكنها منظمة، قائلا إنه واثق من أن ائتلاف الجماعات اليسارية الذي يعمل على توحيده سيكون قويا بما يكفي لهزيمة الإسلاميين والحصول على أغلبية في البرلمان. وقال صباحي في مقابلة مع رويترز: "نحن نسعى لحالة اصطفاف وطني من أحزاب لديها أهدافنا من العدالة الاجتماعية ولكن ليس بالضرورة أن يكون لديها نفس معتقداتنا أو أيدولوجياتنا وبهذا سوف نحصل على الأغلبية في البرلمان." وأضاف صباحي أن جبهته قد تضم جماعات ليبرالية وأشخاصا يتفقون مع برنامجه للعدالة الاجتماعية ولكن عندما سئل عما إذا كانت الجبهة مفتوحة أيضا أمام الإسلاميين كانت الإجابة: "لا.. وتحديدا لن يضم حزب الحرية والعدالة وحلفاءه." وفاز الإسلاميون بنحو 70 في المئة في البرلمان الأول الذي تم انتخابه في وقت سابق من العام الجاري بعد الانتفاضة الشعبية التي شهدتها مصر وأسقطت الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي. وحل البرلمان في يونيو بعد أن قضت محكمة بأن القوانين التي أجريت الانتخابات على أساسها غير دستورية. ويرى صباحي أن الإسلاميين أقلية في مصر وان فوزهم الساحق في السياسة خلال العام والنصف المنصرم بعد الثورة ضد مبارك يعود إلى مهاراتهم التنظيمية والشعبية القوية والتي قال إنه يعمل على محاكاتها في جبهته الليبرالية الجديدة. وقال: "هذه الجبهة ستنهى حالة التناقض الحاصلة في مصر لأن الأقلية المنظمة أخذت الأغلبية في البرلمان والرئاسة والأغلبية المفككة حصلت على الأقلية في البرلمان." وأسس صباحي في الآونة الأخيرة حركة التيار الشعبي اليسارية ولكنه يقول إنه لا يسعى إلى أحياء سياسات اقتصادية اشتراكية قديمة مثل تأميم الصناعات الخاصة. وقال صباحي الذي بدأ مشواره السياسي عندما كان رئيسا لاتحاد طلاب في السبعينات "حتى تحصل مصر على ما تحتاجه وتستحقه من نهضة اقتصاديه تحتاج إلى نظام مشترك بين الاشتراكية والسوق الحرة. " وقال صباحي "بعد خمسة وأربعين يوما من حكم عبد الناصر زود الحد الأدنى للأجور وأعاد توزيع الأراضي الزراعية وهذه السياسات كونت أكبر طبقه وسطى في تاريخ مصر وأقل مستوى بطالة." وباستثناء تطور بسيط في نظام الأمن الذي تأثر بشدة بعد ثورة 25 يناير 2011، لا يرى صباحي تقدما آخر منذ تولي مرسي الرئاسة في 30 يونيو. وقال: "هناك فجوه كبيرة بين أحلام المصريين في العدالة الاجتماعية وطريقة تفكير هذا الرئيس المنتخب المخلص أكثر لجماعته ونمطها الاقتصادي". ورأى صباحي أن هناك حاجة "لإجراءات ثورية" من أجل أن يشعر الناس بتغيير حقيقي. وقال صباحي "أنا ضد استخدام الدين في السياسة ولذلك سوف أظل في المعارضة ضد الإسلاميين ولكنى معارض نزيه سوف انتقد سياستهم وأنافسهم في الانتخابات ولكنى لم أحارب وجودهم فهم من ضمن الجماعة الوطنية." وسئل صباحي عما اذا كان مستعدا لترشيح نفسه للرئاسة مرة أخرى فقال: "إذا كان مطلبا وطنيا. فأدائي في الانتخابات الماضية ليس تصريحا مفتوحا لأخوض الانتخابات إلا إذا كان هذا مطلوبا."