حذر مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ من فيلم آخر مرتقب تستعد إحدى الجهات الخارجية يتم خلاله تجسيد شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم . وانتقد المفتى هذه الخطوة بشدة مبديا معارضته التامة لها ، ووصف خطوة تجسيد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بشخصه الكريم بانه عمل به "عبث كبير خاطئ"، وقال " لقد علمت بشأن هذا الفيلم وأنه سيتكلف نحو 450 مليون دولار، وهذا عمل خطأ وعبث وترهات، وإن هذا العمل لا خير فيه". واعتبر آل الشيخ - فى تصريح صحفى نشر اليوم بالمملكة - أن انتاج أفلام أو نشر الرسوم المسيئة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تعبر عن الحقد غير المستغرب من أعداء الإسلام على شخص رسول الله، مشددا على أن تلك الممارسات والأقاويل افتراء وظلم للنبي الكريم. وبين آل الشيخ أن المراد من الإساءات لشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم هدفها الإساءة للإسلام، وذلك بالنظر إلى تقدم الإسلام وسرعة انتشاره في الوقت الراهن في العالم، مبينا أنه على المسلم أن يعي السنة تماماً ويدحض جميع الافتراءات من دون الإخلال بالأمن. في الوقت نفسه أكد آل الشيخ أن مبدأ تجسيد شخصيات الصحابة يعد "سيئا وخطيرا"، وقال " إن من يتولاه "ساقط وساقطة"، وأن سيرة الصحابة معروفة لدى الكثير من المسلمين" ، مشددا على أن هذا العمل يعد حطا من قدرالصحابة وشأنهم، وأن مشاهدتها خطيرة وأمر لا يجوز". وتعلق د.آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر فى تصريح خاص لبوابة الشباب قائلة : أرى أنه من المفتر ض ان تقوم كل المؤسسات الإسلامية فى الدول العربية والإسلامية بالوقوف موقف الرجل الواحد ، وذلك بالتوجه إلى الأممالمتحدة لإصدار قرار يمنع منعا باتا المساس بالأديان والمعتقدات الديينية وعلى رأسها الدين الإسلامى مثلما تم من قبل وأصدرت الأممالمتحدة قرارا بحصانة "السامية " .ولابد أن نأخذ موقفا جادا فى المقابل بمنع المسيئين للإسلام وللرسول الكريم من دخول بلادنا وعدم تصدير البترول ، فإذا كانوا لا يقدرون قيمة إحترام الأمن الإنسانى والمشاعر الإنسانية فلابد لنا أن نواجههم ولا نسكت على ما يقومون به . أما د.بسيونى حمادة أستاذ الإعلام السياسى والرأى العام بجامعة القاهرة والمستشار بمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة فيرى أنه لا يحدث أى شىء فى العالم من "فراغ" فكل ما يقوم به الغرب سواء من الأفراد أو الشعوب أو الحكومات على العالم العربى والإسلامى هو "تآمر من الغرب " فالعلاقات الدولية كلها مؤامرات ، فعندما يقومون بالإساءة لديننا هم يريدون إحداث وقيعة بيننا وبين المسيحين المقيمين لدينا ويريدون إستفزازنا حتى نذهب ونتظاهر عند السفارات وبناءا على ذلك يقطعوا المعونات وينشروا ان الإسلام دين إرهاب وما شابه ذلك .. ويؤكد أن هناك تعارضا واضحا بين نمطين للتفكير ، الأول يرى أن حرية التعبير مطلقة بلا حدود والثانى يعتبر حرية التعبير لابد أن تكون مقيدة فى إطار يكفل إحترام الرموز الدينية والمقدسات والذى لا يعرفه الكثيرون أن حرية التعبير كما وضعها فلاسفة وعلماء الغرب ليست طلقة كما يعتقد الكثيرون بل هى محدودة بالأضرار المادية والنفسية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية المترتبة على الإخلال بهذا الإطار . ويضيف د.بسيونى : على العالم العربى والإسلامى أن يقوم بتقديم "واقع محترم " يعكس إحترام الإسلام والرسول الكريم والخلفاء الراشدين وهذا لن يأتى إلا على المدى الطويل ومع إهتمامنا بالتقدم العلمى فإذا إحتاج الغرب لنا فبالتأكيد سوف يكون مجبرا على إحترامنا . وتتمثل مشكلتنا الكبرى فى أن الغرب يجدوا الواقع مخالفا تماما للنصوص الدينية فمثلا عندما تقول النصوص الدينية الإسلامية تحترم المرأة ويجدوا شكاوى من إهانة المرأة فى بعض الدول العربية فهنا يحدث الصدام لديهم بين الواقع والأسس .