تحول يوم الأربعاء 19/ 9 إلى ما يشبه العيد أو الذكرى السنوية لرسامى الجرافيتى بعد مذبحة الرسومات التى تعرض لها شارع محمد محمود أمس .. ودعا بعض النشطاء من فنانى الجرافيتى للتظاهر غدا فى شارع محمد محمود للتنديد بإزالة ذكريات الثورة من الجدران يأتى هذا فى الوقت الذى امتلأت فيه جدران الجامعة الأمريكية برسوم وكتابات عشوائية ومتداخلة . وذكرت صفحة جرافيتى مصر على الفيس بوك أنه تم مسح رسومات الجرافيتى من شارع محمد محمود و هذه الرسومات فيها معظم أحداث الثورة و إذا كنتم تريدون تحويل ميدان التحرير إلى مزار سياحى فهذه الرسومات مهمة بالنسبة للأجانب و كأنهم فى أحداث الثوره وإن شاء الله فى يوم 19-9 من كل سنه سيتم رسم جرافيتى على الجدران فى جميع أنحاء جمهوريه مصر العربية" ......... وبعد أن قامت محافظة القاهرة وقوات الأمن بمسح رسوم الجرافتى من على جدران شارع محمد محمود لم يستسلم فنانون الثورة وعادوا من جديد إلى الشارع فى شكل جماعات للتعبير على جدران الشارع لكن الرسوم والكتابات هذه المرة مختلفة تماما .. حيث كانت رسوم الجرافيتى القديمة تعبر الثورة الدائمة على المجلس العسكرى والفلول .. لكن رسوم هذه المرة تنذر النظام الجديد بضرورة تحقيق أهداف الثورة وتشجب ما قام به من مسح رسوم الشهداء .. ......... وتهدد بعض الكتابات والرسوم الجديدة بالقيام بثورة أخرى طالما لم تتحقق شعارات وأهداف الثورة المتمثلة فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وتهدد الرسومات أيضا الأمن المركزى من العودة للطريقة القديمة. ......... يقول عاطف عبد الله ( 22 سنة) طالب بالسنة الرابعة بكلية الفنون الجميلة أنه جاء ضمن عدد من الرسامين الشباب فى محاولة للتصدى لمحاولات تهويد ميدان التحرير ومحو ذكريات الثورة قبل أن تجف دماء الشهداء .. لكن هذه المرة لم نرسم على الجدران وإنما نحن نكتب ونعبر عن الرأى فى مجمل الأحداث السياسية التى تمر بها مصر الآن .. والحقيقة أغلب الشباب الذين شاركوا فى طليعة الثورة لا يشعرون بالرضا أو القناعة الآن لما آلت إليه مصر وكنا نتمنى أن تتحقق أهداف الثورة كاملة أيضا لم يتم القصاص لدماء الشهداء وجميع قيادات الداخلية المتورطين فى قتل المتظاهرين خرجوا براءة .. كل هذه الأحداث كانت مسجلة على جدران شارع محمد محمود لكنهم بطريقة همجية أزالوا هذه الرسوم. ......... ولاحظت بوابة الشباب تردد الكثير من السائحين على شارع محمد محمود وأكثر ما يلفت نظرهم هى تلك الرسوم والعبارات الجديدة التى تملأ حوائط وجدران شارع محمد محمود .. إلتقينا السائحة الأمريكية إيرينا إستفينسون والتى أكدت لنا أن هذا الشارع أصبح من المعالم المهمة فى القاهرة وأنها تحرص على القدوم إليه. ......... وذكرت أيضا أنها شعرت بتغير فى رسوم الجدران وأن الرسوم القديمة كانت أجمل وكان يجب الحفاظ عليها لأنها كانت تحمل جانب من ذكريات الثورة .. كانت تعبر عن هذه اللحظات بصدق ولكن الرسوم والكتابات الجديدة ليست جميلة. وقد أصبحت جدران محمد محمود مشاعا للمارة وليس لفنانى الجرافيتى فقط ممن يهوى التعبير عن رأيه بحرية على الجدران ومن هذه التعبيرات: - ليه يا شعب بعت دم الشهيد - احترمنى - كرامة المصرى الآن تساوى حياة كتير - يا شعب ياللى دفع ثمن حرية دم .. احفظ أسامى اللى ماتوا صم - للوطن طعم لن تفهموه .. قل لأسيادك الحمقى أن يتركوه فلا هم أهله ولا هم يملكوه - قتلوا إخواتنا وأخدوا براءة - الثائر دايما على حق - مسحتوا صورة اللى ما توا فى بروسعيد قبل ما تاخدوا بحقهم.